الأستاذ حسن بلقرع أسود الظهرة : بن عبدالمالك رمضان المدعو ��ي عبد ﷲ نموذجا ا لشهيد بر�� اعمر ا�جاهد دوارالميلود ا�جاهد محمد ب�حمي�ي )بن ذهيبة ( 2 تقديم الكتاب للأستاذ محمد بليل عرفت منطقة الظهرة �شاطا سياسيا ذو طا�ع استقلا�� من خلال انخراط شبا��ا�� الأحزاب الوطنية، المطالبة بتحقيق المساواة ورفض العنف الفر���ي، حيث �ان لفروع حزب الشعب ا�جزائري وحركة الانتصار من أجل ا�حر�ات الديمقراطية لاحقا ثم ا لمنظمة ا�خاصة بروزا وا�حا . تب�ى شباب المنظمة ا�خاصة ال�ي تأسست سنة 1947 بمنطقة الظهرة ا�حياد ب�ن الأطراف المتصارعة وظلوا ع�� اتصال بقسمات ا�حزب بمستغانم ال�ي سيطر عل��ا المصاليون �ش�ل قوي. ّ تم اكتشاف المنظمة ا�خاصة ، فدخلت ا�حركة الوطنية، ممثلة �� الاتجاه الاستقلا�� بالمنطقة �� سر�ة تامة وظل عنا صرها يجتمعون سر�ا �� مناطق عديدة ، بل التدر�ب ع�� السلاح والتحض�� للثورة ، �شراء الأس�حة أو صنعها محليا، مثل ما ورد �� شهادا ا�جاهد محمد ب�حمي�ي،أطال ﷲ �� عمره . و�عد ذلك اشتد ت الأ زمة داخل حزب ا لشعب منذ سنة 1953 ، حينما فشلت مب ادرات ا لص�ح سنة 1954 حينما تم تأسيس ال�جنة الثور�ة للوحدة و العمل �� شهر مارس من سنة 1954 بمشاركة أعضاء من ال�جن ة المركز�ة و شبان المنظمة ا�خاصة ، عندئذ أعتمد شبان المنظمة ا�خاصة ع�� أنفسهم �� التحض�� للثورة من خلال عقدهم لاجت ماع الأعضاء المتبقي�ن خارج القبضة الأمنية الفر�سة ، عرفوا بمجموعة الاثنان و العشرون ب�� المدنية "صلامبييھ "سابقا بمن�ل 3 ا�جاهد إلياس دريش بالعاصمة ، حيث اتفقوا ع� ��شكيل �جنة مصغرة من ستة أعضاء يضاف لها ثلاثة أعضاء يمثلون الوفد ا�خار�� ب�ل من خيضر بوضياف وأح مد بن بلة وآيت ا�حس�ن أحمد وتم ت�ليف ا�جاهد المرحوم محمد بوضياف منسقا لها .حيث عقدت اجتماعات عدة ، من بي�� ا، اجتماع 23 أكتو�ر ، حينما تم تحديد اليوم وساعة صفر لانطلاق العمليات الثور�ة ضد فر�سا الاستعمار�ة . وتفاجأت الإدارة الاستعمار�ة ليلة 31 أكتو�ر وا لأول نوفم�� من سنة 1954 �سلسلة من ال�جمات الفدائية ع�� مراكزه الأمنية ومزارع المعمر�ن وقطع خطوط الهاتف و إعطاب المولدات الكهر�ائية ومقتل �عض الفر�سي�ن من سكيكدة شرقا إ�� كسان أي سيدي ع�� حاليا غر�ا بحوا�� 30 عملية ناجحة ، حيث شملت الثورة معظم أرجاء الوطن وهزت ار�ان الإم��اطور�ة الاستعمار�ة�� الشمال الافر�قي . حولنا �ش�ل مبسط تتبع أحداث ا�جزائر عشية اندلاع الثورة المباركة ال�ي قادها مجموعة من الثوار ،فم��م من استشهد وآخرون ظلوا ع�� قيد ا�حياة لغاية رفع راية الاستقلال �� ا�خامس جو�لية من سنة 1962 و�العودة لمنطقة الظهرة ، فإن هذا الكتاب الذي يح�ي قصة اندلاع الثورة ��ا وأبرز مهندس��ا الذين صنعوا م�حمة التار�خ .طلب م�ي زمي �� أستاذ الأ دب العر�ي�� الصف الثانوي ، حسن بلقرع ،أن أق دم ل كتابھ الموسوم " بأسود الظهرة "الذي أورد فيھ أب رزالأ حداث التار�خية �ش�ل قصص تار��� ، معتمدا ع� ��عض مقالات ال�حف وا �جرا ئد وشهادات 4 ا�جاهدين الأ حياء وذكر�ات الشهداء ، مركزا �ش�ل أسا��ي ع�� المفجر�ن الأوائل للثورة بمنطقة الظهرة . فقد تطرق لعدة محاور وردت �� هذا الكتاب ، من أبرزها : - الس��ة الذاتية لم نس ق لم نطقة الظهرة الشهيد بن عبد المالك رمضان ، الذي استشهد مبكرا بتار�خ الرا�ع نوفم�� سنة 1954 ، الذي �عت�� من مجموعة الاثنان و العشرون ، حيث تم ت�ليفھ من قبل الشهيد العر�ي بن مهيدي قائد المنطقة ا�خامسة ،والتواصل مع مجموعة الشبان الظهرة الذين ظلوا ع�� ا�حياد ب�ن الأطراف الم تصارعة بقيادة قائد المنطقة الشهيد اعمر بر�� ، حيث باشر عملھ بالمنطقة �� أواخر صيف سنة 1954 بالتواصل مع خلايا المنظمة ا�خاصة بمختلف بلديات المنطقة ودواو�رها وإعادة هي�ل��ا وعقد اجتماعات تنسيقية سر�ة للتحض�� للثورة و تنظيم الافواج ومراكز العدو ال�ي ستس��دف ليلة أول ن و فم�� ، حيث استطاع الأستاذ بلقرع �ش�ل قص��ي مشوق التعرف ع�� هذه ال � خصية ا ل �ي جاءت من مدينة قسنطينة إ�� غرب البلاد واستقرارها بمنطقة الظهرة واستشهاده ا �غابة أولاد سيدي العر�ي بدائرة سيد ي �خضر ا�حالية و حولت رفاتھ لمق��ة الشهداء �سيدي ع�� . - التحض� � للثورة وأبرز عناصرها وفروعها و الافواج الأو�� وأ برز العمليات العسكر�ة ال�ي قام ��ا أسود الظهرة ليلة الفاتح نوفم�� ، حيث �ان أبرزها ال�جوم ع�� مركز الدرك الفر���ي بكسا�ي�� دف الاستيلاء ْ ع�� الأس�حة ، ولكن العماية فشلت �سبب طارئ سيارة المعمر� ن من ْ بي�ار الذي ن جاءا للمركز للإبلاغ ع� ��جوم با�جا هدين ع�� مزرعة دي 5 جنسون ب�ن وليس وحجاج ـ فاضطر ا�جاهدون إ�� أطلاق الرصاص فتم إصابة أ حد المعمر�ن المدعو " فرا�سوا لورانت " وقتلھ وفرار ا�جموعات ومحاولا��ا الالتقاء ب�ن عبد المالك رمضان ، لكن قوات الأمن ال فر�سية تمكنت من خلال عيو��ا من القبض ع�� جل ّ المهاجم�ن وفشل الاتصال ليسقط قائد المنطقة شهيدا مثل ما سبقت الإشارة اليھ .حيث قدم لنا الاستاد بلقرع حسن قصة هذه ال�جومات وفشلها وصداها ا�ح�� و الو ط �ي ، بأسلوب أد�ي مشوق باعتماده ع�� أبيات شعر�ة مع��ة عن الأ حداث التار �خية . - تطرق �� محور آخر لرفقاء بن عبد المالك رمضان ، الذين اعتمد عل��م �� تفج�� الث ورة بالم ن طقة ، من أبرزهم قائد فوج مجموعة الظهرة الشهيد اعمر ال���� واب ن أخيھ قدور ال���� ومجموعة من ا�جا ه دين الأخر�ن ، أمثال دوا ر الميلود رفيق درب بن عبد المالك رمضان الذين استبسلوا �� القتال لغاية استشهادهم ، حيث خص ّ الشهيد بر�� اعمر �س��ة ذاتية سياسية و ثور�ة مع��ة ، متتبعا نضالھ السيا��ي�� حزب حركة ا لانتصار ل�حر�ات الديموقراطية و لمنظمة ا�خاصة والتواصل مع بن عبد المالك رمضان �� تحض�� الثورة إ�� غاية استشهاده بمنطقة وليس مع بر�� قدور يوم 22 د�سم�� 1954 ، حيث اعت��ه الأستاذ من ب�ن القادة السياسي�ن والثور��ن بمنطقة الظهرة و المؤسس ا�حقيق ي لأفواج الظهرة المهاجمة ع�� مراكز العدو ليلة أول نوفم�� بأسلوب شيق ومع�� عن هذه ال�خصية الثور�ة ال�ي تحتاج منا ، نحن المؤرخ� ن ا� حفر عن آ ثارها و أ عمالها البطولية لغاية استشهاده، حيث تواصل الأستاذ مع 6 العديد من الشهود؛ أمثال ابنتھ "وردية " و ا�جاهد القدر محمد ب�حمي�ي لتتبع الأثر الثوري لهذا الشهيد ،الذي اعت�� ه حدثا مفصليا بمنطقة الظهرة بتواصلھ مع بن عبد الملك رمضان و تأسيسھ للأفواج الثور�ة انطلاقا من خ��تھ السياسية وا�حر�ية . - و�� محور آخر واصل الأستاذ �ش�ل مقتضب الإشادة بأبطال و أسود الظهرة الذين لقنوا العدو الفر���ي درسا �� البطولات الثور�ة ، أمثال الشهيد محمد ا�جب�� واسمھ ا�حقيقي " محمد بدواد " من منطقة ورسنيس بتلمسان الذي �ل ف بمعاقبة ا�خونة بمنطقة كسا� ي و إعادة تنظيم الثورة بالظهرة ع�� إ ثر ا�عقاد مؤتمر الصومام سنة 1956 ، حيث رصد لنا الأستاذ أهمية معركة القشاقشة بقبة الوا�� الصا�ح سيدي الزقاي ع� ��عد أر�عة إ�� خمسة �لوم��ات ،شرق البلدية ا�ختلطة كسا�ي )سيد ع�� (،حيث �انت معركة فاصلة ب�ن جيش الاحتلال وكتيب ة ا�جاهدين ،ال�ي أتت من غرب عمالة وهران �� مسافة 300 �لم ؛ولم يتفطن لها جيش الاحتلال ،لتشتبك مع مختلف أجهزة الأمن الفر�سية و قواتھ بمختلف أس�ح��ا من دبابات وطائرات، لي�حق ��ا خسائر �� الأرواح والمعدات، ويستشهد قائد الكتيبة محمد ا�جب�� رحمھ ﷲ ،وتتمكن مجم وعة من مجاهدي هذ ه الكتيبة ، الالتحاق بالولاية الرا�عة ، �عد ما صمدت أمام قوات الاحتلال لمدة ثلاث لي ا � ��املة �� معركة غ�� مت�افئة . و��ذا لتسلسل التار��� القص��ي ، المشوق لقراءة �� قصة الثورة بمنطقة الظهرة الوهرانية ، �عتقد أن الأستاذ حسن بلقرع ، قد م ل نا عملا 7 فنيا رائعا ، مزج فيھ ا لتار�خ بالأ دب ، ل� � شدنا إ�� أهمية هذه المنطقة �� تار�خ الثورة ا�جزائر�ة ومساهمة نخ��ا الثور�ة�� العمل�ن السيا��ي و الثوري ، و من جانبنا قمنا بدراسات أ�اديمية حول اندلاع الثور ة وتطورها بمنطقة الظهرة مستشهدين بوثائق الأرشيف الفر���ي و شهادات ا�جاهد ين المتوفون و الأ حياء م��م�� معرفة م�حمة الثورة بالمنطقة ، منشورة بالعديد من ا�جلات العلمية الوطنية والدولية ،ولنا شرف كتابة هذا التقديم المتواضع لكتاب زميلنا ح ول قصة الثورة و أبطالها بمنطقة الظهرة ، لي�ون ن��اسا ل�جميع ،بمعرفة أسباب وجذور الثورة بالمنطقة، فرحم ﷲ شهداءنا الأبرار وأطال ﷲ �� عمر ا�جاهدين. الأح ياء. مزغران بتار�خ ا�خ ا مس من رمضان سنة 1441 ه / الموافق ل 29 أبر�ل من سنة 2020 8 حياة الشهيد بن عبد المالك رمضان المقدمة �سم ﷲ الرحمان الرحيم ، اللهم صل ع�� سيدنا محمد وع�� الھ و�حبھ وسلم �سليما كث��ا عليھ عدد خلقك ور ضا نفسھ وز نة عرشھ ومداد �لماتھ . شهيد سالت دماؤه ّ ا� ��ل ، وروت قلب ال��اب ل��هر وردا ّ ، وتمد ُ ثمارا للأجيال ال�ي لم تولد �عد ، ا� ��ل ّ مجاهد بذل جهده و سلّم روحھ ُ ومالھ لهذا الوطن ، ا� ��ل ّ م َ ن ا ُ عت قل و� ُ جن �� زنزانات وامرأة وطفل وطفلة اكتوو ا شيخ �جوز ّ التعذيب والموت ، ا� ��ل بنار الاحتلال ، ّ وتوج سوا بظلم الاستبداد ، أهدي هذا الكتيب المتواضع الذي سردت فيھ �عض محطات و�وميات الشهيد بن عبد المالك رمضان و ال�وكبة من الشهداء و ا�جاهدين الأوائل الأحياء والأموات الذين حملوا لواء ا�جهاد ضد الاحتلال الفر���ي ، � ال���� عمر ، قواد السبع ، وداود محمد المدعو ��ي مجمد ، ال���� قدور ا�جب�� ، و�دا�ي يوسف الز�ن ، ودوار الميلود ، �حراوي عبد القادر وا�جاهدين الذين رافقوهم �� مس��ة ا�جهاد وركبوا معهم سفينة الكفاح بالذكر ّ ، أخص ا�جاهد ب�حمي�ي محمد المدعو بن ذهيبة الذي مازال ع�� قيد ا�حياة ، والشاهد ع�� كتابة هذا المُدوّ ن وما حواه من شواهد وأخبار عن رفقائھ من الرعيل الأول الذي ن حضر وا وخططوا لانطلاق ا�جهاد مع غرّة أول نوفم�� ، ا�� الشهداء 9 الذي سقطوا �عدهم ّ وا�جاهدين الذين قبعوا � ��جون الذل والاستعباد . ا�� الشهداء الذين سمعنا ع��م ولم نرهم ، و سقطوا �� ساحات الشرف وهم بالملاي�ن منذ بداية الغزو الفر���ي سنة 1830 ا�� غاية الاستقلال ، أقدم عذري لهم واحدا واحدا ، أننا لم نقرأ ع��م ولم نكتب تار�خهم الكب�� ، ولم ��جل ملاحمهم ولم نوثق بطولا��م رغم عمرهم القص�� وس�ّ�م الصغ�� ، استشهدوا وهم شباب لم يأخذوا نصي��م من طعم الدنيا وحُ رموا لّذ��ا ، ا�� ا�جاهدين الذين عاشوا �عد الاستقلال و�انوا قد خرجوا من �جون الاحتلال ، مَ ن �ان شاهدا ع�� يوميات العذاب وسن�ن ا�جمر أيام ّ ا� ��ل الاستعمار ، أقول وأنا ابن الاستقلال ، سامحونا أننا لم نكتب عن عذاباتكم و آلامكم وت�حياتكم ، ال�ي�� تار�خنا و مُ لكُ نا وصفحات من ترا ثنا وتراث أجدادنا العر�ق ، لقد قصرنا �� حقوقكم و �� تد و�ن� ل ّ ما لھ صلة بماضيكم . أشعر بالأ��ى وا�حسرة حينما قرأت لبعض الشهداء وا�جاهدين ، عن ّ التس�� والتكتم ّ كيف تم ة الباقية م��م وعن ّ البقي ماض��م ا�جيد ، وهم بمئ ّ ات الآلاف �ستغرقون العد ّ و�حيطون ا�حد ، لا �عرف الا القلّة م��م ، خاصة الأعضاء المؤسس�ن لمشروع الثورة وقائدي النوا�� والولايات ورؤساء الأفواج ، الذين تملأ أسماؤهم �ل ّ م�ان وزمان ، بينما يجهل الكث�� منّا ح�ى عن شهداء المنط قة شهيد وزنھ ّ ال�ي نحيا ف��ا و�عيش ب�ن أحضا��ا� ، حيح أنّ ھ ل�ل 10 واسهاماتھ و�صماتھ ، الا أن ّ حق ّ الشهيد علينا أن ندوّ ن ولو �عضا �ستطيع أن �سهم �� هذا ع� ��ل ّ جزائري ٌ من حياتھ ، فهذا دين شهيد ومجا ّ الواجب الوط�ي ، ل�ل ّ هد قصّ تھ ، لو كتبنا عن �ل واحد م��م لاستحق مجلدا أو مجلّدين . لقد عا�شت ا�جاهد بدا�ي يوسف و أنا صغ�� ، حينما �ان حارسا ليليا للبلدية وهو يحمل بندقيتھ ، و�رتدي معطفھ الأسود السميك ، وأحيانا جلابيتھ السوداء ، �� فصل الشت اء البارد ، أمّ ا �� فصل الصيف حينما تطفئ الشمس ضو��ا ع�� بلدتنا ، و�أخذ الليل م�انھ ليستمر ا�� الصباح ، يقف المرحوم بجوار البلدية ونحن أطفال نلعب �� ساح��ا تحت أضواء القمر و أنوار النجوم المتلألئة ، ال�ي� انت شاهدة ع�� الزمن ا�جميل �� عهد ا�جيل الذه�ي الفر�د ، يأمرنا بالانصراف والعودة ا�� بيوتنا ، أوامره �شبھ التوج��ات العسكر�ة�� صرام��ا وحدّ ��ا ال�ي ور��ا من حياتھ النضالية وتجر�تھ العسكر�ة مع ا�جاهدين ، �انت حر�اتھ بطيئة ونظراتھ ث اقبة ها حذر وحيطة ، ّ �ل يخرج علينا من سدول الليل الداكن الظلام �� ساحة البلدية ، ال�ي شيّدها المستعمر وتفنّن �� ، هندس��ا و�أن ّ ھ �� ساحة قتال ، يفاجئنا بخفة ور شاقة ، ح�ى رؤوسنا يقف عند ، و�نذرنا فلا �ستطيع الفرار ، ي��ر علينا لنا : انصرفوا لتناموا ، بالانصراف ، فنستجيب لأوامره و�قول ا ، كما فرض سلطانھ فرض اح��امھ ع�� ا�جميع كبارا وصغار وارادتھ ع�� المستعمر . 11 �ان قليل الكلام ، كتوم ا ، صبور ا ، حاد النظرات ، لا يك�� التحدث مع الناس ح�ى المقر��ن منھ ، �شبھ �� طبعھ وأخلاقھ ّ ا�جاهد دوار الميلود ، و�أ�ّ �ما توأمان من بطن واحدة ، تخر جا معا من مدر سة واحدة ، وتتلمذا ع�� معلم واحد ، كنت أشاهد كث��ا �� بلدة حجاج ا�جاهد الك ب�� دوار الميلود ، يرتاد الم�جد البلدي أحيان ا من الزمن ، �ان كتوما حاد النظر ، صارم ا ، قليل الاجتماع بالناس ، مثلھ �� ذلك مثل بدا�ي يوسف و�لّهم عا�شوا الشهيد بن عبد المالك رمضان و�انا يمثلان الساعد الأيمن والأ�سر لھ و علبتھ السوداء ، ال�ي لم �ستفد م��ا ولم نفتش عن مكنونا��ا ، ولم �عرف من خباياها الا اللمم . أشعر بالأ�� ى وا�حسرة أن�ي وجي�� لم نبحث عن هذا التار�خ الذي ماز ال مجهولا � ��عض زواياه ، ع��م وع َ الذي كُ تب ّ رغم أن ن الثورة بالمن طقة ، ھ �س�� لو قيس مع حجم ما قد ّ موه من ّ لكن ت�حيات جسام ، لا نتحمل المسؤولية لوحدنا بل يتحملها ا�ج ميع من مسؤول�ن ومؤرخ�ن ، كما لا ألوم جيل ا�جاهدين الذين عاشوا �عد الاستقلال لأ��م ليسوا �� معظمهم متعلم�ن ، لم �ستفد من شهادا��م� عدما غيّب معظمَ هم ُ الموت واختفت معهم المعلومات اللازمة ، فأصبح حالنا كحال من وصفھ الشاعر : والمرء تلقاه مضياعا لفرصتھ --- ح�ى اذا فات أمر عاتب القدرا وقول آخر : أصبحت تقلب كفيك �عدما --- ضيعت حظك من وقود نار 12 تار�خ الشهداء والأبطال من الذين شار�وا �� الثورة ّ أعتقد أن التحر�ر�ة لم يأخذوا حقهم من التأر�خ والتدو�ن للأسب اب ال�ي أسلفت و�سبب عدم الت�جيع اللازم وال�ا�� من قبل القائم�ن ع�� تار�خ الثورة ا�جيدة . ��جعت لتدو�ن هذا الكتيب رُغم الصعو�ات �� ايجاد المناهل والعثور ع�� منا�ع ا�خ�� ، ھ كما أسلفت جئت متأخرا ، ّ لأن اعتمدت �� ��جيل المعلومات أولا من شهادات ا�جاهد ب�حمي�ي محمد ، الشاهد الوحيد من رفاق الشهيد بن عبد المالك رمضان الذي مازال حيّ ا وعمره الآن 88 عاما ، أ دعو ﷲ أن يبارك �� حياتھ و�طيل من عمره الذه�ي ، لقد تكرّم ع�� ّ ب�ل ّ المعلومات ال�ي طلبت ولم يبخل ع�� ّ �� بيتھ وع�� مكتبھ الذي تفوح منھ أعباق الثورة ورائحة الشهداء ، كما تكرمت علينا زوجتھ العطوفة بلطفها ّ و�قهو��ا العتيقة رُغم تقدمها �� السن ، وال�ي طبخ��ا بيد��ا الكر�مت�ن ، واستعنت أيضا ببعض المعلومات ال�ي جاءت � ��عض ال�حف وم��ا� حيفة ا�جمهور�ة ال�ي أجرت حوارا مع مدير ا� جاهدين لولاية مستغانم ، ومجموعة من ا�جاهدين ع�� رأسهم ا�جاه د المرحوم بن ز�ان حمو ، بمناسبة الاحتفال بأول نوفم�� 1954 تحت عنوان ) أحداث نوفم�� �� عيون مجاهدي دوار ولاد ا�حاج بمستغانم ، ثوار هزموا الغزاة وأسقطوا الغدر ، )ا �جمهور�ة يوم 29 نوفم�� 2014 ( ، ومن �حيفة ا�خ�� ال�ي أجرت حوارا مع ا�جاهد ب�حمي�ي يوم الأحد 16 فيفري 2014 تحت عنوان ) البطل 13 بن عبد المالك رمضان أول شهيد للثورة ا�جزائر�ة ( ومن َ مقال كُ تب تحت عنوان الشهيد ��ي مح مد ا�جب�� م التواصل موقع ن الاجتما�� تحت اسم ) أخبار سيدي ع�� (. �ان �� الشرف أن التقيت بابنة الشهيد ال���� عمر السيّدة )وردية ( �� من�لها بمستغانم بوساطة كر�مة من السيّد ال���� عبد ا�حميد عشية يوم 19 مارس 2020 جها واب��ا ، فتحت لنا من رفقة زو خلالها أبواب بي��ا وخبايا قل��ا المفعم بالمواجع والغصص تارة ، والعواطف والمشاعر الدفينة تجاه والدها الشهيد والثورة التحر�ر�ة ، تار ة أخرى ام��جت أحاسيس الفرحة بالألم و العزّة والفخر والمواقف الشهيد بوالدها الاع��از فرحة ، و الأ��ى با�حسرة البطولية ال�ي ورّ ��ا لها وللوطن ، وأ��ى وحسرة الواقع الذي يمثّل عظمة وقداسة الثورة والت�حيات ال�ي قدّ مها الشهداء فداء للوطن والأمّ ة . �عد اكرامية واحتفاء نا�عة من وفاء وكرم و�خاء الشهيد الوالد ، ز�ّن��ا قهوة عر�ية معتّقة من لدن المولودة الوحيدة من الاثن�ن اللذين أنج��ما الشهيد ال�ي بقيت ع�� قيد ا�حياة السيّدة ال�� �� دية ، و�عد وفاة أخ��ا عبد ا�جيد �عد ستة أشهر من تار�خ ور ميلاده قبل الثورة �شهور ، أخذت �سرد ما سمعتھ من جدّ ��ا خ��ة ووالد��ا الباي خ��ة ، وما سمعتھ من أفراد عائل��ا وا�جاهدين الذين رافقوه �� ا�جهاد . 14 مازالت ذاكر�� �جاعة وجرأة و�أ� ّ �ا ّ ا حي ّ ة وخصبة ، تتحد ّ ث ب�ل ّ تر�د أن تقول �ل ��يء ، بل ا�ّ �ا مازالت تحتفظ بأسرار سمع��ا والدها لم ّ أن ّ و�أ�ّ �ا تحس ُ عن والدها وتر�د البوح ��ا ، شعرت يأخذ حق ّ ھ من التار �خ ، ولم ينصفھ أيضا المؤرخون ، ّ بل ترى أن وال د ث عنھ ال�حف ّ ف حولھ الكتب وتتحد ّ أن تُؤل ّ ها �ستحق وا�جلات ، �ان حالها المتواضع والبسيط يُخ�� أ�ّ �ا لم تأخذ �� حقها من غنائم الثورة ومن مكرما��ا ، ولم ينصفها القائمون ع�� ما قدّ مھ والدها من ت�حيات جسام ، كما لم تكن محظوظة كغ��ها من �عض أبناء الشهداء من حقوقها ومن المنح الواجب تقديمها ، أحسست بألمها وا�حسرة بادية ع�� وجهها وع�� وجوه أفراد عائل��ا� ، انت تتحدث عن والدها بفخر واع��از ، وقدّ مت لنا معلومات عن �عض ا�جوا ة من حياتھ ال�ي كنت أبحث ّ نب ا�خفي ع��ا ، اعتمدت ع�� ما سمعتھ ، لم �عرف والدها الذي �ان �عرفها دا ، وتلاعب ��ا ب�ن يديھ كث��ا� ، انت تتنفس الصعداء و�� ّ جي تقذف ب�لما��ا وشهادا��ا وما جمعتھ من أخبار . سأل��ا عن والدها الا �سان والرجل الاجتما�� ب�ن أفراد حيّھ و قبيلتھ ، وعلاقتھ مع ا�ج��ان ومع والدتھ وأعمامھ وأبناء عمومتھ ، أخذت م��ا� عض ما كنت أبحث عنھ ، كما تحصلت ع� ��عض الصور النادرة للشهيد لم أرها من قبل . �انت جلسة طيّبة ومفيدة أفرغت ما �ان مخفيا �� ذاكر��ا ودفينا ّ �� أعماق فؤادها ، بدت متأثّرة أثناء حدي��ا ومرهفة ا�حس 15 وجيّاشة �� عواطفها حينما تتطرق �� ا�حديث عن والدها وعن الثورة ، ولولا قصر الوقت ومداهمة الليل لواصلت الكلام دون ملل و�لل ، لقد �ا ن مسارها التار��� حافلا بالنشاطات والمساهمات �� الاحتفالات والمناسبات الوطنية والولائية ا�ختلفة واشرافها �خصيا وا�حافل المتنوّع ولقاؤها الاحتفاليات ، هذه �عض ادارة ع�� بال�خصيات من رؤساء ووزراء ومدير�ن ، من عهد بومدين ا�� يومنا هذا ، لقاؤها مع الرئيس هواري بومدين وأحمد بن بلّة الذي زارها �� بي��ا ، باعتباره رفيقا للشهيد والدها أثناء الثورة . كما استعنت بمجلة 1 نوفم�� اللسان المركزي للمنظمة الوطنية الأخ من �سلم��ا وال�ي الما��ي القرن �� الصادرة للمجاهدين الفاضل ال���� عبد ا�حميد الذي ساعد�ي كث��ا�� كتابة هذه المعلومات وتوثيق �عض ا�جوانب ا�خفية من حياة الشهيد ال���� عمر وابن ش قيقھ قدور . كما استعنت �شها دات والد�ي فيما يخص معركة سيد ي زقاي بمنطقة ب�ي زروال � سيدي ع�� ، ال�ي وُ لدت بالمنطقة نفسها بتار�خ 24 جانفي 1942 و�شأت �� أحضا��ا وترعرعت ب�ن ر�وعها ، حيث عاصرت وعا�شت والد�ي ا�حدث منذ أن �ان عمرها 14 سنة . ّ وما �ج ع�ي أك�� أن أكتب عن هؤلاء الرموز من الأبطال المواجد ، والرجال النشامى ، والأحرار الصناديد ، هو عظمة الثورة والتار�خ ا�جيد و الارث التلي د لهذه الأمة ، خاصة منطقة الظهرة ال�ي� عود تار�خها و�داي��ا منذ 2500 سنة ق.م ، أي منذ الوجود الفينيقي 16 ّ ع�� هذه ال��بة ثم الوجود الروما�ي الذي ناهز بقائھ ستة قرون ، ثم الاحتلال الاسبا�ي والتواجد العثما�ي ا�� الاحتلال الفر���ي ، عا�شت الم نطقة وا�جزائر عموما أجناسا وثقافات وحضارات ، تركت بصما��ا ع�� العصور والدهور ا�� يومنا هذا . كما �ان اطلا�� المفا�� لكتاب المستوطن الفر���ي ) رولان بوكبال ( �� كتابھ عن بلدتنا الصغ��ة ) و�ليس �� ا�جزائر ( حيث أرّخ للبلدة وذكر �ل ّ كب��ة وصغ��ة ، وكتب عن طفولتھ والمواطن�ن الفر�سي�ن أثناء تواجدهم بو�ليس ، الذين قاسموه نفس مشاع ر الطفولة ا�� غاية مغادر��م ا�جزائر صبيحة الاستقلال ، مما جعل�ي أقول : كيف هذا المعمر كتب عن مرحلة تواجده بالمنطقة م ّ أن ع أبناء وطنھ الفر�سي�ن ، و أبدى ا�جابھ ��ذه الطفولة والذكر�ات ا�جميلة �� أرض ا�جزائر ا�جميلة ؟ بينما نحن �عد الاستقلال وح�ى هذه ال�حظة ، لم يجرؤ أحد منا ع�� الكتابة عن هذه البلدة الساحلية ا�جميلة ، والرو الفنيق �حرت ال�ي والأتراك والاسبان مان والفر�سي�ن قرونا ودهورا من الزمن ، فوُ لدت فكرة الكتابة منذ تلك ال�حظة ال�ي قرأت ف��ا ذلك الكتاب . قسنطينة منشأ الشهيد أخذت الطبيعة �� مرتفعات قسنطينة وهضا��ا� ستعد كعاد��ا لاستقبال فصل الر�يع ، الذي حان موعد قدومھ ، يحمل معھ ّ �شائر ا�جمال وا�جلال الموسومة بألوان الأزهار ال��ي ة ، وأش�الها السّ نية ال�ي تزهو الأحداق عند نظرا��ا ، وتطرب القلوب عند رؤ���ا 17 ، ّ و تنعش النفوس �عد خمودها ، من عادة الر�يع أن يحط برحالھ ع�� الديار القسنطينية �� مثل هاتھ الأوقات ، من شهر آذار الذي هو موسم الاحتفاء والاحتفال بصعود السنابل ا�خضراء المنتصبة ع�� هضا��ا المتموّ جة حينا ، ووهادها الممتدة حينا آخر ، والمطلة ع�� البلدة ال�ي تمزق موقعها جيوب و وديان ، وفوق هذه ا�جيوب والتجاو�ف معابر وجسور هندسية جميلة ، زادت من ��ا��ا وروع��ا الر�يع ع�� مدن الشرق ا�جزائري خاصة عروس ّ ، عندما يحل الشرق قسنطينة ترتدي المدينة أز�� ملا�سها وأب�ى معاطفها ، �عدما ت�ون تخلصت من الردا ّ ء الثل�� الأبيض الذي �عو دت اكتساؤه وارتداؤه أسابيع متوالية من شهري يناير وف��اير ، وقد ّ �عم مت قمم ا�جبال ا�حيطة ��ا و�أ�ّ �ا صورة لأ�خاص يقفون جنودا أو حراس ا ، جاؤو ا �� مهمة غ�� عادية �حراس��ا طيلة هاتھ المدة السالفة . ّ أخذت أجواء ال��د تنحسر وتتبد د شيئا فشيئا بقدوم فصل الر�يع ، ً فا�حة ا�جال للدفء يبسط سلطتھ ع�� الم�ان ، وتف�ح الأجواء ل��اعم الورود وأوراق الأزهار لتخرج من أكمامها ، و�علن عن اطلاق سراحها �عد انتظار طو�ل ، أخذت مدينة قسنطينة تتو�ح بألوان الأزهار وأوراق الأ�جار ا�ختلفة الأش�ال والألوان ال�ي طرزت شوارعها وأزق��ا ، و أبدعت �� جمالها جعلها مما تبدي ز�ن��ا للناظر�ن ، وتنال ا�جا��م و�ستأسر عيو��م و �س��وي أفئد��م وسط محفل ر�ي�� جميل . 18 ق سنطينة جل ّ جمالك فينا --- فهلا أشفقت بودك وت ر�حينا ٌ شتاؤك كرم ٌ و الر�يع �خاء --- ٌ وجمال ٌ وزهر ٌ وحب و�اسمينا حل ّ شهر رمضان بجلالھ ع�� قسنطينة ، ليعانق جمال الر�يع الذي ه �� شهر مار س تصادف حضور من عام 1928 ، �� أجواء ، ونفحات ايمانية عطرة ، �انت ف��ا قسنطينة رمضانية حافلة ّ صوت حر ّ أس��ة الاحتلال الفر���ي الذي خنق �ل ، ّ وقمع �ل مناضل ش ر�ف� ، انت الأجواء تفوح بأعباق صلاة ال��او�ح ، ال�ي تزدان بمواعظ الشيخ عبد ا� حميد بن باد�س وأترابھ يلق��ا سرا و جهارا ، تحت مرا عيون و جواسيس الاستعمار، قبة ي��صدون حر�اتھ و�تلقفون عنھ �ل ّ خ� ، ��انت الأجواء تن�ئ حركة بميلاد نضالية ثور�ة اصلاحية ، بدأت ارهاصا��ا تلوح �� الأفق ، عندما ال تقى الشيخ البش�� الابراهي�ي وثلة من علماء المنطقة �� ّ اجتماعات سر� ة للتحض�� ، لبعث تنظيم يجمع �ل ّ علماء ا�جزائر للتصدي للاحتلال الفر���ي ، الذي طال أمده واستشرى شره وعظُم خطره ، �عد م��ي قرن من هذا الذل والهوان ، قال الش يخ �� احدى �لماتھ �� حلقة من حلقات دروسھ : ) لا يمكن أن تبقى فر�سا ا�� الأبد ، وليست قدرا محتوما علينا ، ووجب علينا جميعا أن نتحرك و�عمل �� ا�شاء جمعية �عمل ع� ��شر الو�� �� شاد و�شر صفوف الشعب عن طر�ق الوعظ والار ال�حف وا�جلات ولا يتأ�ى هذا الا بالعلم والتعليم �� نفوس الناشئة ( 19 �انت فر�سا تمارس سلط��ا القمعية ع�� الشعب ا�جزائري جسديا ّ ونفسيا ور وحيا ، جسديا حو لت ا�جزائر��ن ا�� عبيد ، أما نفسيا عملت ع�� تحطيم معنو�ا��م وحرم��م ّ من مواصلة الدراسة ، وأن ال�جن مص��ه �ان أ�ى ومَ ن فر�سية أرض ا�جزائر و النفي والتعذيب ، أما روحيا حاولت طمس هو���م ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية الشرعية ، بمنعهم من حضور التجمّ عات و ا�حاضرات والملتقيات وقمع العلماء والمص�ح�ن ، ح�ى� عزلهم عن مصدر الهامهم وهو الدين الاسلامي واللغة العر�ية �انت هناك عائلة �سكن أحد الأحياء الشعبية الضيّقة و الفق��ة ، كعادة الأسر ا�جزائر�ة� �� ل ّ ر�وع الوطن ، تتش�ل ه ذه الأسرة من اخوة وأخوات ، اسمها عائلة رمضان و�� عائلة محافظة �ستمد تقاليدها ومباد��ا وقيمها من الدين الاسلامي ، و�� ليلة من ليا�� مارس الباردة و�الضبط ليلة 20 مارس 1928 أنجبت الأم مولودا �� صبيحة أحد الأيام الرمضانية هذا ّ ، لم تكن �علم هذه الأم أن المولود سي�ون لھ شأن عظيم �� مستقبل هاتھ البلاد و��ون مع اخوانھ شهيدا يجرف بدمھ ودماء اخوانھ هذا الد�س الاستعماري بقايا الاستعمار وأعوانھ ، قال ّ الذي طال بقاؤه ، و�كنس �ل الشاعر أبو الق اسم الشا�ي : سيجرفك السيل سيل الدماء --- و�أ�لك العاصف المشتعل ّ لم تكن ولادة عادية ، تبس مت الأم �عدما شهدت وليدها يبتسم �عدما صرخ صرخة الميلاد ، كما لم تتعرض للآلام ال�ي تتعرض لها 20 أية أم أثناء الوضع ، قالت الأم : ا ن هذا الص�ي لا يتوقف عن الابتسام ، رد ّ الوالد : ا��ا اشارات تن�ئ بخ�� عظيم ، كما أ�ّ � ا لم تتعب �� تر�يتھ كما �عبت مع اخوتھ ، أخذت �عض النسوة من تتصفح قسمات وجهھ ، ّ ج��ان ال� ّ ��عدما تناولنّ ھ �� حجورهن وتتأمل �� حدقة عينيھ ال��اقت�ن ، و�أن ّ ھ ملك ود�ع ، استشفن فيھ أمارات العظمة واشارات التم�ّ� ال�ي تو�� ��ا القلوب ، مرّت ليا�� الرمضانية مارس دة ع�� بلدة قسنطينة الوادعة ، كما البار احتضنت بنفحا��ا الايمانية العطرة ولادة بن عبد المالك رمضان ال�ي عب ّ ق��ا أجواء ر مضان الدينية ، وسط صلاة ال��او�ح ال�ي فاح شذاها أزقة وشوارع قسنطينة العتيقة ، �انت عائلة رمضان ع�� موعد بإطلالة وجھ مبارك �� شهر رمضان المبارك المتمثل �� اب��ا ّ الب�ي الطلعة ، الذي �شرفت بھ العائلة الكب��ة وأسرتھ الصغ��ة ، ال�ي احتفلت بمولودها ا�جديد �� يوم من أيام الصيام والقيام . ّ ك� ُ � الرضيع �� حضن أم ھ ، ال�ي ا ستبشرت بھ وسعدت ب��بيتھ ، لم تكن تر�يتھ عس��ة كما يحدث مع الصبية الرُ ضع ، و�ان الوالد يتفحص هذا الص�ي ّ و�تفقده عند �ل ّ عودة من العمل ، و�أنّ ھ علم ابنھ هذا ليس كبقية أبنائھ الآخر�ن ، وعلم أيضا أنّھ سوف لن ّ أن �عمر طو�لا ، بل خ ُ لق لمهمة أس�ى وواجب أجل ّ و أشرف ، ليموت و ينتقل ا�� العالم الذي خُ لق فيھ ومنھ �ُعث ، و أن ّ أيامھ �� هذه الدنيا معدودة .