1 2 دليل تشغيلي لعملية النقد الذاتي لألحزاب والحركات والكيانات السياسية 3 4 قائمة المحتويات 7 أوال :تعريف النقد الذاتي 8 ثانيا :األهمية واألولوية 9 ثالثا :أهداف النقد الذاتي 10 رابعا :العائد واملردود املتوقع 11 خامسا :محاور عملية النقد الذاتي 13 سادسا :القواعد والضوابط الحاكمة لعملية النقد الذاتي 14 سابعا :العملية واملشروع البحثي الجماعي 25 ثامنا :كتابة التقريرالنهائى 26 تاسعا :كيفية اعداد ميسرإلدارة حلقات النقد الذاتي 31 عاشرا :كيفية تشكيل ورشة عمل متوازنة لعملية النقد الذاتى 33 الحادي عشر :األدواراملختلفة فى املشروع 35 الثاني عشر :إشكاليات مشتركة بين الكيانات السياسية فى املرحلة اإلنتقالية 38 الثالث عشر :آلية إستدامة عملية النقد الذاتى فى الكيان نفسه 39 الرابع عشر :مالحظات واستخالصات ودروس مستفادة 5 تعريف بالدليل هذا الدليل هو دليل تشغيلي يشرح بشكل تفصيلي خطوات عملية النقد الذاتي للكيانات السياسية املختلفة، وخصوصا في املراحل االنتقالية بعد الثورات ،ومن الجدير بالذكر ان عملية النقد الذاتي تتم بالتعاون بين فريق بحثي وبين الكيان ،وينحصردور الفريق البحثي في تحفيزعملية النقد الذاتي .ويمثل هذا الدليل خالصة تجربة نقد ذاتي أجراها فريق من الباحثين مع مجموعة من الكيانات السياسية املصرية. كيفية استخدام الدليل :يهدف الدليل لشرح خطوات عملية النقد الذاتي بالتفصيل ،وهو أشبه بالحادي ألي كيان سيا�سي يريد أن يسيرفي طريق النقد الذاتي ،وفي الرحلة يحتاج الكيان ملا يلي باإلضافة للدليل : -فريق بحثي متخصص ومحايد (من خارج الكيان) يعمل على تيسييروتحفيزعملية النقد الذاتي. -تدريب مليسري العملية على مهارات التيسييرومهارات فهم ديناميكيات الجماعات ورصد الحيل الدفاعية املختلفة والتعامل معها. يحتوي هذا الدليل على معلومات وأفكار كما يحتوي على خطوات عملية وإرشادات في صورة إفعل وال تفعل، وللتسهيل على مستخدم الدليل سنضع رموز بجانب كل جزيئة: للمعلومات واملعارف. رمز للخطوات العملية. رمز لقوائم افعل والتفعل. رمز 6 أوال :التعريف :ما هو «النقد الذاتي»؟ النقد الذاتى هوعملية تقويمية وممارسة جماعية ،وآلية حوارية من شأنها تحويل املحنة إلى منحة ،واألزمة إلى فرصة ،وال نعنى بالنقد الذاتى املحاكمة القاسية لتيار أو حركة بعينها ،أو اإلسراف في جلد الذات ،بل هو ممارسة إنسانية وإجتماعية هدفها املراجعة وتقويم األداء بغية تحسينه .ويعتبر النقد الذاتى فضيلة وقيمة أخالقية تربوية ترتبط بفكرة الحكم الرشيد ،وما إقترن بها نظريا و واقعيا من معاييرللرشد كالشفافية ،واملحاسبية ،واملساءلة ،واملشاركة ...الخ. وتعتبر الرقابة واملحاسبة الذاتية ،والنقد والتقويم الذاتي آليات لتجديد الذات ،والتجديد مدخل للحفاظ على بقاء الكيان ووجوده ،وضمان إستمراريته ،فأى كيان أو حزب أو حركة ،مهما بدا متجانسا ال يوجد في شكل وحدة صماء ال تنوع فيها، والنقد الذاتي يوفر آلية و وسيلة ناجعة إلدارة التنوع والتعدد واإلختالف الداخلي ،على النحو الذي يحفظ تماسك الكيان، ويحصنه ضد اإلنشقاقات التي قد تفتته ،وفي الوقت ذاته يضمن قبول اإلختالفات وإحترام الرأي اآلخر ،ووجود التنوع الداخلي كمصدرثراء ورصيد قوة وليس كثغرة ،أو مكمن تهديد. يعتبر النقد الذاتى نظرة مقارنة ملا ينبغي أن يكون مع ما هو كائن فعال ،وتقدير واقعي للمسافة بينهما وحجم الفجوة وطرح السؤال الحيوي حول كيفية تقريب هذه املسافة؟ أو تجسيرتلك الفجوة. ً النقد الذاتي أيضا يمثل قابلية نفسية وإستعداد ذهني وحالة عقلية تنم عن التفتح وإتساع األفق ،ولكنه أيضا خبرة ومهارة مكتسبة ،وعملية تطبيقية ،بما يفسح املجال أمام «التدريب العملي» على ممارسة النقد الذاتي ...تمهيدا ملأسسته. عملية النقد الذاتي مراجعة القيم واألفكارالحاكمة مراجعة املواقف السابقة اإلهتمام باملراجعة الفكرية دون مراجعة املسار ربط املواقف بالقيم جلد الذات النظرللمواقف فى سياقاتها التبريروالدفاع النظرللمواقف فى إطاراملعلومات الجديدة إفشاء أسرارالعملية خارج جلسات الحوار إستخراج قواعد حاكمة للمستقبل السماح لإلعالم بمراقبة ومتابعة عملية النقد الذاتي إظهاراملواقف الجيدة والسيئة 7 ثانيا :األهمية واألولوية فى محاولة إلستكشاف الوقت املناسب إلجراء النقد الذاتى وجدنا أنه يستمد مغزاه وأهميته الحيوية من جملة من االعتبارات ترتبط كليا باملراحل اإلنتقالية كما يلي: .1قوة وصالبة أي كيان سيا�سي أو تنظيمي أو حركي تنبع من داخله ،ومن أهم ركائز وأركان القوة الذاتية والفعالية القدرة على تصحيح الذات ،وتصويب املسار. ً .2من أبجديات العمل التنظيمي الفحص الدوري للكشف أوال بأول عن األخطاء ،ودقة تشخيصها ،وتحديد أوجه القصور ونقاط الضعف ..تمهيدا ملعالجتها ،وتحسين وتطويراألداء. ً ً ً .3تاريخيا ،عادة ما ارتبط النقد الذاتي كسلوك بسياقات التحول والتغيير ،إرتباطا شرطيا تالزميا ،وعادة ما تزامن في توقيته ومنطلقاته مع فترات اإلنتقال ،وما يصاحبها ويواكبها من أزمات أو نقاط تحول أو منعطفات كبرى يمر بها املجتمع ككل ،أو تتعرض لها حركة أو جماعة بعينها من جماعاته السياسية الفاعلة. .4عملية النقد الذاتي ببساطة تعقب مرحلة يشعر فيها الكيان بأن أدائه لم يصل إلى تلبية مستوى توقعاته املأمولة، ً وبالتالى يصبح الكيان أمام خيارين :إما امل�ضي قدما بطريقة إرتجالية ،وإما التخطيط للمستقبل بصورة جادة لبداية مرحلة جديدة ،وهو ما يقت�ضي إستدعاء املا�ضى ،وربطه بالقيم الحاكمة للسلوك لتبين مواضع الخطأ ،وكيفية تجنبها فى املستقبل. .5أي مرحلة إنتقالية تلي حدث تاريخي أو عملية تغيير مجتمعي ،ذات تداعيات مصيرية طويلة األجل ،كالثورات أو الحروب ،...تكون عادة محملة بالصدمات واملفاجآت ،وثرية بالدروس والعبر .هذا يستوجب إجراء الكيان السيا�سي مراجعة شاملة ملجمل مواقفه ومنطلقاته وإستراتيجياته وخططه...إلخ ،ومحاولة عمل كشف حساب عن حصيلة األداء واإلنجاز الذي أحرزه ،ومدى تمتعه بمواصفات الفاعلية والكفاءة ،وتحديد ما الذي ينقصه؟ وهل يعاني من قصور ذاتي أو مكامن ضعف داخلية ،بما يساعد على إمتصاص الصدمات ،وإستخالص الدروس املستفادة ومراكمة الخبرة ،والبناء عليها ،دون السقوط في ممارسات اإلعتذاروالدفاع والتبرير ...وإنكارجوانب الفشل ،أو نفي األخطاء. 8 ثالثا :أهداف النقد الذاتي تتعدد أهداف عملية النقد الذاتي بتعدد مستويات املمارسة ،وتباين الفاعلين املنخرطين فيها ،فهناك أهداف عامة وكلية تتعلق باملجتمع والنظام السيا�سي برمته ،وهناك أهداف أخرى تتعلق بالكيان موضوع النقد الذاتي ،وهناك أهداف مستدامة ً طويلة األجل ،وأهداف أخرى عاجلة ووقتية ومرحلية .وهي أهداف متسقة يدعم ويغذي بعضها بعضا ،كحزمة مترابطة أو منظومة متكاملة من األهداف ،كالتالى: .1الهدف العام -تمكين األحزاب ـ ـ ـ أو الحركات ـ ـ ـ من التعامل مع املرحلة اإلنتقالية ،بما يعزز فرص التحول الديمقراطى ،ويزيد من إيجابية دورها املساهم في بناء النظام الديموقراطي الجديد. -تعزيزاملسارالديمقراطى بشكل عام عبرخلق مساحات حواربين الكيانات حول مخرجات عملية النقد الذاتى. .2أهداف تتعلق بالكيان -مساعدة الكيانات على فهم أعمق للقضايا وامللفات واإلشكاليات املتعلقة بالفترة اإلنتقالية. ً -تمكين الكيانات من عبور الفترات اإلنتقالية بنجاح ،وحسن إدارة أزماتها املتالحقة واملتزامنة غالبا ،بأقل الخسائر ،وبأكبر املكاسب املمكنة. -مساعدة الكيانات على إدراك التنوع الداخلي املوجود بها وكيفية إستثماره. -تدريب املشاركين على قبول اآلخراملختلف. -تطويرآلية إلستدامة عملية النقد الذاتي داخل الكيانات املشاركة. .3أهداف مستدامة طويلة األجل -غرس ثقافة املحاسبة ،والحوكمة الذاتية. -بناء منظومة القيم املرتبطة بالنقد الذاتي (كاملوضوعية – والواقعية -والرشد والنضج – واألمانة -وإرادة اإلصالح والتصحيح واإلنفتاح واملرونة والتكيف ،واملراجعة ،وقبول اإلختالف والتنوع وحسن توظيفه واإلستثمار فيه...الخ)، ودعمها داخل الكيانات املشاركة. .4أهداف عاجلة ووقتية -التخفيف من وضعية «اإلستقطاب» الفكري واأليديولوجي والسيا�سي واملجتمعي بين مختلف الفاعلين ،والذي تتفاقم ً حدته وتتضاعف خطورته أثناء إجتيازاملرحلة االنتقالية ،كما أنه يعد عائقا يزيد من صعوبة عبور املرحلة ،وتعثرالخطى. -تمهيد األرض واألجواء للتواصل والتفاهم وتبادل وجهات النظراملختلفة ،وتيسيرالصعود السلس لعملية حوارية خارجية صحية (بين وعبرالكيانات). 9 رابعا :العائد والمردود المتوقع .1ال شك أن إحراز األهداف املبتغاة ،التي يسعى الكيان لتحقيقها ،ويتأسس من أجلها ،يعد من أهم معايير نجاح الكيان، وهذا هو املردود املتوقع والعائد املأمول من عملية النقد الذاتي ،ويشمل ما يلي :الوصول إلجابات – على لسان أعضائه -حول أسئلة مصيرية تتمثل فى: أ .كيفية رؤيتهم لذاتهم ،وللغيرفي الفترة اإلنتقالية؟ ب .وعلى مستوى األفعال والتصرفات وردود األفعال؟ ج .وعلى مستوى العالقات وشبكات التفاعل التي ارتبط بها الكيان؟ د .وعما إذا كان ما قام به قد حقق أهدافه؟ ه .وما هي نقاط القوة واإلمكانات الذاتية؟ وما هي نقاط القصور والضعف؟ و .وعما إذا كان األداء السيا�سي للحركة أو الحزب قد إرتقى إلى املستوى املأمول؟ ز .أين الخطأ وما هو مكمن املشكلة؟ وكيف نصوبه أو نتالفى حدوثه وتكراره من جديد؟ .2تساعد عملية النقد الذاتي على زيادة تماسك الكيان املشارك ،دون القضاء على التنوع الداخلي. ً .3أن يصبح الكيان املشارك أكثرإتساقا مع ذاته وقيمه ،وأن يتالفى األخطاء التى وقع فيها خالل الفترة اإلنتقالية. .4تطويرأداء الكيان بشكل عام من خالل اإلجابة على تساؤالت من قبيل: “العائد واملردود املتوقع” أ .ما هي الفرص املتاحة في السياق؟ ب .كيف يتسنى للكيان إدراكها وإلتقاطها في الوقت املناسب؟ .1تحقيق األهداف التي تأسس الكيان من أجلها. ج .كيف يستطيع الكيان توظيف الفرص السانحة .2زيادة تماسك الكيان مع الحفاظ على واستثمارها؟ التنوع الداخلي. د .إلى أي مدى يمكن للكيان صناعة وخلق الفرص لنفسه؟ .3يصبح الكيان أكثر اتساقا مع قيمه ه .ما هي القيود والتحديات والصعوبات التي يواجهها الكيان؟ .4تطويرأداء الكيان و .وعما إذا كانت لدى الكيان مكنات تجاوزها ،أو التغلب عليها ،أو مجابهتها على نحو فعال؟ 10 خامسا :محاور عملية النقد الذاتي النقد الذاتي كعملية بحكم التعريف ،وبطبيعتها متعددة األبعاد واألطراف واملراحل واملحاور ..فهي تشمل محاور مختلفة ويتفرع كل محور ألسئلة متنوعة كالتالي: .1رؤية الذات واآلخر أ .تحديد القيم األساسية التى يقوم عليها الكيان ،ومدى رضائه عن تلك القيم من عدمه. ب .تعريف الكيان وأيديولوجيته وعالقاته بسائرالقوى السياسية. ً الهدف :معرفة ما إذا كان هناك إختالفا بين األعضاء فى رؤيتهم للحزب؟ وفى مستوى عالقاته ببقية القوى الفاعلة من عدمه؟ .2اإلستراتيجية والتكتيكات أ .البرنامج السيا�سي للحزب أو الحركة ،ومدى إطالع األعضاء عليه محاور عملية النقد الذاتي ً ً أوال ،ثم مدى رضائهم عنه ثانيا. .1رؤية الذات واآلخر ب .هل هناك إتساق بين خطاب الكيان وإستراتيجيته من .2االستراتيجية والتكتيكات جانب ،وبين قيمه وأفكاره التى قام عليها ،والتى تترجم فى برنامجه ووثائقه وبياناته السياسية املختلفة؟ .3البنية التنظيمية والهيكل الداخلي .4الحركة والسلوك :املواقف والقرارات .3البنية التنظيمية والهيكل الداخلى أ .تقييم األعضاء ملستوى الشفافية والديمقراطية الداخلية .5شبكة العالقات وخريطة التفاعالت فى الكيان. ب .مدى معرفة األعضاء للهيكل التنظيمي للكيان وتدرجه، وإختصاصات كل مستوى قيادي وموقعه من صنع القرار ،وآلية وصول القيادات وتصعيدها للمستويات العليا وعما إذا كانت عبر إنتخاب تناف�سي حر؟ ج.تقييم مدى إنتشارالكيان ووجوده وحضوره على الصعيد الجغرافي ،وهل خريطة التنظيم تغطي اإلقليم بكافة مساحاته وتنوعاته بين ريف وحضر ...وشمال وجنوب ....ومراكزوأطراف ...ومحافظات الداخل ومناطق الحدود؟ د .النقد الذاتي داخل التنظيم ،يتم على مستويين: • رأ�سي :من أسفل إلى أعلى بين املستويات القيادية ،واملستويات الوسيطة والقاعدية. • وأفقي :بين األجنحة والتيارات الفرعية داخل الكيان ،والتى يمكن تسكينها على خط متصل يمتد بين نقطتين طرفيتين :أق�صى اليمين وأق�صى اليسار. 11 وعلى هذا املنوال ،يحافظ الكيان على «التنوع في إطارالوحدة» ،ويحول اإلختالف والتعدد الداخلي إلى عنصرإضافة ومصدر قوة وثراء ،ال يخصم من قدراته ،أو يحجم فعاليته ،أو يخل بتماسكه. .4الحركة والسلوك :املواقف والقرارات أ .املقصود تقييم املشاركين آللية صنع القراربصفة عامة داخل الكيان أو الحزب. ب .مدى مشاركة األعضاء :هل يحدث إستطالع لرأى القواعد واملستويات التحتية للتنظيم قبل صدور القرار أم يتسم القرارباملركزية ويصدربصورة فوقية ،ويتم إمالؤه في شكل تعليمات وأوامروتوجيهات من أعلى إلى أسفل؟ ج .تقييم املشاركين للقرارات املفصلية (والجدلية) التى إتخذها الكيان على مدار األعوام املاضية منذ قيام الثورة (في الحالة املصرية) ،أو إزاء أي حدث مهم ،أو نقطة تحول كبرى ،أو محطة تاريخية ،ومدى رضائهم عن تلك القرارات ،وهل كانت القواعد فى تلك املواقف املصيرية بمعزل عن عملية صنع القرار؟ أم تمت إستشارتها ،وهو ما يشير أيضا ملدى قدرة ً الكيان على تأهيل الكوادرالقاعدية وتدريبها ،تمهيدا لتصعيدها. .5شبكة العالقات وخرائط التفاعالت أ .تشمل قياس إنطباعات األعضاء عن العالقات التعاونية والتحالفية ،أو عمليات التشبيك والتنسيق واإلئتالف والتكتل التي قام الكيان بتكوينها ،أو اإلنضمام لها. ب .عالقات الصراع و الخصومة أو حتى العداء التى دخل فيها الكيان. ج .مدى جمود أو مرونة تلك التحالفات أو العالقات التى يدخل بها الكيان أو يخرج منها. د .التحديات والضغوط الخارجية التي تهدد التنظيم الداخلي للكيان. ه .أهم اإلخفاقات التى وقع فيها الحزب على مستوى السياسات خالل العملية اإلنتقالية ،والتي تعود في معظمها لخلل داخلي في الكيان نفسه ،عالوة على خصوصية املرحلة االنتقالية وتعقيداتها. و .مدى قدرة الكيان على التعاطي مع غيره من التيارات واألحزاب التى تقف بالقرب منه ،أو بناء جسور التفاهم والتواصل مع الفواعل املوجودة فى طرف مضاد ،ومعاكس له. ز .رؤية الكيان للوضع السيا�سي الراهن ،وإدراكه ملصادر التهديد أو الفرص فى البيئة السياسية الراهنة ،وكيفية التعاطي معها. ح .في عصر ثورة تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت والفضائيات والسماوات املفتوحة ،هل يملك الكيان السيا�سي شبكة تواصلية وتفاعلية تربطه بسائرالكيانات والفواعل في املشهد السيا�سي ،وتربطه أيضا بالشارع ،وتمكنه من التأثيرفي الرأي العام؟ 12 سادسا :القواعد والضوابط الحاكمة لعملية النقد الذاتي لكي تثمرعملية النقد الذاتي نتائجها املرجوة يجب أن يتقيد الفريق القائم عليها وكذا املشاركين بها بمجموعة من الضوابط كالتالي: .1عملية النقد الذاتي يجب أن تكون ملكية مطلقة للحزب القائم بها ،وليس لفريق عمل املشروع. ً .2يجب أن تبقى العملية محمية تماما من اإلعالم. ً .3التسريبات اإلعالمية للمشروع من قبل القائمين عليه أو املشاركين غير مرحب بها تماما ...لكن للكيان أن يعلن قيامه بعملية نقد ذاتي ،دون اإلشارة إلى املشروع ،أو أي كيان من املشاركين. .4دور املركز الفنى في املشروع ينحصر فى تحفيز وتيسير وتمكين الحزب أو الحركه املشاركة في العملية من النقد الذاتي، عبر القيام بالبحث املبدئي ،وتوفير اإلحتياجات واإلمكانات قدر املستطاع ،وتدريب ميسرين إلدارة جلسات النقاش وورش العمل. ً .5عملية النقد الذاتى يجب أن تعكس شتى خطوط اإلنقسام وخرائط التنوع داخل الحركة أو الحزب ،سواء كان فكريا ً ً أو جغرافيا أو عمريا ...إلخ بمعنى ضرورة إشراك مختلف الفئات فى الكيان الواحد فى عملية النقد الذاتي لتعظيم الفائدة منها. .6الحوار داخل جلسات النقد الذاتي تحكمه قواعد شاتم هاوس ( )Chatham Houseفال يجب نقل ما أدلى به أحد املشاركين على لسانه ملن لم يحضرالحلقة النقاشية. 13 سابعا :العملية والمشروع البحثي الجماعي العملية ذات شقين : شق متصل باملكون املعرفي والفكري واملعلوماتي :أي اإلملام بالحقائق حول الحزب أو الكيان مما يستدعي القيام بعملية بحثية تشمل خطوات املنهج العلمي املعروفة من جمع للبيانات واملعلومات الضرورية حول الكيان ،ومسح لألدبيات والدراسات السابقة عنه ،ورسم للخرائط بالتنوعات والتباين الداخلي ،ورصد وتحليل لألخبار والوثائق والبيانات والقرارات واملواقف ...الخ. وشق حركي يتصل بالنقد الذاتي ،بوصفه مهارة يتم تعلمها والتدريب عليها :وينطلق الفريق البحثي املشارك في املشروع من فلسفة قوامها اعتبار النقد الذاتي جزء ال يتجزأ من عملية أوسع هي «التعلم الذاتي» وهي غاية مستهدفة ومفتاح لتمكين أي كيان من الحفاظ على بقائه ووجوده برغم ما يصطدم به من تحديات ضخمة وما يتعرض له من أزمات متالحقة في حقب التغييرالثوري وخالل مراحل اإلنتقال ،ناهيك عن ضمان إستمراريته وفعاليته ،والبناء عليه. عملية النقد الذاتي شق حركي مهاري شق معرفي وفكري 14 العملية تشمل الخطوات املرحلية اآلتية على الترتيب : املخرجات املتوقعة املسئول عنها الخطوة • •ورقة خلفية عن الحركة. • •اإلتفاق مع أحد أعضاء الكيان الفاعلين ليكون نقطة التواصل مع الكيان. الفريق • •تكوين الهيئة اإلستشارية للمشروع. التحضير لعملية النقد الذاتي الفنى • •تطوير رواية إلقناع الكيانات بالمشاركة. • •موافقة الكيانات السياسية مبدئيا على المشاركة فى العملية. الفريق • •اإلتفاق مع إدارة الكيان المشارك على الطريقة الفنى التوافق مع إدارة الكيان المثلى إلدارة النقد الذاتى داخليا. +نقطة المشارك التواصل • •ورقة خلفية عن الحركة. • •رسم الخرائط األولية للحركة باحث مشارك من الكيان أو • •عدد من المقابالت مع قيادات الحزب وأعضاءه. البحث المبدئى أحد باحثى المشروع • •الوصول لمحاور عملية النقد الذاتى داخل الكيان. • •عدد من اللقاءات المجمعة ألعضاء الحزب. الفريق • •تقرير لكل حلقة نقاشية. الحوار الداخلى الفنى • •تقرير نهائى للعملية. 15 .1الخطوات التحضيرية :ما قبل بدء العملية يسبق البدء في عملية النقد الذاتي سلسلة من الخطوات بغرض التحضيروالتجهيزللعملية ،من خالل: أ .التواصل مع أحد الشخصيات املحورية داخل الكيان ،وعرض الفكرة عليه (الترويج وتسويق الفكرة) ،ومحاولة إقناعه بها ليلعب دور (نقطة التواصل) بين فريق املشروع وإدارة الكيان .مطلوب فى نقطة التواصل أن يكون أحد صانعى القرار داخل الكيان املشارك أو على األقل أحد املؤثرين على عملية صنع القرار به ،كما يشترط أن يكون له شعبية وترحيب بين قيادة الكيان وأعضائه على السواء .كذلك يجب أن يكون لديه قدرة على اإلقناع حتى يساعد فى إقناع قيادة الكيان بقبول املشاركة فى العملية. فريق املشروع نقطة التواصل إدارة الكيان ويمكن الوصول لهذا الشخص عبر عالقات املسئولين عن املشروع (الفريق اإلدارى والفنى) والذين يجب أن يكون لهم خبرة سابقة فى إدارة حوارات مشابهة ومشاريع أخرى مع أحزاب وكيانات سياسية مختلفة تف�ضى إلى تكون شبكة عالقات قوية للقائمين على املشروع مع عدد من القوى واألحزاب السياسية .ويمكن إقناع نقطة التواصل بالفكرة بسهولة عبر عرض فوائد العملية عليه سواء على املستوى العام أو على مستوى الكيان الذى ينتمى له. ويجب العمل مع نقطة التواصل على تطويررواية مقنعة لقيادة الكيان إلقناعهم باملشاركة فى العملية ،عبرمناقشته فيما قد يثيروه من تخوفات من املشاركة وكيفية طمأنتهم وإزالة تخوفاتهم ،وما يمكن أن يقدم لهم من تطمينات للتغلب على كل تخوفاتهم وضمان إشتراكهم فى العملية. 16 ب .إنشاء هيئة تجمع نقاط التواصل ( )focal pointsمن الكيانات املختلفة لتكون بمثابة الهيئة اإلستشارية (Sounding )Boardللمشروع ككل ،وإشراكها فى التحضيروالتخطيط للعملية ،وإطالعها بصفة دورية على تطورات العملية ،مما ينمي اإلحساس لدى أولئك األشخاص بملكية املشروع ،وبالتالى يدفعهم لبذل جهد إلقناع قياداتهم ،وحثهم على اإلشتراك فى عملية النقد الذاتي. ج .ضرورة العمل على تطوير رواية مقنعة لكل كيان سيا�سى على حدة ،توضح املصلحة املرجوة من عملية النقد الذاتي، وتتعامل مع الهواجس واملخاوف املختلفة لدى كل كيان أو حركة ،ويمكن التعرف على هواجس أو مخاوف الكيانات ً املختلفة أوال عبر البحث فى تاريخ الحركة أو الكيان وخلفيته الفكرية واأليديولوجية وهو ما يتأتى خالل عملية البحث املبدئى ،كذلك فإن نقطة التواصل داخل الكيان يكون على دراية كافية بما قد يثيره قادة كيانه من تحفظات أو هواجس حول العملية وبالتالي فاملناقشة معه ضرورية قبل عرض املوضوع على قيادة الكيان ،وتترواح مخاوف الكيانات املختلفة بين: • الخوف من أن ينتج عن النقد الذاتي إنقسامات أو إنشقاقات داخل الكيان. ً • عدم ملس مصلحة مباشرة من اإلشتراك فى عملية نقد ذاتى للما�ضي ،نظرا لقيام الحزب بتقييم دوري لسياساته. • تخوف الحزب من إفشاء أسراره التى ٌ ستكشف لفريق املشروع ،خاصة إذا ما كان للكيان ما�ضى من العمل السرى. • إنشغال الحزب بأنشطة أخرى والرغبة في التركيزعلى املستقبل بدال من إضاعة الوقت والجهد في النظرللما�ضي. 17 د .وينصح باآلتى للتعامل مع هواجس الكيانات املختلفة: • إشراك نقطة اإلتصال بالكيان فى التخطيط ملخاطبة الكيان ،وإستجالء هواجسه املحتملة واملدخل املثالي للتعامل مع تلك الهواجس. • الصبرعلى الكيان املستهدف ،وعقد أكثرمن إجتماع مع قياداته لتوضيح جميع مخاوفه ،وإشراك نقطة التواصل فى عملية اإلقناع. • تحري املرونة فى التعامل مع مطالب الكيانات املختلفة ،والتأكيد املستمر على أهم ضمانات العملية ،وهى ملكيتها للكيان ،وسريتها وحمايتها من اإلعالم. سيناريوهات مختلفة للتعامل مع بعض هواجس الكيانات لنفترض أن فريق املشروع يتعامل مع الكيان (أ) ووجد هذه التخوفات عند أفراد الكيان: الطريقة التي يتعامل بها فريق التخوف الخلفية املشروع تأكيد فريق المشروع على عدم تخوف من إفشاء أسراره تاريخ من العمل السرى تداول أى بيانات عن الكيان بالبريد ألجهزة األمن اإللكترونى اإلستعاضة عن األرقام بالنسب تخوف من كشف األرقام تاريخ من العمل السرى المئوية الفعلية المتعلقة بالعضويه وتوزيعها بين الرجال واإلناث أو على األقاليم الجغرافية المختلفة -يتم إرسال قائمة مكتوبة تخوف من أن المقابالت الخوف من حدوث باألسئلة التى ستتناولها المقابالت الفردية مع قيادات الكيان انقسامات وانشقاقات لقيادة الكيان إلعتمادها مبدئيا ستكشف عن إنقسامات قبل بدء المقابالت. جذرية فى الرؤى فيما -التأكيد على إمكانية عقد بينهم مقابالت جماعية مع أكثر من تخوف من استدراج قيادة فى نفس الوقت. قيادات الكيان أثناء -إمكانية إرسال األسئلة مكتوبة المقابالت الفردية إلفشاء لإلجابة عليها. أسرار الكيان 18 .2الدخول في العملية: يمكن تصور عملية مكتملة للنقد الذاتى عبرالخطوات التالية: أ .موافقة إدارة الكيان السيا�سى :أي الحصول على موافقة الهيئة العليا للكيان املشارك فى العملية ،من خالل توسط الشخص املمثل لنقطة تواصل فريق املشروع مع الكيان ،مع مالحظة أن القيام بعملية النقد الذاتي مع أعضاء الكيان قبل الحصول على موافقة من إدارته قد يتسبب فى مشاكل داخلية للكيان ويهزالثقة في العملية. ب .يلي موافقة الكيان على العملية اإلتفاق مع قيادته حول سير عملية النقد الذاتي ...وهنا ،من املفضل أن تكلف قيادة الكيان ،أحد القيادات أو لجنة تتكون من مجموعة منهم إلدارة العملية إدارة ذاتية داخل الكيان. ً ويستغرق الحصول على موافقة الكيان عموما فترة من الوقت تطول أو تقصرحسب عوامل منها: • عالقة القائمين على املشروع بقيادة الكيان املستهدف. • قدرة فريق املشروع على توضيح وتسويق املشروع للكيان املشارك ،وإقناعه بأهمية مشاركته فيه فى هذا التوقيت بالذات. • غالبا ما يستغرق الحديث مع قيادة الكيان فترة ال تقصرعن شهر ،وتأتي عبرعدة جلسات ،وليس جلسة واحدة. وقد يسرت اإلجراءات التالية الحصول على موافقة بعض الكيانات للمشاركة فى عملية النقد الذاتى: ال تترك إنطباع بأن الكيان سيتحمل تكاليف أعرض عليهم فكرة أن يتم تدريب بعض أعضاء مادية للعملية. الكيان على إدارة وتيسير الحوار. ال تستعجل الكيان للحصول على موافقته فى التأكيد على ملكية الكيان للعملية بأكملها أول جلسه. وسيطرة قيادة الكيان على مسارها. ال تعرض هيكل محدد للعملية لكن كن منفتح ًا اإلشارة إلى بدء المشروع مع كيانات أخرى. لتغيير مخططك وفق ًا لظروف كل كيان. تكرار اإلشارة إلى الضامن األساسى للعملية وهو حمايتها من اإلعالم 19 .3إجراء بحث مبدئي (استكشافي) حول الكيان: من املتصور أن يقوم بهذا البحث إما باحث مشارك من بين أعضاء الكيان املستهدف ،أو من القريبين منه أو أحد الباحثين من فريق املشروع باملشاركة مع املشرفين على املشروع من داخل الكيان ،ويتضمن هذا البحث: أ .كتابة ورقة أولية خلفية تجرى بأسلوب البحث املكتبي وتعتمد على جمع البيانات من األوراق واملستندات الرسمية للحزب ،وما يقدمه الحزب لفريق املشروع من بيانات وكذلك ما هو منشور عن الكيان وتسعى تلك الورقة لتوضيح الخط الزمن للكيان فى الفترة التى يتم مراجعتها. ب .ثم يعقبها أو يتخلل كتابتها (حسب الظروف) إجراء عدة مقابالت مع عينة من رموز وقيادات وكوادر الحزب ،في مواقع تنظيمية متنوعة عليا و وسيطة وقاعدية ،وقد يتم أيضا عقد بعض ورش العمل ال سيما مع األعضاء الشباب ،حتى يتسنى للفريق البحثي رسم الخرائط األولية ومعرفة توزيعات وتنويعات الحزب املختلفة ،سواء الفكرية (األيديولوجية)، أو العمرية الجيلية ،أو اإلجتماعية (مستويات الدخول واالنتماء الطبقي والفئوي) ،أو الجغرافية (اإلقليم -املحافظة) أو النوعية..الخ. مكونات الخرائط األولية •االنتشاروالتوزيع الجغرافي رسم الخرائط األولية •التوزيع العمري والنوعى •االنتشاروالتوزيع الجغرافي: •التوزيع املنهي عبر الشمال والجنوب وعبر املحافظات (الكيان موجود فى •التوزيع الطبقي كم محافظة ،وهل يوجد محافظات قوية وأخرى ضعيفة أم •األجنحة كلهم متناسبين؟) والحضر -الريف. •مدى مركزية صنع القرار •مواقف الكيان فى الفترة املراجعة •التوزيع العمري والنوعى: ما هو متوسط عمر األعضاء؟ وإن أمكن تحديد نسب األعمار املختلفة (لو وجدت) ،وماهي نسبة املرأة فى هيكل العضوية وفى املكتب السيا�سى ومستويات التنظيم املختلفة بصفة عامة؟ •التوزيع املنهي: طالب – فالحون -عمال – موظفون – رجال أعمال – مهنيون – مهندسون -أطباء – محامون -إعالميون وصحفيون - أساتذة جامعة – عاطلون ...الخ( .ما هى املهنة الغالبة على العضوية؟). •التوزيع الطبقي: مستويات الدخل واملعيشة :األغنياء -ذوي الدخول املرتفعة -الطبقة الوسطى وذوي الدخول املتوسطة -الطبقة الدنيا- فئات محدودي الدخل -شرائح الفقراء واملعدومين -قطاعات املهمشين والعاطلين (تحت خط الفقر). •األجنحة: .1اإلتجاهات الفكرية واإلنتماءات األيديولوجية والخلفيات واملرجعيات السياسية :ما هى األجنحة املتواجدة داخل الحركة/الحزب؟ هل هناك أعضاء أقرب لليسار(الذين يعلون قيمة املساواة والعدالة االجتماعية) ،وآخرون أقرب لليمين (الذين يعلون من قيمة الحرية) ،و آخرون يميلون للوسط ،أو بعض اإلسالميين ،وهكذا. 20 .2التمييز في هيكل العضوية بين املتطرفين -املتشددين-املعتدلين .واملؤيدين -املعارضين (لقيادة الحزب ،أو لقرار ،أو موقف معين تبنته الحركة أو إتخذه الحزب). .3والتمييزبين جناحين :اإلصالحي – والجذري الراديكالي. •تحديد مدى مركزية أو ال مركزية عملية صنع القراربالكيان والتعرف على آلية إتخاذ القرار. •استطالع ورصد مواقف الكيان: منذ بدايات املشهد االنتقالي (الثورة) ،مع التركيز على املنعطفات ومحطات التحول الكبرى ،واألحداث التى أثارت أزمات داخل الكيان ،وكيف تم التعامل معها؟ تساعد تلك الخرائط األولية فى تصميم عملية وجلسات النقد الذاتي فى املرحلة التالية لكن البحث املبدئي يتم كتابته في صورة ورقة خلفية أولية تحاول تلخيص أهم اإلشكاليات األساسية التي تجابه الكيان ،ويعاني من إنعكاساتها على حاضره ومستقبله ،ويمكن تجريد تلك اإلشكاليات فى ثالثة محاور كالتالي: مكونات الورقة الخلفية تحاول الورقة أن تبرز اإلشكاليات الرئيسية للكيان ومنها: 1 .1اإلشكاليات التأسيسية املتعلقة بالكيان كمنظومة القيم واملرجعية والهيكل التنظيمي والرؤية والرسالة. 2 .2إشكاليات تتصل بقدرة الكيان علي التعامل مع غيره من الحركات أو االحزاب. 3 .3إشكاليات حول املواقف والقرارات والسلوك والتصرفات ،ورؤية الكيان للتطورات السياسية الجارية وعناصر التهديد /أو الفرص لهذه التطورات السياسية. أ.اإلشكاليات التأسيسية املتعلقة بالكيان كمنظومة القيم واملرجعية والهيكل التنظيمي والرؤية والرسالة oما منظومة القيم واملنطلقات واملباديء األساسية والتأسيسية التي يقوم عليها الكيان وهل تغيرت تلك املبادئ على مدار سنوات الفترة االنتقالية (سنوات الثورة في الحالة املصرية)؟ oما هي املرجعية الفكرية واأليديولوجية للكيان؟ oما هي مشاكل التنظيم بشكل عام؟ oما هي اإلستراتيجية العامة والتكتيكات واألساليب التي تبناها الكيان والسياسات والوسائل التي ينتهجها؟ وهل تغيرت تلك اإلستراتيجية مع نقاط التحول املفصلية خالل املرحلة اإلنتقالية؟ 21 oشرح البنية التنظيمية والهيكل الداخلي ،وهل يسود التنظيم الهيراركي التدرجي أم التنظيم الشبكي؟ oهل سبق أن قام الكيان بأي عملية مراجعات أو نقد ذاتي؟ وما هي نتائجها إن وجدت؟ oما هي رؤية الكيان لدوره ورسالته؟ وما الذى قام به لإلضطالع بهذا الدور؟ ومن الذي يحدد هذا الدور؟ oما هي أولويات الكيان اآلن؟ وهل تغيرت عن أولوياته فى بداية فترة املراجعة (بعد الثورة مباشرة في الحالة املصرية)؟ oما هو موقف الكيان من خياري الثورية أم اإلصالح؟ بمعنى هل يؤيد الحلول الثورية أم املنهج اإلصالحي التدريجي؟ oما هي عناصرالقوة الذاتية للكيان؟ وما هو تقييم املشاركين لها؟ oما هي أهم نقاط الضعف التي يعاني منها الكيان؟ oما هو تقييم املشاركين لديمقراطية عملية صنع القرار فى الكيان؟ هل تتم إستشارة القواعد فى كل القرارات ،أم فى القرارات الحاسمة فقط؟ oكيف يتعامل الكيان مع التنوع واإلختالف السيا�سي واأليديولوجي املوجود داخله؟ oكيف تم التعامل مع األزمات التي مرت على الكيان والتي تسببت فى إستقاالت سواء فردية أم جماعية؟ oهل هناك شخصنة أو مراكزقوة داخل الكيان؟ oما هو تقييم املشاركين ملدى اإلتساق الداخلي بين خطاب الكيان وقيمه الحاكمه؟ oكيفية صنع القرارداخل الكيان ودائرة التشاور الداخلي السابقة على صدور القرارات. oهل هناك جمهور متعاطف مع الكيان من غيراألعضاء؟ وهل يتم التواصل معه إن وجد؟ oهل يوجد تمييزداخل خريطة العضوية بين آباء مؤسسين وأعضاء إلتحقوا فيما بعد؟ oمدى وجود مراكزمعلوماتية أو وحدات بحثية تابعة للكيان. oما هي مصادرالتمويل الرئيسية للكيان؟ وهل يعاني من نقص موارد؟ وما هي األفكاراملطروحة للتغلب على هذا النقص إن وجد؟ oهل ما زال الضغط فس الشارع ف رأي الكيان هو الحل األمثل أم يجب التعامل بإسلوب آخر؟ ب.إشكاليات تتصل بقدرة الكيان علي التعامل مع غيره من الحركات أو االحزاب: oما هي الكيانات التي يفضل الكيان التعامل معها؟ وتلك التي ال يفضل التعامل معها؟ وكذلك تلك التي يرفض التعامل ً معها إطالقا؟ ً ً oما هي أقرب الكيانات للكيان حاليا؟ وهل ظل هذا مستمرا لفترة طويلة أم أنه متغيرجديد؟ oما هي آليات التنسيق املتبعة للتعاون مع الكيانات التي تقف نفس تيارالكيان القائم بالنقد الذاتي؟ oكيف يتعامل الكيان مع الحركات واألحزاب التي تنتمي لتيارمعاكس أو تلك التي يعتبرها من الخصوم؟ oما هو توصيف وتصنيف العالقة بين الكيان وباقي الكيانات التي تسعى إلرساء الديمقراطية؟ oهل تدخل أيديولوجية اآلخرفي قرارالتعامل والتنسيق معه من عدمه أم ال؟ 22 ج .إشكاليات حول املواقف والقرارات والسلوك والتصرفات و رؤية الكيان للتطورات السياسية الجارية وعناصر التهديد /أو الفرص في هذه التطورات السياسية ومدي قدرة الحزب /الحركة على التعامل معها ،وترتبط بها حزمة األسئلة اآلتية: oما هو موقف الكيان من مؤسسات الدولة أو ما يطلق عليه الدولة القديمة؟ وهل هناك إستعداد للتعامل معها؟ oما هو تقييم الكيان لإلعالم بوجه عام؟ وهل هناك جهود لتحسين الصورة اإلعالمية له؟ oما هو موقف الكيان من النخب القديمة؟ ونخب رجال األعمال؟ oما هو موقف الكيان من املؤسسات الدينية الرسمية (األزهروالكنيسة فى الحالة املصرية)؟ oما هو موقف الكيان من القضاء ومن املؤسسة العسكرية؟ oما هي رؤية الكيان للمطالب اإلجتماعية املثارة على الساحة (ما أطلق عليه فى الحالة املصرية املطالب الفئوية)؟ .4تحديد املحاور التي ستدور حولها عملية النقد الذاتي oبعد إجراء البحث املبدئي واملقابالت املكملة له ،يتم تجريد اإلشكاليات السابق عرضها والتى تتكشف أثناء البحث واملقابالت فى صورة محاور عملية وموضوعية سيدور حولها النقاش ،وتتعدد تلك املحاور بتعدد وإختالف الكيان املشارك، وقد تشمل إشكالية فى إدارة التنوع الداخلى ،إشكالية فى الربط أو الفصل بين الثوري والسيا�سي ،والعديد من اإلشكاليات األخرى املشار. oتمثل تلك املحاور التى سيتم تناولها فى عملية النقد الذاتي مواطن العجزوالقصور التى تعتري الكيان السيا�سي ،وتقيد من إمكانياته وفاعليته. oقبل اإلنتقال للحوار الداخلي بين األعضاء حول املحاول األولية لعملية النقد الذاتي ،يجب عرض تلك املحاور على إدارة الكيان ألخذ موافقتهم عليها .وتستغرق عملية التوافق مع إدارة الكيان حول محاور عملية النقد الذاتي عدة جلسات نقاشية فى املعتاد. .5استكمال املقابالت الفردية وورش العمل الجماعية يعتبر البحث املبدئي ورقة خلفية -أكثر من كونه دراسة مكتملة -يوضح للفريق البحثى مسار الكيان السيا�سى على مدار السنوات التى يتم إخضاعها للمراجعة ،وما مر به من إخفاقات ،وكيف تعامل مع أزماته؟ وهذا حتى يمكن للفريق البحثى توجيه عملية النقد الذاتى على مواطن الضعف املوجودة فى الكيان املشارك .وبالطبع يحق للكيان اإلمساك عن البيانات التى يجد أنها لن تجدى نفعا فى العملية لكن ال يشمل هذا املعلومات املتعلقة بآلية إتخاذ القرار داخل الكيان ،وكيفية إتخاذ القرارات فى بعض املواقف املهمة التى يتم مراجعتها ،بينما يمكن التساهل فى إمساك الكيان للبيانات املتعلقة بحجم عضويته وتوزيعها على املحافظات املختلفة. 23 إدارة الحوارالداخلى بين األعضاء : .1فى هذه املرحلة يتم اإلتفاق مع إدارة الكيان حول األسلوب األمثل لتمثيل كافة أعضاء الكيان بمختلف تنويعاتهم العمرية واإلجتماعية والفكرية والجغرافية فى الحوار الداخلي .يمكن مثال اإلتفاق على جلسات منفصلة للشباب ،وأخرى للقيادات ،وأخرى للنساء ،وكذلك يمكن اإلتفاق على أن يكون التنوع فى إطار حضور الجلسة الواحدة ،بحيث تشمل ً الجلسة شبابا ونساء وقيادات. ً .2حتى يكون لهذا الحوار الداخلي النتيجة املرجوة يجب أن يكون ممثال به أعضاء من مختلف درجات القيادة بالكيان، بداية من الدرجات التنظيمية العليا ،وحتى األعضاء العاديين ،وهذا لتغطية محاور النقد الذاتي من كافة وجهات النظر املختلفة. .3غالبا سيتطلب إستكمال هذه املرحلة أكثرمن جلسة نقاشية بين أعضاء من أماكن مختلفة من الجمهورية ،ومن فئات عمرية وإجتماعية مختلفة. .4يتم تنسيق األسلوب األمثل لتنفيذ الحوار مع إدارة الكيان ،سواء من خالل إستضافة أعضاء من املحافظات فى العاصمة ،أو عمل عدة جلسات فى أقاليم مختلفة للدولة. .5وقد يتم إدارة الحوارالداخلى من قبل أحد أعضاء الفريق الفنى للمشروع ،وإن كان يفضل إدارته من قبل أحد أعضاء ً إبتداء تقديم تدريب ألعضاء الكيان الذين سيديرون الحوار(امليسرون) على مهارات تيسير الكيان ذاته ،لكن يتطلب هذا الحوار ،ومهارات التعامل مع املقاومة والدفاعات النفسية. 24 ثامن ًا :كتابة التقرير النهائى بعد اإلنتهاء من إدارة الحوارالداخلى بين األعضاء حول محاور النقد الذاتى املختلفة ،سيقوم الفريق البحثى بما يلي: .1تجريد أهم ما ملسه األعضاء من ممارسات سلبية ال تعود على الكيان بالنفع ورؤيتهم إلصالحها. .2يكتب التقريرعلى صورتين في صيغة تفصيلية ،وأخرى مختصرة تركزعلى أهم اإلشكاليات. .3يلى هذا كتابة تقرير نهائى عن مجمل العملية يشرح نتائج النقد الذاتى ،وتوصيات الفريق البحثى للتغلب على ما ملسه أعضاء الكيان من صعوبات أثناء حوارهم املشترك مع كل كيان. .4يحاول التقرير النهائي أيضا إقتراح إنشاء أو تطوير آلية للنقد الذاتي تكفل استدامة العملية ،ودوريتها وأن تصبح جزء ال يتجزأ من الكيان ،عبرإدماجها في هيكله التنظيمي ،واعتبارها بمثابة مقياس للتقييم املتواصل ،ومتابعة األداء واإلرتقاء بالجودة. .5يجدر بالقائمين على املشروع والعملية من الجانبين األكاديمي والفني ،واملشاركين لهم من داخل الكيانات ،األخذ في االعتبارلثالثة أمور أساسية: أ .أن الكيان حزبا كان أو حركة سياسية ال يعيش بمعزل عن سياقه البيئي املحيط به ،فهو يؤثر فيه ويتأثر به ،وثمة عالقة إعتماد متبادل بين الكيان وبيئته ،وأن كثيرمن اإلشكاليات يمكن تفسيرها وإلتماس حلها ايضا في إطاريربط بين الكيان ومحيطه وال يفصله أو يسلخه عن السياق. ب .أن البيئة املحيطة الواجب مراعاتها في التحليل تعج في الظرف االنتقالي واالستثنائي الراهن ،بالتغيرات السريعة واألحداث املفاجئة واملتالحقة ،وتشهد تحوالت كبرى ،يتعين على الباحث التعامل معها بحرص وحذربالغ ،حيث تحيط الضبابية والغموض بالواقع ،وسيناريوهات املستقبل ،وما تطرحه من تداعيات وإنعكاسات على حالة الكيان ،ومدى ً ً ً ً تفاعله وتجاوبه مع عملية النقد الذاتي إقباال وترحيبا ،أو إبتعادا ونفورا. ج .السياق البيئي ال يتعلق فقط بعالقة الكيان بالفواعل الوطنية واملحلية ،ولكنه يشمل أيضا عالقات الكيان وإمتداداته اإلقليمية والدولية إن وجدت ،ال سيما في زمن العوملة ،ومع اضطرار أعداد متنامية من الكوادر والقيادات ً للسفر ،في ظل ما تتعرض له من مالحقات ومطاردات ،وسياسات التضييق والقمع األمني ،التي تشكل أيضا تحديا بالغ الصعوبة والحساسية يواجه الفريق البحثي ،كما يعرقل سيرالعملية. 25 تاسع ًا :كيفية إعداد ميسر إلدارة حلقات النقد الذاتى .. تهدف ورش النقد الذاتي لتشجيع األفراد املشاركين ممثلي الكيان على فحص ونقد مجمل مسار كيانهم خالل املرحلة اإلنتقالية ،والتعبيرعن مآخذهم على مواقف الكيان بمنتهى الحرية والوضوح ،ووضع أفكارهم فى صورة محاور محددة يمكن البناء عليها فيما بعد. وهذا الهدف -على بساطته -إال أن الوصول إليه ال يتحقق بسهولة ،فالكيانات املختلفة هي عبارة عن جماعات ،وللجماعات ديناميكيات ،منها ما هو صحي ،وما هو مر�ضي ،فالجماعات تمرض مثلها مثل األفراد ،وقد يحتمي أفراد الجماعات بمجموعة من امليكانيزمات والحيل والدفاعات ،وذلك لتجنب ألم مواجهة النفس ،وما يستتبع هذه املواجهة من اإلكتشاف واإلندهاش والحيرة والشك ،والخوف من هذه املواجهة ونتائجها قد يولد مقاومة عنيفة ال واعية من قبل أفراد الكيان ،حيث يبدو للوهلة األولى أن البقاء في منطقة الراحة ( )Comfort zoneواإلستقرار والركود والركون للمألوف أيسر وأهون وأقل كارثية ،رغم أننا تعلمنا من قوانين الطبيعة أن املرض والعفن واملوت في الركود والسكون ،ولنا في الحركة تجدد وطهروحياة. مهام ميسرورش النقد الذاتي :يقع على عاتق ميسرورش النقد الذاتي مهمتين في غاية األهمية وهما: oإدارة وتيسيرالتفاعالت بين أفراد الورشة ،وتوجيه املجموعة ملشاركة األفكاروالخبرات ،وهذه املهمة تتطلب أن يتحلى باملهارات األساسية لتيسيرورش العمل واالجتماعات.. oالتعرف على الحيل وامليكانيزمات الدفاعية والتعامل معها بفعالية ،حتى ال تحيد الورشة عن هدفها الرئي�سي ،وحتى ال ينجراملشاركين للتبرير ،واملنهج الدفاعي ،وإلقاء اللوم على اآلخرين ،ويحتاج ميسرالورشة ملجموعة من املهارات التي تمكنه ً من أداء هذه املهمة بفعالية ،منها أن يكون مدربا على فهم ديناميكيات الجماعات ،وقادرا على إكتشاف الحيل واأللعاب الدفاعية ،وإختيارأفضل التقنيات للتعامل مع هذه الحيل واأللعاب. مهارات ميسرورش عمل النقد الذاتي: من املهم أن يمتلك من يقوم بعملية تيسير ورش عمل النقد الذاتي مجموعة من املهارات ،ومن ثم يجب إنتقاء ً ً هؤالء امليسرين بعناية ،وتدريبهم وإعدادهم إعدادا جيدا ،واملهارات التي يحتاجونها يمكن إدراجها تحت مجموعتين أ سا سيتين . املجموعة األولى :املهارات العامة مليسرورش العمل واإلجتماعات -1مهارة التخطيط. -2مهارة اإلستماع. -3املرونة. -4التركيز. 26 -5تشجيع املشاركة الفعالة. -6اإلدارة. -7مهارة طرح األسئلة. -8القدرة على تعزيزملكية أفراد املجموعة للعملية برمتها ،وذلك بمساعدة املجموعة على أن تكون مسئولة عن اإلجتماعات ومخرجاتها. -9دعم العالقات والروابط بين أفراد املجموعة. -10مهارة الوعي بالذات. -11مهارة إدارة الصراعات. -12القدرة على توسيع دائرة النقاش. -13فهم التكنولوجيا املستخدمة واإلستفادة منها بفعالية. -14القدرة على عرض املعلومات. املجموعة الثانية :املهارات التي تمكنهم من التحليل النف�سي للكيانات ،والتعرف على امليكانزمات املختلفة ،وإمتالك القدرة على إكتشاف الحقيقي واملزيف والتعرف على الحيل واأللعاب الدفاعية ،مع القدرة على إختيار أفضل التقنيات للتعامل مع هذه الحيل واأللعاب النفسية. ديناميكية الجماعات: بالطبع لن نتطرق في هذا الدليل للحديث التفصيلي عن ديناميكية الجماعات وكيفية تحليلها ،كما أننا لن نتطرق بالتفصيل للحيل واأللعاب النفسية ،ومظاهرها ،وكيفية رصدها والتعرف عليها والتعامل معها ،ولكننا سنتناولها بإختصارشديد لندرك فقط مدى التعقيد والتركيب الذي يحتاج امليسرأن يفهمه ويحلله ويتعامل معه. وعند محاولة فهم ديناميكية الجماعات يمكننا في البداية أن نلحظ أن الروابط والتيارات الوجدانية هي األساس الذي يقوم عليه معظم الجماعات حتى تلك التي ال يقودها قائد ،وإنما تحركها أفكار مجردة ،وأن تماسك الجماعة ينبع من عملية توحد أعضاء الجماعة مع القائد ،ووجود الصراعات واملشكالت بين أعضاء الجماعة ال ينشأ فقط من الغيرة واملنافسة وإنما أيضا من املشاعرالدافئة التي يحملونها لبعضهم البعض ،وأن صلة أفراد الجماعة ببعضهم البعض إنما تنشأ من خالل إرتباطهم املشترك بالقائد الذي يمثل الصورة الوالدية (أب أو أم). وهناك العديد من النظريات النفسية التي يمكنها أن تساعدنا في فهم ديناميكيات الجماعات ،ومنها: -1نظرية بيرر ،Biererوالتي تقوم على فكرتين ،الفكرة األولى استمدها من فكرة فرويد عن وجود دافعين أساسين لدى الفرد هما غرائز الحياة «إيروس ،»Erosغرائز املوت «ثاناتوس ،»Thnanatosويعبر عنهما في ً الجماعة في شكل صراع بين قوى البناء وقوى الهدم ،فالقوى التي تجمع األفراد ليعملوا سويا في جماعات مستمدة من غرائز الحياة ،والقوى التي تؤدي إلى الخوف ومن ثم تفكك بناء الجماعة هي مستمدة من غرائز املوت. أما فكرته الثانية فتبني على أساس وجود ما يسمى بغريزة القطيع كشيئ مستقل يفرض نفسه على الجماعة ويؤدي إلى السلوك الذي نشاهده لدى أعضائها ،وألن الجماعة هي األساس الذي يسبق وجود الفرد فإنها تحدد املعايير التي يلتزم بها أفرادها ،لكنهم قد يتمردون عليها. 27 ً -2أما د .فولكس فقد اعتبرالجماعة كائن حي واحد ،حيث تميل إلى أن تعبرعن فكرة مشتركة بين أعضائها كما لو كانت كائنا ً حيا يعبرعن نفسه بطرق مختلفة من خالل أفواه متعددة ،ورغبات متصارعة ،تقود في نهاية األمرإلى بلورة ما هو مشترك بين أعضاء هذه الجماعة ،فيمكن لألفراد التنازل عن بعض رغباتهم من أجل إستمراراإلنتماء للجماعة. -3أما ويلفريد بيون فهو يعتبرالجماعة كفرد واحد ،ويحاول أن يحلل ردود أفعالها بناء على ذلك ،وبما أن نشاط أى جماعة يستهدف تحقيق مهام وأهداف محددة ،ولتحقيق هذه املهام فإن الجماعة البد أن تكون مرتبطة بالواقع ،وأن تستخدم وسائل عقالنية ،وهذه الجماعة التي تتحرك نحو أهدافها ومهامها فى أسلوب فعال ومعقول هي جماعة العمل ()Work Group كما يسميها بيون ،وجماعة العمل هذه هي األقرب إلى السواء وهي الهدف املثالي الذي يجب أن تتجه له الجماعات. ولكن الجماعات تمرض كما األفراد ،ومرضها يظهرفي شكل مجموعة من اإلفتراضات األساسية املركبة واملعقدة ،وكل إفتراض من هذه اإلفتراضات هو حالة وجدانية مشتركة كما لو كانت تنبع من إعتقاد مشترك. ويصف بيون ثالثة أنواع من جماعات األفتراضات األساسية ( ،)Basic Assumption Groupsوهي: oالجماعة اإلعتمادية :Dependencyحيث يعتمد كل أعضائها على القائد لحمايتهم وتدعيمهم وتغذيتهم ماديا وروحيا، وينظرون إليه على أنه املصدر الوحيد للشفاء والصحة ،ويتوقعون إلى درجة كبيرة أن يتأتى هذا بطريقة سحرية. oالقتال والهرب :Fight and Flightحيث تنشغل الجماعة بأمور وجودها ذاته والحفاظ عليه ،ويصبح الوجود هوالهدف وليس وسيلة للتغيير ،واإلفتراض األسا�سي هو أن الناس يتجمعون في جماعة بغرض الحفاظ على الجماعة ذاتها ،ويستمد األعضاء احتياجاتهم اإلجتماعية اإلعتمادية من الجماعة ،ويصبح العالم الخارجي عدائيا حقيقة أوإحتماال ،وتميل الجماعة الى إختيارأكثرأعضائها بارانووية في فترة متميزة من القتال والهرب ملحاربة ذلك العدو ،ويتحد األعضاء لهزيمة الخطرالخارجي املتخيل ،وبذلك اليتحقق اإلتصال واإلرتباط من خالل عملية حل الصراعات ،ولكن من خالل الحماية النكوصية اإلجتماعية. oالتزاوج أوتكوين جماعات فرعية :Pairingحيث يبدأ زوج من أعضاء الجماعة فى اإلرتباط ،ليس بالضرورة ذكروأنثى في عالقة خاصة ،وتلك العالقة العاطفية الطبع ال تمتد بالضرورة إلى خارج الجماعة ،ولكنها تكون في شكل لغة خاصة أوتفاهم ً خاص بينهما ،وتبعا ملا يقوله بيون فإن األعضاء اآلخرين يعجبون بالعالقة ويؤيدوها ويحافظوا عليها ،على إفتراض أنها سوف تأتي بحل منقذ للجماعة ،أومحقق للهدف من وجودها ،ويرى بيون أن موقف الجماعة املستحسن للعالقة التزاوجية هورمزلترقب ظهور املخلص أواملسيح أواملهدي املنتظر ،وإنتظارهذا الهدف الخيالي هوشكل آخرمن مقاومة الجماعة للنضج الشخ�صي. ويمكن النظرلهذه اإلفتراضات األساسية على أنها مراحل في تطور الجماعة ،ففي البداية ترتب الجماعة نفسها حول القائد مع توقع إعتمادى بالشفاء والتدعيم ،وحينما يفشل القائد في إشباع ما تريده الجماعة أو يتخلى في النهاية عن دور الوال ،تصل الجماعة إلى اإلعتقاد بأن وجود الجماعة هو الحل وتبدأ ثقافة القتال والهرب في الظهور ،وحينما يهدد مثل ذلك الحل تنظيم الجماعة ،من خالل اإلحتكاك بالواقع ،يبدأ كل عضو في البحث عن اآلخرين اللذين قد يحققون ذلك له ،وتتكون األزواج. وقد إعتبر” بيون” أن عملية تصريف وحل اإلفتراضات األساسية متطلب ضروري لتحول الجماعة إلى جماعة عمل ذات أهداف مشتركة ناضجة ومرتبطة بالواقع. 28 الحيل واأللعاب النفسية: جل النظريات النفسية تتعامل مع الكيانات والجماعات على أنها كائن واحد ،فكلما تمتعت الجماعة بوعي عالي حقيقي بصورة ً ً ً ً الذات الحقيقية ،كلما كان النقد الذاتي فعاال ومؤثرا وحقيقيا ،وتكمن املشكلة عندما يكون هناك تشوها في إدارك صورة الذات ،أو في وجود صورة ذات مزيفة ،أو في الغفلة عن إدارك صورة الذات ،وعندما تقوم الذات املزيفة بعملية النقد الذاتي فإنها تستخدم العديد من الحيل الدفاعية. والحيلة الدفاعية (Defence mechanism) هي عملية ال شعورية ترمي إلى تخفيف التوترالنف�سي املؤلم ،وحاالت الضيق التي تنشأ عن إستمرارحالة اإلحباط مدة طويلة بسبب العجزعن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع الدوافع ،وهي ذات أثر ّ ً ضارعموما ،إذ أن اللجوء إليها ال ُي َم ِكن الفرد أو الجماعة من تحقيق التوافق ،ويقلل من القدرة على حل املشاكل ،ومن الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها الالشعور اإلسقاط ،والكبت ،والتعويض الناقص ،واإلعالء. ووظيفة الدفاعات النفسية تبعد مشاعرنا املؤملة عن وعينا ،وتبعد الناس عنا أو عن وعينا ،مع تحويروتغييرالواقع ،وإدراكه بنظارة مشوهه أو مشروخة. أمثلة لبعض الدفاعات والحيل النفسية: -1اإلسقاط ( (Projectionويلجأ إليه الفرد للتخلص من تأثير التوتر النا�شئ في داخله ،وهو عملية نقل ،يدرك الفرد خاللها دوافعه وعيوبه وأخطائه وصفاته املعيبة في الغير ،بقصد وقاية نفسه من القلق الذي ينشأ من إدراكها في نفسه ،وبعبارة أخرى أنه ينكر وجود النواقص في نفسه ،ويسقطها على الغير. -2التقمص ( )Identificationعملية الشعورية أو حيلة عقلية يلصق فيها الفرد الصفات املحببة إليه بنفسه ،أو يدمج ً نفسه في شخصية فرد آخر حقق أهدافا يشتاق هو إليها ،فالطفل قد يتقمص شخصية والده أي يتوحد بهذه الشخصية ً ً ً وبقيمها وسلوكها ،والشعور بالنقص قد يكون دافعا قويا للتقمص الذي يبدو واضحا بشكل كبير لدى الذهانيين ،وخاصة ً املصابين بجنون العظمة فيظن أحدهم مثال أنه قائد عظيم ،فيرتدي املالبس العسكرية ،ويم�شي كالعسكريين ويتصرف مثلهم ،والتقمص في شكله البسيط يكون ذا أثر هام في نمو الذات وفي تكوين الشخصية. -3التقمص اإلسقاطي وهو عملية ال شعورية يحدث فيها أن يسقط شخص �شئ ما من داخله على شخص أخر، ويقنعه به لدرجة أن الشخص اآلخر يتقمص ما أسقط عليه ،ويصدقه كأنه جزء أسا�سي منه ،ويمكن أن يحدث من شخص لشخص ،أو من مجموعة لشخص ،أو من مجموعة ملجموعة. ً ً -4التكوين العك�سي وهو حيلة نفسية يتخذ فيها الفرد أسلوبا يعبر عن عكس الدافع املوجود عنده ،وتكون غالبا ً ردة الفعل مبالغ فيها ،فالتكوين العك�سي يعمل على قمع وكبت الدافع املثير للقلق ،وبذلك يستريح صاحبه مؤقتا من القلق والتوتر املرتبط به ،ومن أمثلة التكوين العك�سي: -اإلسراف في التمرد والعصيان الناتج عن الشعور بالظلم واإلهمال واإلذالل. -الزهو والتكبرالناتج عن الشعور بالنقص. -اإلسراف في الزهد والتقوى الذي قد يخفى دوافع وميول جنسية أو عدوانية. -اإلسراف في القسم قد يكون دليال على الكذب. 29 ً ً -5اإلعالء (Sublimation) حيلة دفاعية تتضمن استبدال هدف أو حافز غريزي بهدف أسمى أخالقيا أو ثقافيا، ً فعندما يجد ُ املرء نفسه عاجزا عن إشباع دافع ما ،فإنه يلجأ إلى إعادة توجيه طاقاته الستثمارها في مجال آخر، ويرى فرويد أن الدافع الجن�سي قد يتحول إلى أعمال بنائية هامة عن طريق اإلعالء ،فمن املمكن أن يتحول الدافع العدواني إلى أعمال إجتماعية مقبولة مثل األلعاب الرياضية أو الصيد ،أو قد يتحول الدافع العدواني إلى بعض املهن مثل الجزارة أو الجراحة ،وقد تتحول الطاقة النفسية املتعلقة بدافع الحب إلى الفن أو األدب أو الشعر. -6التعصب ( )Prejudiceأي الحكم على أساس قرارات وخبرات سابقة ،وينشأ التعصب من خالل الحاجة إلى إحترام الذات ،أو املبالغة في تأكيدها وهو نوع من أنواع النرجسية ،أو عشق للذات طابعه العدوان ،وقد يكون ً ً ظاهرا أو خفيا ،لفظي أو غير لفظي ،والتعصب بمعناه السيكولوجي هو شعور ودي أو غير ودي نحو فرد أو �شيء دون اإلستناد إلى أساس سابق له ،ويطبع التعصب بشحنة إنفعالية مما يعطل عمل التفكير املنطقي السليم ،كما أنه ٌ وتوتر يسيطر على خطوط الشبكات االجتماعية غير املنظورة. إختالل يعتري العالقات االجتماعية -7النكوص ( )Regressionالعودة والتقهقرإلى مستوى غيرناضج من السلوك ،أوالتقهقرإلى مرحلة سابقة من مراحل العمر، وممارسة السلوكيات التي كانت تمارس في تلك املرحلة ألنها كانت تحقق له النجاح والراحة واملتعة واألمان في تلك الفترة. -8التثبيت Fixationويعني توقف نمو الشخصية عند مرحلة من النمو. -9اإلزاحة وهي إعادة توجيه اإلنفعاالت املحبوسة نحو أشخاص غيراألشخاص األصليين. ً -10التعلية وهي إتخاذ بديل لتحقيق هدف أو سلوك غيرمقبول إجتماعيا. -11التعميم ويعني تعميم خبرة معينة على سائرالتجارب. -12التقديراملثالي وهو املبالغة في التقديرورفع الشأن بما يعمي الفرد عن حقيقة ال�شيء ويحرمه من املوضوعية. -13التخيل :اللجوء إلى عالم الخيال. -14اإلستبطان :عملية أشبه ما تكون بعملية التحليل النف�سي إال أن الفرد يجريها على نفسه بنفسه. ً -15اإللغاء (اإلبطال /املحو) :قيام الفرد بسلوك معاكس ملا إرتكبه مسبقا. -16القمع :ويعني قمع إشباع الدافع أو حتى التعبيرعنه إلى أن تتهيأ الظروف املناسبة لهذا اإلشباع. -17التعويض املتطرف :التعويض عن نواحي الضعف أوالنقائص مع تجاوز حدود املالءمة والجنوح إلى ناحية الشذوذ امللحوظ. -18اإلستعواض (اإلستبدال النف�سي) :وهو عملية صد يقوم بها العقل لهجمات الحصر باإلستعاضة اآللية الالشعورية عن دوافع أو ميول أو إنفعاالت أو موضوعات ينفر منها الضمير ،أو يستهجنها املجتمع بغيرها من الدوافع أو اإلنفعاالت أو املوضوعات التي يقرها الضمير. -19العكس (القلب) :عملية معالجة الحصر الناجم عن تنازع دوافعي ،أو عن تهديد بإحباط الدوافع بواسطة ً إيجاد شعور أو إنفعال ،هو الطرف النقيض تماما للشعور أو اإلنفعال الذي نشأ أصال تجاه مثيره. ً -20اإلبدال :يعني إتخاذ بديل لتحقيق هدف أو سلوك غيرمقبول إجتماعيا. 30 عاشر ًا :كيفية تشكيل ورشة عمل متوازنة لعملية النقد الذاتى حتى يكون لجلسة النقد الذاتي املردود املتوقع يجب مراعاة بعض النقاط فى تشكيلها كالتالي: .1الحضور: ال يتجاوز عدد حضور ورش العمل الناجحة لعملية النقد الذاتى 10أشخاص ،ويتم تمثيل الحضور وفق املعاييرالتالية: أ .العمر :تفاوت األعمار. ب .النوع :رجال ونساء. ً ج .التمثيل الجغرافي :محافظات متنوعة ،ولكن يمكن تقسيمها إقليميا /قطاعات :الصعيد – مدن القناه – القاهرة – اإلسكندرية ...إلخ .إلعتبارات لوجسيتيه. د .املستويات القيادية املختلفة. ه .القدم والحداثة في اإلنضمام للكيان. ً و .التنوع املنهي بمعنى تنوع في املهمة التي يقومون بها حياتيا أو داخل الحزب. .2توزيع الكلمة: أ .يتم طرح محاور النقاش على الحضور فى البداية. ب .ثم توزع الكلمة بالترتيب بين الحضور فى كل محور. ت .تعطى الكلمة لكل متحدث فى حدود خمس دقائق للحديث فى املحور محل النقاش. .3دور امليسر ً أ .يفضل أال يكون امليسرأحد قيادات الكيان املشاركة فى إتخاذ القرارات التى يتم مراجعتها ،حتى ال يمثل عائقا أمام م�ضى املناقشات بصورة إيجابية. ب .يفضل أن يكون امليسرمن أعضاء الحزب ،ولكن شريطة تدريبه التدريب املناسب لتيسيرمثل تلك الجلسات ،وإال يقوم بدور امليسرأحد أعضاء الفريق الفنى للمشروع. ً ج .يلعب امليسر دورا محوريا فى بلورة مآخذ األعضاء على مواقف الحزب ،وأفكاره فى صورة محاور محددة يمكن البناء عليها فيما بعد. د .دور امليسر يتمثل فى األخذ من األعضاء والرد عليهم ،حيث يحاول قدر اإلمكان اإلبتعاد بهم عن التبرير ،وتحا�شي املنهج الدفاعي ،أو إلقاء اللوم على اآلخرين ،ويتم هذا من خالل التأكيد أكثر من مرة (كلما لزم األمر) أن أخطاء اآلخر معروفة، ولكنها ال تعنينا ،وهذه الجلسة ملناقشة األخطاء الذاتية. 31 .4تسجيل الورشة: أ .يفضل أن يتم تسجيل الورشة صوتيا وتفريغها فيما بعد. ب .التسجيل ال يغني عن املالحظات التى يدونها امليسرأثناء الجلسة. ج .إذا تعذر التسجيل أو أبدى األعضاء الحرج من التسجيل إلعتبارات مختلفة ،فيمكن كتابة محضر تفصيلي بوقائع اإلجتماع. .5اقتراحات لتعظيم اإلستفادة من ورش العمل : أ .أن يوضع للورشة عنوانا آخر ..أكثر تبسيطا من عملية النقد الذاتي :مثل :كشف حساب -الفرص والتحديات -في ماذا أخطأنا؟ -كيف نصحح املسار؟ وقفة مع النفس...الخ. ب .أن يحدد مسبقا املكان لعقد ورشة العمل :مقرالحزب أو الحركة -أم مقراملؤسسة -أم مكان خارجي. ج .تواجد أحد أفراد الفريق البحثي دون املشاركة في النقاش ،إال إذا طلب منه ،وبوصفه« :مصدر»)Resource Person( . 32 الحادي عشر :األدوار المختلفة فى المشروع .1الفريق الفنى أ .الفريق الفني للمشروع يتكون من باحثين فى العلوم السياسية أحدهما رئي�سي واآلخر مساعد ومهمتهم هي تصميم العملية منذ البداية. ب .وضع تصور آللية إقناع الكيانات املختلفة باإلشتراك فى العملية. ج .إجراء البحث املبدئي لتحديد الخرائط املوضوعية للنقد الذاتى. د .إجراء عدد من املقابالت الفردية املعمقة مع قيادات الكيان املشارك إلستكمال البحث املبدئى. ه .إمكانية حضور أحد أعضاء الفريق لجلسات النقد الذاتى للكيان املختلف إما كميسر (إذا رحب الكيان) أو كمراقب ومتابع يسجل مالحظات لكتابة التقريربنفسه. و .الخلوص إلى تقريرنهائى من خالل البحث املبدئى وجلسات النقد الذاتى املختلفة التى خاضها الكيان ،ويهدف التقرير لوضع يد الكيان على مناطق القصور والضعف لديه. ز .مناقشة الكيان فى تطويرآلية إلستدامة العملية داخل الكيان ،وتوسيع نطاقها. .2اللجنة اإلستشارية ()Sound Board اللجنة اإلستشارية للمشروع هى مجموع نقاط التواصل مع الكيانات املختلفة وتعنى بالتالى: أ .الترويج للفكرة داخل كياناتهم ،إضافة إلى تهيئة املناخ الداخلى لها ،وترشيح الباحثين املشاركين من داخل الكيان ً للعمل مع الفريق البحثى ،وأخيرا املشاركة فى تصميم العملية ذاتها. ب .تنمية شعور الكيانات املشاركة بملكيتهم للعملية. ج .الحوار فيما بينهم حول اإلشكاليات املشتركة لكياناتهم مما يساعد على خلق مساحة للحوار والثقة بين الكيانات املختلفة يمكن البناء عليها فى املستقبل. 33 .3امليسرون من داخل الكيان امليسرون هم أعضاء الكيانات املختلفة الذين سيديروا جلسات النقد الذاتى والحوار الداخلى بالكيان ،ويتم إختيارهم بناء على تمتعهم بالقبول واملصداقية داخل الكيان املشارك ،وكذلك تمتعهم بالحد األدنى من القدرة على إدارة حوارمثمر ،وتقوم إدارة الكيان بترشيح مجموعة من األعضاء أكبرمن العدد املطلوب ،وتقوم إدارة املشروع بعقد لقاءات مع املرشحين لإلختيار من بينهم وفقا ملعايير معلنة إلدارة الكيانات ،ثم يتم تقديم تدريب لهم فيما يتعلق بإدارة الحوار والتعامل مع التبرير وحيل ً الدفاع النف�سى ،وكيفية تصميم ورشة نقاشية ناجحة ،وأخيرا كيفية إدارة جلسة للنقد الذاتى .ويعنوا باآلتى باألساس: أ .تصميم ورش النقد الذاتي داخل كياناتهم من حيث الحضور واملوعد واملكان وما إلى ذلك. ب .إدارة ورش النقد الذاتي بصورة حيادية. ج .كتابة تقاريرعن كل جلسات النقد الذاتى وتقديمها للفريق الفني للمشروع( .ويمكن أن يحضرأحد أعضاء الفريق الفنى للمشروع كمراقب ويتولى كتابة التقريربدال من امليسرمن داخل الكيان). د .محاولة الوصول إلى إستنتاجات لبلورة اإلتجاهات التى إتخذها حواراملشاركين فى لقاءات النقد الذاتي. 34 الثاني عشر :إشكاليات مشتركة بين الكيانات السياسية فى المرحلة اإلنتقالية كشف املشروع البحثي على مدارعام ونصف تقريبا عن جملة من اإلشكاليات املشتركة التي تعاني منها كافة الحركات واألحزاب والكيانات السياسية املصرية التي شاركت في العملية ...حتى وقت كتابة هذا الدليل .1إشكالية الهوية وتدور حول اإلجابة على السؤال التأسي�سي واملحوري :من نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نرى أنفسنا؟ (رؤية الذات) .ذلك أن إرتباط أغلب تلك الكيانات في نشأتها وتأسيسها بحدث الثورة وإرتباطها باملشهد الثوري اإلستثنائي وكونها أحد أطرافه الفاعلة والصانعة واملحركة له يستلزم بالضرورة طرح أسئلة صعبة مثل: أ .هل تأسيس الحركة في غمارالثورة يقت�ضي إستمرارإلتزامها بالنهج الثوري؟ ب .هل يعني هذا أن شرعية وجودها مستمدة من سعيها إلى بلورة وتحقيق أهداف الثورة؟ ج .وهنا تتضح اإلشكالية في التردد والتأرجح بين نهجي العمل الثوري ،والعمل السيا�سي التقليدي (املؤس�سي واإلصالحي)، وعما إذا كان في استطاعة الكيان املزج والتوفيق بينهما؟ بما يقود إلى إشكالية املوازنة بين العمل اإلحتجاجى والعمل السيا�سى الحزبي. .2إشكالية املوازنة بين العمل اإلحتجاجى والعمل السيا�سى «الحزبي» وقوامها طرح التساؤل :هل توجد قواعد محددة تفصل بين اللجوء لعمل إحتجاجى أو تبنى موقف سيا�سى؟ وماهي سبل العمل على دعمه وإبرازه؟ وهل يتحول الفاعل في املرحلة االنتقالية بعد الثورة من فاعل ثوري إلى شريك سيا�سي؟ .3إشكالية إدارة التنوع الداخلى أ .ما هى الوسيلة املثلى لتالفي اإلنشقاقات التى تحدث مع القرارات الفارقة؟ ب .ما هى أهم أدوات تدارك أي إنشقاقات تحدث عقب أى قرارات مصيرية بطبيعتها خالفية؟ ج .هل لدى الكيان إدراك واضح ملدى التنوع والتعدد املوجود بداخله؟ د .هل الكيان يعتبرالتنوع ميزة؟ متى؟ وتحت أية شروط؟ ه .هل يفضل الكيان أحيانا تماهي األعضاء فى خط فكري واحد ،مما ييسر تبنى قرارات مصيرية دون أن يترتب عليها حدوث إنشقاقات؟ متى وتحت أية شروط؟ 35 .4إشكالية غياب أو ضعف املؤسسية لصالح عشوائية القرار أ.إشكالية التواصل بين القمة والقاعدة في ظل سيطرة القادة ونفوذ وهيمنة اآلباء املؤسسين. ب.هل توجد قواعد واضحة تحدد السلطات املخولة بإتخاذ القرارات املختلفة (إستراتيجية -تكتيكية -يومية )...داخل الكيان؟ ج .هل يتم عادة إحترام الترتيبات املؤسسية أم يتم تجاوزها وخصوصا عند صنع قرارات مصيرية وفي أوقات األزمات؟ د .هل هناك قواعد وآليات إلستطالع رأي القواعد فى القرارات املصيرية؟ وهل تتم بصورة سابقة أم الحقة للقرار؟ ه .هل هناك آلية لإلتصال والتواصل ،ولنقل املعلومات وإبالغ وتوصيل القرارات من القيادة املركزية للكيان إلى األعضاء العاديين فى األقاليم الجغرافية واملحليات املختلفة؟ و .هل يوجد رسم واضح للخرائط املختلفة داخل الكيان سواء عمرية ،أو وظيفية ،أو جغرافية ،أو جندرية؟ .5إشكالية إدارة العالقات مع اآلخر :صعوبات التنسيق والتشبيك: أ .كيف أدارالكيان عالقته مع مؤسسات الدولة (جيش ،شرطة ،قضاء ،إعالم) وكذلك مع أنصارالنظام السابق (األعضاء السابقين بالحزب الوطنى مثال؟)؟! ب .ما هى أسس ومنطلقات بناء التكتالت والدخول في تحالف مع اآلخرين؟ ج .هل التحالف أم التنسيق هو الخياراألفضل واألكثرمالءمة للكيان؟ د .هل إمكانية اإلندماج مع كيانات أخرى مطروح على أجندة الكيان؟ .6إشكالية االستغراق في اإلنشغال بتدافع األحداث وغياب إستراتيجية ومنطلقات ثابتة للحركة أ .هل كان لدى الكيان مرجعية ثابتة تحدد له معالم الطريق؟ أو وحدة بحثية أو هيئة استشارية أو ما شابه إلنتاج أوراق، أو تقديم توصيات ومشورة للقيادات لترشيد عمليات إتخاذ القرار ،ورسم سياسات الكيان؟ ب .هل كانت األحداث املتتالية بوتيرتها السريعة وتراكماتها املتالحقة تستغرق جل وقت قيادة الحزب ،بحيث تحولت من لجنة قيادية توجيهية ،إلى كيان أشبه بلجنة إدارة أزمات (سياسات إطفاء الحرائق)؟ 36 -7إشكالية غياب الرؤية واإلفتقارإلى املشروع :العجزعن طرح بديل أو اقتراح حل للخروج من األزمة أزاحت خبرة الفريق البحثي مع الكيانات املتعددة في املشهد السيا�سي املصري خالل مرحلة االنتقال الستار عن غياب برنامج سيا�سي يتضمن رؤية سياسية متكاملة بعيدة املدى. أ .فما هو مطروح يفتقر للوضوح والتحديد والتخطيط االستراتيجي ،وال يقدم بدائل أو حلول للوضع املتأزم ،وال يقترح مبادرات تساعد في تحديد كيفية الخروج من حالة اإلستقطاب السائدة. ب .وال يجيب على سؤال ما هى سبل تفادى األخطاء اإلستراتيجية الفادحة التي وقعت فيها كافة الكيانات في املا�ضي؟ وما وسائل تصحيح ومعالجة عيوب الحركة األساسية فى املستقبل؟ ج .عدم إمتالك كوادرمؤهلة والتقاعس عن إتخاذ التدابيرالالزمة لتمكين وتدريب وتجنيد الشباب. د .يشوب أداء الكيانات قدر ملحوظ من النخبوية «والتعالي» ..واإلنفصام عن نبض الشارع وعدم اإلعتناء الواجب بالتواصل مع الجماهير ،حيث اإلنشغال بمنافسة الخصوم السياسيين على الساحة وتوجيه الخطاب للمستويات القيادية العليا في الدولة والنظام ،فالسلطة مازالت هي الجاذبة لجل االهتمام وهي الشغل الشاغل للكيانات املتعددة، ً التي تدور حولها تأييدا أو معارضة. ولكن أي من تلك الكيانات ال يولي نفس القدر من العناية واإلهتمام بالجماهير والقواعد والقطاعات الشعبية العريضة في الشارع ،والتي ال تدخل بنفس الوزن النسبي في معادالته وحساباته ،وال يوجه لها معظم خطابه ،وال يعتبرها ركيزة أساسية وسند لشرعية وجوده واستمراره ،فالزالت السلطة هي بؤرة االهتمام ومركز النشاط ومحور الحركة واملحددة ملساحات ودوائر الفعل ألغلب الكيانات ،بما يعكس الثقافة التسلطية ،والفرعونية واألبوية السياسية ،بينما يتعرض ً ً ً الشارع للتهميش ،في برامج عمل وجداول أعمال األحزاب والحركات السياسية ،وهو ما يفقدها رصيدا وموردا حيويا من شأنه تمكينها وتوسيع هامشها التفاو�ضي ،وترجيح كفتها في امليزان السيا�سي. 37 الثالث عشر :آلية إستدامة عملية النقد الذاتى فى الكيان نفسه يمكن هنا الحديث عن عدد من املقترحات إلستدامة تلك العملية فى املستقبل وتشمل: .1تشكيل لجنة من امليسرين الذين تلقوا تدريبات التيسير وتكليفها بالقيام بذات العملية كل فترة من الزمن ( 6شهور مثال). .2إعطاء تدريب التيسيرلقيادات شابة ووسيطة فى املحافظات وتكليفهم بتكرارالتجربة فى وحداتهم الحزبية فى محافظاتهم، وكذلك تكرارها على فترات متتالية. .3إدراج النقد الذاتي الدوري ضمن جداول أعمال إجتماعات قيادات الكيان السيا�سى على مختلف املستويات كل فترة محددة من الزمن. .4تعميم مخرجات عملية النقد الذاتى على جميع أعضاء الكيان وحثهم على تجربتها فى وحداتهم الحزبية األصغر. 38 الرابع عشر :مالحظات واستخالصات ودروس مستفادة يمكن فى الختام الحديث عن عدد من الدروس املستفادة التى خرج بها الفريق القائم على مشروع النقد الذاتي الذي أنتج هذا الدليل ،وهذا حتى تؤخذ في اإلعتبار في حالة رغبة أى مركز بحثي أو كيان سيا�سي آخر في تكرار تلك العملية سواء داخل مصر أو خارجها ،وتلك الخالصات كالتالي: .1تشكيل هيئة إستشارية للمشروع من نقاط اإلتصال ( )Focal Pointsبالكيانات املختلفة ومناقشة تطورات املشروع معهم بصفة دورية يسهم فى تنمية الشعور بإمتالك املشروع ،وكذلك يفتح مساحات غير رسمية للحوار بين الكيانات املختلفة على هامش لقاءات الهيئة اإلستشارية الدورية. .2ضرورة مقابلة أحد مؤس�سي الكيان أثناء التحضيرللعملية. .3ضرورة مقابلة املسئول عن الكيان الشبابى داخل الحزب أو الحركة إن وجد. .4ضرورة شرح وتسويق الفكرة لكل من يتم مقابلته سواء فى مقابلة مجمعة أو فى مقابالت فردية. ً .5ضرورة إدراك ميسري جلسات النقد الذاتي أن العملية تعنى أساسا باملستقبل ،فالنظر للما�ضى ليس لجلد الذات، وإنما للتعلم والبناء على ما سبق ،وتفادي تكراراألخطاء ،والتحرك لألمام من أجل املستقبل. .6ضرورة تركيزميسرالجلسات النقاشية على املواقف التى ينتج عن مراجعتها إدراك مدى صوابها ومالءمتها ،وهذا للتأكيد ً على أن العملية ليست جلدا للذات ،بما قد يؤدي إلى اإلحباط. .7مالءمة أن يبادر امليسر بنقد أحد القرارات التى كان هو شخصيا مشاركا فى صناعتها ،وهذا لتشجيع املشاركين على اإلنفتاح في الحوارو «الحكي» دون شعور بأي غضاضة أو حرج. .8من األهمية بمكان أن يتم إرسال التقرير التفصيلي النهائي للكيان وانتظار رده وتعقيبه على التقرير ،في صورة تغذية استرجاعية ( )Feed-backتعاد على ضوئها عملية صياغة التقرير ،وإدخال التعديالت الواجبة عليه ،بما يتما�شى مع إحتياجات الكيان. .9من املفيد البحث في آليات تبقي قنوات اإلتصال مفتوحة مع الكيانات السياسية املشاركة في العملية ،إذا ما رغبت في إستكمال أشكال الدعم الفني واملساعدة. .10يمكن الحديث عن مستوين للنقد الذاتي: أ .داخل الكيان السيا�سي. ب .بين املتشابهين من الكيانات املختلفة أو داخل تيارات سياسية (التيارالليبرالي ،أو التياراإلسالمي..الخ) 39 40
Enter the password to open this PDF file:
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-