1 3333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 333333333333333333333333333333333333333333 3 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3333333333333333333333333333333333333333333 3 333333333333333333333333333333333333333333 33333333333333333 2 المِ ئة ُ المانحة لإتقانه كالفاتحة 3 اسم الكتاب: المِ ئة ُ المانحة لإتقانه كالفاتحة اسم الكاتب: عادل الجندي تصميم الغلاف: النجار ى مصطف المراجعة اللغوية: إيمان صلاح الدين – يونس ي التهام الإخراج الفنى ي ّ : جمال عبدالرحي م الطبعة / الرابعة. رقم الإيداع: 2 202 / 1682 التر قيم الدولي : 0 – 24 – 939 6 – 977 – 978 arabiclibrary2017@gmail.com almaktaba79@gmail.com Facebook.com/arabiclibrary2017 01014977934 - 01030365801 للمكتبة العربية للنشر والتوزيع، و لا يجوزاستخدام أي من ا لموا د التي يتضمنها هذا الكتاب ، أو استنساخها أو نقلها، كليا أو ج زئيا، في أي شكل وبأي وسيلة،دون الحصول على إذن خطي من الناشر 4 المِ ئة ُ المانحة لإتقانه كالفاتحة من مِ ئة نصيحة عملية ر أكث لإخراج حافظ ضابط مُ تقن لكامل القرآن الكريم إعداد/ عادل الجندي 5 إلى المَ ثل الأعلى، النمُ وذج والقُ دوة.. أبــي. الأماكن أمْ نا ً على ظهر الأرض.. ر إلى أكْ ث أمــي. إليه كان هو الصواب.. ي ِ ي حيات ي أثق بأن سَ عْ ن ى شي ء ف ر إلى أكث زوجتــي مَ سلوب الإرادة تماماً ، ي ى أُ حس أمامها بأت ي إلى الن َ رقص ْ إن ضحكَ ت بالدموع تقطر ُ منه، ُ أحسست ْ فُ ؤادي، أو بكت ابنني .. علياء عادل الجندي. يحرمكم أجر كتا ا لَّ إليكم جميعا ً أُ هدي هذا العمل، وأسأل الله أ ي بن له؛ لما بذلتموه من دعم ٍ دائمٍ ، وعطاء ٍ متجددٍ . 6 7 مُقدِمــة ُ الحمد ُ للهِ ، والصا لاة ِ والسلام ُ على رسول ِ اللهِ ، وعلى آلِ ه و صحبِ ه لَّه ُ وبعدُ .. ومَ ن ْ وا كانت النيّ ة عندي مُ نعقدة على نش رسالة صغثة أقوم فيها بخط ي الهاتف" الن ر جميع قواعد وتفاصيل دورة "حفظ القرآن الكريم عث موسمها الأول عام ي ى ف ْ انطلقت 2017 م ويُ شف عليها الفقث إلى الله كاتب هذه السطور، وذلك نظرا ً لكثر ة السؤال عنها، بحيث من يسأل عن الدورة وشوطها وطريقة ا لَّلتحاق بها... إلخ إلخ، أقوم بإرسال هذه الرسالة إليه فيعرف من خلالها كل شي ء، فيختصر على نفسه عناء لَّ نفسي : لماذا ي ى ف ُ ذلك قلت َ وقت الإجابة، ثُ م بعد ا ي السؤال، وعلى أجعل لهذه الرسالة ي ى بإضافة بعض النصائح والفوائد ف ر فائدة أكث عملية الحفظ والمراجعة، بحيث يستفيد ُ منها كل من ينظر فيها ممن ي ى تكُ ن لهم رغبة ف ْ حفظ ومراجعة القرآن الكريم وإن لَ م ي ى لهم رغبة ف أن يكون المصدر الأول ي على نفس ُ ا لَّلتحاق بالدورة، وقد أخذت ي والأخث لمادة هذا الكتاب خثر ت مجال تعليم ي ى العملية المتواضعة ف لَّ شي ء آخر. من ثلاثة عش عاماً ، و ر وتحفيظ كتاب الله ـ تعالى ـ لأكث 8 كل الحرص على أن يكون الكتاب موجزاً، مختصراً ، ُ ثم حرصت مُ كثفاً ، بعيدا ً كل البعد عن الكلام المكرر المحفوظ حول حفظ القرآن الكريم ومراجعته، مُ بتعدا ً أيضا ً عن الح لَّ يخلو ي الأمور الن ي ى ديث ف م نها ـ تقريبا ً ـ أي كتاب يتكلم عن حفظ القرآن الكريم، كالإخلاص، والدعاء ، لَّ واليقيى ، والتوكل، وا لَّستغفار، وصدق اللجوء إلى الله.. إلخ إلخ، أهم من عملية الحفظ نفسها، وخلو ي لعدم أهمية هذه الأمور، بل ه قاصد حفظ القرآن منها يجعل حفظه ل عليه؛ وإنما لأنها ً لَّ ه وبا جميع أفعال ي ى محفوظة معلومة لدى الجميع، وتحققها واجب ف حفظ القرآن فقط، ولعل الغالبية العظمى ي ى لَّ ف وتصرفات المسلم، ي كتاب يتحدث عن حفظ القرآن الكريم يتجاوزونها ى تقع عليها ف ى حي إلى غثها من كثر ة ما طالعوها وقرأوها وحفظوها، وإنما يقصدو ن ي مباشة إلى الحديث عن عملية الحفظ والمراجعة كيف تكون، وما ه ذلك، بحيث يتم لهم مرادهم، ومع ذلك فقد ي ى الأساليب الناجحة ف في ُ أحلت ه هذه الجوانب ي ِ طّ َ تُ غ ي على بعض الكتب ـ الهامة جدا ً ـ الن المقصود مباشة بإذن الله رب ي ى عليها مرور الكرام لأشع ف ُ مررت ي الن العا لميى . نفسه ي ى وإذن فحي ى يُ طالع أحد الأفاضل هذا الكتيب فلا يقولن ا ف بالحديث عن حفظ ي ى ما بال الشيخ يتحدث عن دورته؟ أفلا كان يكتف القرآن الكريم فقط وطرق مراجعته؟! ذلك أن الشيخ أصلا ً كان هدفه 9 له أن َ وغايته وقصده هو الحديث عن الدورة وتفاصيلها، ثم عَ رَ ض يكتب عن ال حفظ والمراجعة رجاء استفادة أخ أو أخت بنصيحة أو الحديث عن الدورة نهاية الكتاب، بحيث ُ فائدة، ومع ذلك فقد جعلت ا لَّلتحاق بها، أو حن مجرد فضول لأن يقرأ ي ى من ليس لديه النية ف صدر ي ى لَّ يكون مُ جثر ا ً على القراءة عنها وعن تفاصيلها بإقحامها ف عنها، الكتاب أو منتصفه. ي ى ف الكتاب الكثث من الأحاديث ي ى أن أنبه على أن ف ي الأخث بف كما ي ى الشخصية، لكن جميعها تدور حول الحفظ والمراجعة؛ ذلك أت العملية فقط طالبا ً لحفظه، ي ي كتابته خثر ت ى جعلت مصادري ف ُ أسلفت ي كان يجب أن أعُ رِ ج َ على ا ى ثم مُ علما ً ومُ حفظا ً له، وإذن فرُ غما عن لكثث ي مما وقع لى مع حفظ القرآن الكريم كمعلم أو متعلم، فإن كان مثل هذا لَّ أنصحك قطعا ً بمتابعة مما يسوءُ ك فهذا الكتاب ليس لك بالتأكيد، و القراءة، والله تعالى من وراء القصد. كتبه/ عادل الجندي 10 11 استهلال لدى مسلم يؤمن ُ بالله واليوم الآخر أن القرآن الكريم من ا لَّ شك أعظم ما يَ تقرب به إلى الله تعالى، وأعظم ما يتقرب به إلى الله تعالى من خلال القرآن الكريم هو حفظه؛ إذ لحافظ القرآن الكريم مكانة ٌ كبثة ً الدنيا أيض ي ى الآخرة فقط، وإنما ف ي ى لَّ ف عند الله تعالى وبي ى الناس، ا، ف هو الصلاة، وإجلاله من إجلال الله تع ي ى الإمام المُ قدم ف الى، واحثامه الدا فن إ ي ى صدره حق ٌّ على كل مسلم، كما أنه المقدم ف ي ى للقرآن الذي ف ذا القثر ، وقائده إلى ي ى كان سيُ دفن معه غثه، القرآن أنيس صاحبه ف المحش، ومُ ؤمِ نه يوم الفزع، ومُ ثبِ ته على الصراط، ومُ وجِ هه إلى ا لجنة ذلك َ بإذن الله تعالى رب العالميى ، إذا علمت لقول ً مثلا ْ لم تندهش القرآن ُ أعطيت ي ى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ رحمه الله ـ : "يا ليتن جملة مُ زلزلة لمن كان له قلب، فقد قالها شيخ الإسلام ي حياتي " وه عن دين الله ِ الذا ب ي ى أفناها ف ي آخر حياته الن ي ى ابن تيمية رحمه الله ف ُ بسيفه وقلمه، بالله ما نقول ُ نحن وقد ذ بِحت أعمارنا أمام المواقع والشاشات! لَّ تندهش من قول الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم: "أن و القرآن َ تحفظ ِ لك وأنفع من م ٌ فهذا خث َ الكريم ئة شهادة دكتوراه" والدكتور محمد إسماعيل المقدم ليس أجنبيّ ا ً عن العلوم الدنيوية 12 الأصل طبيب، وقد صدق فيما قال ي ى فيحسبه البعض درويشاً ، بل هو ف ِ ـ حفظه الله ـ إذ حصولك على م ئة شهادة دكتوراه، بل على واحدة عنك ي ى لَّ تُ غن فقط جدير ٌ بأن يجعل لك مكانة عالية بي ى الناس، لكنها الآخرة بي ى يدي الله تعالى، لكن القرآن الكريم، بل آية واحدة ي ى شيئا ً ف منه فقط حينها تكون أجدَ ى لك وأنفع ملايي ى المرات إن أنت حفظتها وفهمتها وعملت بها. واعلم أن حفظ القرآن الكريم هو مشوع عُ مرك، ومزاياه عليك ي ى من أن يحصرها عقلك، فأنت تحوي كلام الله تعالى ف ُ ر وأكث ُ أوسع صدرك، هل تتخيل؟ أضف إلى ذلك أن حفظ القرآن الكريم يُ قوي الذاكرة ، ويجوِ د ُ الذهن، ويقوي اللغة، ويفتق اللسان، ويُ زيل العُ جمة، ر كة القرآن كا ً أينما حل ا وارتحل بث ويزيد الفصاحة، ويجعل صاحبه مبار لَّ يستوي حافظ للقرآن وغث حافظ، وحافظة لَّ والله صدره، و ي ى الذي ف ي ء. ى القرآن بي ى النساء تكاد ُ والله من فرط جمالها تُ ض بل انظر إلى جما صادق ى ل تعبث الأديب الكبث العلم الأستاذ مصطف عن القُ رآن الكريم فيقول: ُ الرافع ي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو يتحدث حن ج ٍ بلا مَ لِ ك ْ دولة من الكلام، لكنّ ها ظلَّ ت ِ "لقد كان َ للعرب اءَ هم القرآن" وقد صدق والله، فالقرآن الكريم هو أحسن الكلام وأرفعه وأعلاه و أبلغه و لَّ يكون مَ لِ كا ً على ما عداه من الكلام! أعظمه وأشفه، فكيف 13 لَّ ومن الحسن هنا أن أنبِ ه إلى أن حفظ القرآن ليس أمرا ً شاقّ ا ً و عسثا ً كما يتوهم كثث من الناس، بل هو سهل مُ يش ٌ لمن صدقت نيّ ته، وأقبل عليه بحب وعزم، مُ تسلحا ً بالقاعدة الذهبية لحفظه. والقاعدة الذهبية ذاكرة قوية، ي ى لَّ تكمن ُ ف لحفظ القرآن الكريم عملية ي ى لَّ استخدام التكنولوجيا الحديثة ف لَّ حفظ مقاطع كبثة، و و ي ى ف ُ لَّ أي شي ء ٍ من ذلك كله، وإنما تكمن لَّ تفريــــغ الوقت، و الحفظ، و عن الحفظ والمتابعة مع شيخك أو َ ا لَّستمرار والمُ داومة.. من توقفت من تُ سمّ ع عليه فقد أفشل مشوع الحفظ، حن وإن حدثتك نفسك َ ت أن وقوفك مؤق ت. اس متابعة الحفظ والتسميع مهما كنت ي ى تمر ف مشغو لًَّ، مهما كان حفظك بطيئاً ، مهما كان مقدار حفظك قليلاً ، مهما كانت معاناتُ ك مع الحفظ والتسميع ، ي ى وتذكر: عامة حَ فَ ظَ ة ِ القرآن ف العالم كله ليسوا من أصحاب الذاكرة لَّ القوية، و لَّ الحفظ الشيــــع، و القدرات الخاصة، وإنما هم الذين استمروا وتابعوا الحفظ دون توقف، مهما كانت العوائق والمُ ثبطات مشكلتنا جميعا ً أننا نبدأ بحماس قوي، ونحفظ مدة يوم أو أسبوع أو شهر.. ثُ م نتوقف هل تذكر أول مرة قررت أن تحفظ فيها القرآن؟ ربما كانت من فعلياً ، َ من ذلك.. وبدأت ر ذ خمسة أو عشة أعوام أو أكث زمرة ي ى معدودا ً ف َ لكنك توقفت ولم تستمر؛ لذلك أنت اليوم لست ى الحافظي 14 حاولت فيها حفظ القرآن الكريم؟ ي عدد المرات الن ي هل تُ حض النهاية لم يحفظه، والسبب ي ى بعضنا حاول ربما مائة مرة، ثُ م هو ف بسيط جداً، لم يستمر مرة واحدة من المائة لكان اليوم ي ى ، ولو استمر ف من الحفظة حفظك كل يوم دون أن ي ى أن تستمر ف ي اضمن لى ي يا صديف تنقطع يوما ً واحداً ، أضمن ُ لك أن تكون من أهل القرآن الحافظي ى له. لَّزمة لأي أمر عظيم ي استمر مهما واجهتك من معوقات، فه ً تقصده، ومهما كان حجم ما تحفظه يسثا لَّ تنس فإياك أن تَ ستقِ له، و أن كل آية تحفظها تُ دنيك من غايتك العظمى. الأمور الصارفة لكثث من الناس عن حفظ ر واعلم أن من أكث ستة ي ى ف ً القرآن الكريم هو استعجال حفظه.. فهو يريد حفظه كاملا أو أقل فيجد نفسه لم يحفظ ر شهر أو أكث ي ى أشهر أو أربعة أشهر.. يمض ربــع ما كا ن يجب عليه حفظه ـ حسب جدوله ـ فيُ حبط ويثك الحفظ كله. ي . ى لَّ يا أخ ا ى لَّ تستقيم الأمور هكذا، ما ض ي ى القرآن ف َ ك لو حفظت أو ثلاثة أو عشة؟! ليس الجميع يقدر على إنهاء حفظ ى عام أو عامي ي مثل هذه الأزمنة اليسثة! ى القرآن ف أن الطالب سينقطع عن متابعة ُ أعرف ُّ المتواضعة بت ي من خثر ت دورة ي ى الحفظ من خلال حماسه المبالغ فيه واستعجاله للحفظ.. ف ي ى فقط ف ى مرتي ا ي من يقرأ على ي الهاتف" مع ر "حفظ القرآن الكريم عث 15 ي ى من القرآن، أي أنه يحفظ الجزء الواحد ف ى كل مرة ربعي ي ى الشهر، ف شهرين، ورغم ذلك و طريقه الآن ي ى بفضل الله ثُ م صثر ه ومتابعته هو ف غاية القوة والرسوخ، بينما كان ي ى نحو حفظ نصف القرآن، وحفظه ف المرة الواحدة، بواقع ثلاث ي ى نفس الدورة من كان يقرأ جزأين ف ي ى ف ي مع كل أسبوع، والله ما بلغ عشة أجزاء؛ أي أنه لم ينتظم على ي ى مرات ف الحفظ عشة أيام تقريباً ! لَّ أقول أن الكثر ة مُ قثنة بالضعف دائما ً وعدم المداومة، والقِ ل ة مقثنة بالإتقان دائما ً والمداومة، لكن أقول بأن هذا هو الأغلب بلا ي ى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما ف ي ر شك، ومن هنا تعرف عظمة حديث النن ُّ الله عنها ـ : "أحب ي ى عائشة ـ رض ى الصحيحي ى من حديث أم المؤمني الأ عمال إلى الله تعالى أدومُ ها وإن ْ قلا " حفظ القرآن ي ى ـ حفظه الله ـ أن رجلا ً شع ف ي طّ ذكر الشيخ الشنقِ ي الكريم وهو ابن 54 لَّ وهو ابن عاما ً فما ختمه إ 84 ر بفضل الله ثُ م صث ه على ر آية. هل تتصور؟ صث ي ى طّ ئ ف لَّ يكاد ُ يُ خ ً وتريثه، وكان حفظه متقنا الحفظ 30 عاماً . فلا تس َ ي طاعة، وأنك من ما شت ى وتأنا ، واعلم أنك ف ر تعجل واصث بإذن الله حن وإن طال بك المسث، وإياك والعجلة َ على الدرب وصلت فإنّ ها مدعاة إلى الإحباط، وتذكر دائمً ا: من سار على الدرب وصل وإن لَّ تصل مطلقً ا. بعد حيى . وأن تصل متأخرا ً خث ٌ من أ 16 ثُ م دع عنك الأعذار، فلا تقل أنا مشغول، فالجميع كذلك، وكثثون منهم مع أشغالهم حفظوا القرآن، أو لدي أشة أعُ يلها، كَ ثر ، فأنت ي ّ ى ر كة، أو سِ ن فحفظك القرآن يعود عليك وعلى أشتك بالث تستطيع ال ِ حفظ مهما كان سنك، وإن كنت ابن م ئة سنة، نعم ستجد من المشقة فوق ما يجده من هو أصغر منك، لكن الفرص الحفظ ي ى ة ف ا لَّ أجد مع الدراسة مُ ت لَّ تقولن أنا طالب وأدرس و ما تزال قائمة، و سع ً ا الأعذار انتشارا ً بي ى الشباب والفتيات الذين ر لسي ء آخر، وهذا هو أكث ينوون الحفظ ويبحثون عن شي ء يتعلّ لون به عن عدم إتباع النية بالفعل، وأقول لهم: إن من أبطل الباطل زعم من ينوي حفظ القرآن أصلا ً على ى لَّ يفعل أن الدراسة تمنعه؛ إذ حفظ القرآن الكريم يُ عي و الأشياء المُ عينة عليها، وهو أمر ٌ أظهر وأوضح م ر الدراسة، بل من أكث ن لَّ وذهنه لَّ تكاد تجد حافظا ً للقرآن الكريم إ أن يُ ستدل له أو عليه، و ، وذاكرته قوية، ووجهه يشِ ع ذكاء ً ونبوغاً . ى حاض ذكر الثانوية العامة كان ي ى يعقوب أن شابا ً ف ى الشيخ محمد حسي لَّ ينقطع إحدى حلقات حفظ القرآن الكريم، وكان ي ى ف ى كي من المشث ي صبيحتها اختباراً، وكان يُ لا ى لديه ف ي ي الليالى ي الن ى عن الحلقة حن ف م على ذلك كثثاً ، فلما ظهرت النتيجة كان مجموعه 101 % وفاجأ الجميع بأنه الأول ع نفس العام أتم ي ى لى مستوى جمهورية مصر العربية. وف حفظ القرآن كاملاً ، فجمع بي ى مجد الدنيا وعز الدنيا والآخرة. 17 َ لَّ يض و ً لَّ يؤخر أهله أبدا وإذن فالقرآن ُ ع هم، وإنما يُ قدمهم القاعدة. ي ويرفعهم، ويصل بهم إلى عنان السماء. تلك ه بالله العظيم.. لو لم ُ أحلف ي ى ختاما ً فإت تكن ْ فائدة لحفظ القرآن ى قائما ً بي ُ ئ َ ضوء غُ رفتك وقت السحر، ثم تنتصب ى لَّ أن تُ طف الكريم إ عتمة الليل من أي موضع شئت ي ى يدي ربك تثنم ُ بكلامه من حفظك ف حفظه ي ى من القرآن، لكان حريا ً بكل مسلم على ظهر البسيطة أن يَ جِ د ا ف 18 فرق ما بين الناجح والفاشل لَّ وذروة سَ نامه، فلا الذكاء، و ر النجاح الأكث ُّ ش ي المداومة ه والمتابعة المداومة وإنما الإمكانات، لَّ و المعيى ، لَّ و الموهبة، وا لَّستمرار. فرق ما بي ى الناجح والفاشل هو أن الأول بدأ وتابع، والث ي ى ات بدأ وقعد، بدأ ووقف، بدأ ومل، بدأ وتوقف بدأ وانتكس. هل تعلم أن است مرارك على حفظ وجهي ى فقط من القرآن الكريم كل يوم كفيل بجعلك حاملا ً لكتاب الله ـ تعالى ـ خلال عام واحد فقط؟ هل تتخيل ذلك؟ وجهي ى من القرآن لن يستغرقوا مع من يحفظ لأول من نصف ساعة بحال من الأحوال. نصف ساعة ر حياته أكث ي ى مرة ف واحد ٍ تجعلك ٍ تدخرها من يومك مدة عام عداد حملة كتاب الله، ي ى ف ً وتمنحك ذلك الشف العظيم، بل وسيتبف لك أيضا من العام أياما فارغة تستطيع تخصيصها للمراجعة والتمكيى . هاتفك أضعاف أضعافأضعاف ذلك الوقت، وبشكل ي طّ إنك تُ ع أصدقاءَ ك أضعاف ذلك الوقت، ي طّ مُ تكرر دون توقف، وتُ ع ي يوم التلفاز أضعاف ذلك ال ي طّ وتُ ع وقت، أ لَّ يستحق القرآن الكريم نصف ساعة فقط؟! 19 ي ى لَّ ف هائلة ما كنت تحلم بها، َ واعلم أن المداومة تُ عطيك نتائج حياتك، ي ى كافة الأشياء ف ي ى جانب حفظ القرآن الكريم وحده، وإنما ف وإليك بيان ذلك. من القرآن الكريم كفيلة بجعلك ى استمرارك على حفظ وجهي لكتاب الله ـ تع ً حاملا الى - خلال عام واحد فقط، ولزومك للحفظ والمراجعة عشة أعوام كفيلة بجعلك مصحفً ا يسث على الأرض. كل يوم ي ر استمرارك على حفظ ثلاثة أبيات من الشعر العرت ذاكرتك تثنم و تستشهد بهم ي ى من ألف بيت مستقر ف ر ستعطيك أكث وذلك خلال عام واحد فقط، وآ لَّف الأبيات خلال عشة أعوا م. اليوم للُ غة ٍ جديدة تتعلمها ستجعلك قادرا ً على ي ى ساعة ٌ واحدة ٌ ف التحدث بها خلال عام واحد فقط، وعشة أعوام تجعلك كأهلها الناطقي ى بها، وربما أتقن لها من كثث من أهلها الناطقي ى بها من لحظ ة مولدهم. من مائة ر استمرارك على قراءة ساعة واحدة كل يوم ستعطيك أكث كتاب مقروء خلال عام واحد فقط، ومئات الكتب خلال عشة أعوام. تخصصك ي ى ف يوم واحدة كل ساعة مذاكرة على استمرارك ستجعلك ضليعا ً فيه خلال عام واحد فقط، وجهبذً ا فيه خلال عشة أعوام. 20 ي ى لَّ ف انعدام الموهبة و ي ى لَّ ف نقص الإمكانات و ي ى مشكلتنا ليست ف أو المرشد، مشك ى احتياجنا للمعي ي سوسة الملل الن ي ى لتنا الحقيقية ف شي ء ما نلبث غث قليل حن ي ى عزيمتنا شيعاً ، بمجرد شوعنا ف ي ى تنخر ُ ف نتوقف! أي شي ء كائنا ً ما يكون، واستمر فيه عشة أعوام أضمن لك ي ى ابدأ ف أن تكون إماما ً فيه ومرجعاً ، فقط تغلَّ ب على الملل، وجاهد نفسك، كن للمُ ثبطات، ثم وإياك أن تر إياك وإياك أن تتوقف! ثم أهمس أذنك: بالله عليك أي شي ء أشف من القرآن الكريم تجعله وجهتك وغايتك ومشوع حياتك؟!