تقرير من اعداد مروى المحرزي الخميس 3 سبتمبر 2020 المعهد العربي للديمقراطية ال ندوة المصغرة حول " مأزق الانتقال الديمقراطي في تونس والحلول الممكنة " A r a b I n s t i t u t e F o r D e m o c r a c y ة ي ط ا ر ق م ي د ل ل ي ب ر ع ل ا د ه ع م ل ا 1 تقرير الندوة المصغّرة تقرير الندوة المصغّرة للمعهد العربي للديمقراطية حول "مأزق الانتقال الديمقراطي في تونس والحلول الممكنة" المصير - تونس العاصمة نظم المعهد العربي للديمقراطية يوم الخميس 3 سبتمبر 2020 ندوة فكرية سياسية م ص غرة في موضوع "مأزق الانتقال والديمقراطي في تونس والحلول الممكنة"، بحضور الشخصيات التالية: 1 الاستاذ سمير العبيدي : الوزير السابق والمحامي والناشط السياسي اليساري المعروف 2 الاستاذ عبد الحميد الجلاصي : الوجه القيادي البارز في حركة النهضة سابقا والناشط السياسي الاسلامي والكاتب 3 الاستاذ مهدي بن عبد الجواد : الباحث الجامعي والناشط السياسي اليساري والنقابي المعروف 4 الدكتور خالد شوكات : الوزير السابق ورئيس المعهد العربي للديمقراطية 5 الاستاذة مروى المحرزي : الناشطة المدنية ومقررة الن دوة. A r a b I n s t i t u t e F o r D e m o c r a c y ة ي ط ا ر ق م ي د ل ل ي ب ر ع ل ا د ه ع م ل ا 2 تقرير الندوة المصغّرة انقسمت اشغال الندوة المصغرة إلى محورين أساسيين: المحور الأول: تشخيص المأزق في تقديم المحور، تحدث د.خالد شوكات عن المأزق الذي وجدت تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس نفسها فيه بعد ما يقارب 10 سنوات منن الممارسنة، ملخصنا الامنر فني عبنارة "نحنن امنام ديمقراطينة غينر مقنعنة لشعبها"، ذلك ان اي ديمقراطينة لا تننج فني صنن "دولنة الرفنا لمواطنيهنا" سنتظ ديمقراطينة فاشنلة فني نظنر مواطنيها، وهو ما يفسر تنامي حدةالغضب لدى شرائ شعبية واسعة لا تع تبر الحرينة اولوينة لنديها كمنا هنو حنال النخنننننننننننننب، وجننننننننننننندت نفسننننننننننننننها امنننننننننننننام وضننننننننننننننعية اقتصنننننننننننننادية واجتماعيننننننننننننننة ومعيشنننننننننننننية صننننننننننننننعبة تتراج في أرقامها ومؤشراتها ك عام،وهو ما ساعد تيارات الردة الثورية وقوى الشنعبوية والفاشنية علنى تحقينق قدر من أهدافها والتهديد بالسيطرة على الحكم واعادة عقارب السا عة الوطنية الى الوراء. وأشار شوكات الى أ ن المنظومات الثلاث التي تقوم عليها الديمقراطية وهي الاحزاب السياسية ووسائ الاعنلام ومنظمنننننات المجتمننننن المننننندني هننننن ي الينننننوم فننننني أسنننننوأ حالاتهنننننا، فضنننننلا عنننننن كونهنننننا مخترقنننننة منننننن لوبينننننات الفسنناد والمافيننا وجماعننات المصننال الضننيقة. وأضنناف شننوكات ان العلاقننة بننين مؤسسننات الحكننم متأزمننة، وهنني البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية، وان ثقة المنواطنين فيهنا مهنزوزة، وقند ز ادتهنا تنداعيات الكوروننا تأزمنا،، وأكد شوكات على ان السياسنة فني طريقهنا النى المنوت ان لنم تقن مجابهن ة النرداءة والتفاهنة والعنودة النى المفناهيم الصحيحة التي تجع منن الشنأن العنام مرادفنا للمننت والنتيجنة. وخنتم شنوكات تقديمنه بالاشنارة النى بعن النقناط الايجابية المسجلة في المسار لع اهما سلاسنة ومدنينة وسنلمية التنداول علنى السنلطة النذي اصنب ، عرفنا ثابتنا فني تونس الديمقراط ية الفتّية، وكذلك قدرة المجتم المدني والسياسي على جعن الجمين تحنت طائلنة القنانون بمنا فني ذلك رئيس الحكومة، الذي اجبنر علنى الاسنتقالةجراء تهمنة تشنابه المصنال ، وهنو منا أ منر لا يحندث الا ننادرا فني المجال العربي الإسلامي ، وسابقة محمودة تسج لتونس. الاستاذ مهدي بن عبد الجواد تحدث عن الدور الاساسي الذي اصب يشغله اتحاد الشغ في الحياة السياسي ة خصوصا في ظ ضعف المنظومة الحزبية، وبما يتجاوز بكثير دور في الدفاع عنن منظورينه النى دور مسناهم فني تعمينق أزمنة النبلاد والديمقراطيننة احياننا، منن خنلال عرقلتنه محركننات النمنو، خصوصنا الاسنتثمار الخننارجي والتصدير، ففي ظ أزمة الشرعية التي تعاني منها منظومة الحكم، عانت جمي الحكومات تقريبا من المفاوضات الاجتماعينة غيننر المتوازنننة فني علاقتهننا بالاتحنناد. وأشننار مهندي الننى تننورط بعنن القينادات النقابيننة فيمننا اسننما ب"ا لفساد الصغير"، الشيء الذي اضعف جمي المبادرات الاصلاحية داخ المنظمة النقابية. A r a b I n s t i t u t e F o r D e m o c r a c y ة ي ط ا ر ق م ي د ل ل ي ب ر ع ل ا د ه ع م ل ا 3 تقرير الندوة المصغّرة الاستاذ سمير العبيدي أكد في مداخلته على ان الأزمة سياسية بامتياز، وان الثورة هي"ثورة ديمقراطية" ما كانت لتحص لو ان النظام السابق وس هامش الحرية وأتاح الفرصة للتيار الاصلاحي داخله لبلوغ مراميه، غير ان الإصلاحيين كانوا للاسف الشديد الحلقة الأضعف قياسا بسطوة المحافظين، وهو ما دف الأحداث للاتجا نحو حالة راديكالية ث ورية تتفق م اتجاهات التاريخ الانساني المناهضة للتسلط والديكتاتورية.وأضاف العبيندي بان "السي اسة هي صراع على السلطة او صراع داخ السلطة"، وانه لم يكن هناك من الاحزاب السياسية من هو مستعد لهذا الصنراع عنند نجناح الثنورة فني 2011 سنوى حركنة النهضنة بالدرجنة الاولنى، والحنزب النديمقراطي التقدمي بزعامة نجيب الشابي بدرجة اق بكثير، وقد تسبب هذا الاختلال في التوازن وما يزال في هذاالانفلات الذي نرا ، انفلات بدأ في الشارع ثم انتهى إلى مؤسسات السلطة. الاستاذ عبد الحميد الجلاصي قال في هذا الصدد "إنه لم يكن خائفا سنة 2011 لكنّه اليوم خائف جدّا،"، وقال ايضا:" ان مشكلة البلاد ما تزال "مشكلة قيادة" بالدرجة الاولى، وان وض تونس كان جيّد،ا ومقبولا ويمكن تفهمه الى غاية 2016 ، وتحديدا التاريخ ال ذ ي سقطت فيه حكومة الحبيب الصيد، وان الانحراف الكبير الذي كان سياسيا ودستوريا انطلق منذ تولي الشاهد السلطة، مشيرا هنا الى الخطأ في التقندير النذي ارتكبنه حينهنا النرئيس الباجي قائد السبسي، الذي كان برأيه "شخصية ديمقراطية ولكن منن الطنراز القنديم"، كمنا ان حركنة النهضنة لنم تتخلص بعند منن هواجسن ها ومخاوفهنا. وقنال الجلاصني كنذلك: " ان التوافنق لنم يكنن خينارا سناعتها بن ضنرورة، ان الامور كانت من الناحية النظريةجيدة ولكنها من الناحية العملية وا لتطبيقية لم تكن كذلك، وكانت تواجهها العديد من العراقين المتعلقن ة بالمفناهيم السنائدة والصنراعات الأيديولوجينة القديمنة. وذكّنر الجلاصني بإحندى المفارقنات المعبّرة عن مأزق الديمقراطية في تونس، "ففي جلسة تجديد الثقة في الحبيب ا لصيد، قال له النواب انت جيد لكن عليك ان تغادر"، "أما في جلسة من الثقة لهشام المشيشي فقد قال له النواب انت سيّ ء ولكننا نريدك ان تبقى"، وهذ أوجه حالة الانفصام التي تكرس أزمة القيادة المشار اليها في المقدمة. وقال الجلاصي في خاتمة مداخلته ان حالة عدم الاستقرار تسم اليوم وض اهم لاعبين في ا لحياة العامة وهما النهضة والاتحاد، منوها أن كليهمنا يقنف امام استحقاق المؤتمروواق تحت تأثير القوى الرافضة للإصلاح داخلهما مشيرا الى ان المراهنين من جانب اخر علنى ان رئنيس الجمهورينة سنيقب بارتنداء جبّنة الرئاسننة مخطئنون تمامنا فني تصننورهم ذلنك اننه رجن مسننكون بالمؤامرا ت،كمننا هننو تصننورهم الخنناط للمؤسسننة التشننريعية حيننث تحننول البرلمننان للاسننف الشننديد إلننى سنناحة للمتطرفين منن كلجاننب، وان ثنائينة الشنيخععبير المفيندة لكليهمنا هني احندى التعبينرات الواضنحة لازمنة التجربنة البرلمانيننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننة الراهنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننة،وان عبيننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننر موسنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننني قامت بجر الجمي تقريبا الى مربعها، اي مرب الشعبوية. محذِرا في النهاية من النزعة العبثية التني تندف أطرافنا A r a b I n s t i t u t e F o r D e m o c r a c y ة ي ط ا ر ق م ي د ل ل ي ب ر ع ل ا د ه ع م ل ا 4 تقرير الندوة المصغّرة كثينن رة فننني السننناحة النننى تفضننني وجنننود "حكومنننة ضنننعيفة"، وهنننو منننا سنننيقودنا إلنننى "منننوت السياسنننة"و حلنننول منطق "المغالبة" بدل "التوافق" كمدخ لضرب تجربة الانتقال الديمقراطي وافشالها. المحور الثاني: الحلول الممكنة للمأزق الدكتور خالد شوكات في تقديمه لهذا المحور تحدث عن ضرورة التمسك بتقديم مبادرات الح وخرائط الطريق منن قبن الأطنراف المشنتغلة علنى التفكينر والاهتمنام بنجناح تجربنة التحنول النديمقراطي فني تنونس،رغم الإحباطننننات والابننننواب المغلقننننة والعلاقة المضننننطربة بننننين مؤسسننننات الحكننننم و مراكننننز الأبحنننناث والدراسننننات الاسننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننتراتيجية، فلننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننو غننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننرق المركب لا قدر الله سيغرق بالجمي ولن تتاح فرصة اخرى للبلاد التي تهددها الفوضى والرِ ّ دة الا بعد عقود ربما. وشبّه شوكات المخارج الممكنة من المأزق بم ن يريد "تخليص الحرير من كومة اشنواك"، ذلنك ان الوضن شنديد الحرج والتعقيد، ولكن هذا الوض على سوئه لا يعدم الح ولا يقط الام . وجدد رئيس المعهد اقتراحه بان يبدأ الاصلاح من توافق القوى السياسية، خصوصا الممثلة منها في البرلمنان، علنى إصنلاح النظنام الانتخنابي لتمكنين البلاد من أغلبية حاكمة مستقرّ ة وقوية قادرة على إصلاح الأوضاع الاقتصادية واطلاق المشروع التنموي، مشيرا الى ان مرحلة حكومة التكنوقراط التي بدأت لتوّ ها وفيما لو استمرت سنتين فقط قد تمن الفرصة للأحزاب للقيام بهذ الوظيفة الاصلاحية والاستعداد الجيد للاسنتحقاقات الانتخابينة القادمنة واسنتكمال تركينز الهيئنات الدسنتورية وعلى رأسها المحكمة الدستورية. الاستاذ سمير العبيدي أكد على ضرورة تجاوز البلاد لحالة الأحزابعالدكاكين التي ساهمت في تعميق أزمة الطبقة السياسية، مشيرا ال ى انه لا مناص من تعندي القنانون الانتخنابي كمندخ لاصنلاح النظنام السياسني، وذلك باعتماد آليتين على الاق "العتبة" لمن التشتت وحظر "السياحة البرلمانية" لفرض الاستقرار في المؤسسة التشنريعية. وقنال العبيندي ان منن مننن أسنماهم ب"ساسنة الصندفة" وعننديمي الشنرعية عبنر الاليننات القانونينة والانتخابية سيساهم بلا شك في تنقية الأجواء السياسية ومحاربة النرداءة والتفاهنة التني تقنف وراء تعثنر تجربنة الديمقراطية الفتّية وإلحاق الاذى الكبير بالدولة الوطنية. الاستاذ مهدي بن عبد الجواد قال ان الحلول الممكنة في المدى المنظور على الاق تكمن في البدء بتنقي المراسيم المؤقتة التي عادت فاقدة للجدوى والصلاحية، ب ضارة جدا بالحياة السياسية، تلك التي جرى تشريعها على عج سنة 2011 ، والخاصة بالأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام وغيرها. كما دعا مهدي الى مراجعة A r a b I n s t i t u t e F o r D e m o c r a c y ة ي ط ا ر ق م ي د ل ل ي ب ر ع ل ا د ه ع م ل ا 5 تقرير الندوة المصغّرة المفناتي الثلاثنة للعملينة السنلطوية، ممثلة فني الحنق فني تأوين الننص والسنلطةالتي تقنوم بتأوين الننص والسنلطة التي تسهرعلى نشر ذاك التأوي ، وذلك من خلال الإسراع بتركيز المحكمة الدسنتورية وبقينة الهيئنات حتنى ينتم التخفيف من الاثارالسلبية لسلوك رئيس الجمهورية. أما المداخلة الختامية للاستاذ عبد الحميد الج لاصي في هذا المحور الختامي، فقد ركز من خلالها على بيان الاثار الوخيمة لتهميش التيارات المعتدلة في العائلة الدستورية، وما يعنيه ذلك من فت المجال امام التيارات الفاشية والإقصنائية داخن هنذ العائلنة العريقنة. ودعنا الجلاصني فني هنذا السنياق النى أهمينة اسنتكمال المصنالحة الوطنينة ورفن المعانناة التني تعيشنها ظلمنا العديند منن القينادات الدسنتورية، خصوصنا الإدارينة والقضنائية منهنا. كما دعا الى تعبئة الجهود لاستعادة الثقة بنين العنائلات السياسنية العريقنة لتجناوز المخناوف والهنواجس، وهنو منا يترجمنه الصنراع علنى وزارتني الداخلينة والعندل، بندل التننافس حنول النوزارات الخدمينة والتنموينة، كمنا نصن بانخراط الأطراف القادرة في مسار تهدئة العلاقة بين مؤسسنات الحكنم، خصوصنا بنين الرئاسنة والبرلمنان حتنى يمكن للحكومة تمرير الاصلاحات الضرورية المطلوبة.