1 2 3 4 " و لنا مع الحرف حلم" https://www.facebook.com/groups/7elmhon / 5 أ للباحثين عن ال نس والصأ حبة.. 6 هذا العمل شرقي الملامح مصري الهوى ليس للقراءةِ ! هو مأ هدى إلى قلوبكم سوف يَطرق أ أبوابها أ يَقتحم حجراتها يَنبش أ مواطن َ الذكرى 7 الحنين.. اللم إذا ما أردتم ؛ َ أتمّ وا الصحبة أو.. اهربوا مِ ن ْ الآن! المؤلفة 8 َ هل وقفت يومً ا على حافة الفق.. تر اقب انغماس الشفق بين أحضان العتم؟ هل فكرت يومً ا.. ماذا لو كانت شمس النهارهي الحقيقة الخرى لروحك؟!.. 9 " الإسكندرية " صيف 1992 عادة ما يبدأ الانطلاق بعد الشروق بساعتين.. يصطحب كل فرد ٍ منهم فوق كتفه مقعدً ا قابلاً للطي، قنينة ماء باردة، شطائر للصغار، فاكهة الموسم مع جريدة اليوم لتسلية الكبار، خمسة أمتارتقطعها القدام الكبيرة المتأنية والصغيرة الراكضة من الشاليه الخاص الو اقع بمنطقة العجمي حتى يتمركزون فوق بقعتهم الثيرة أمام الشاطىء القريب.. عمله فوق آلة البلدوزر لكثر من عشرين عامً ا يجرف الراض ي الصحراوية الواسعة عاد عليه بالشياء النا فعة، منها هذا المبنى السكني الصغير والذي ناله بمبلغ زهيد، اعتبره "منصور الشيمي" آنذاك صفقة رابحة، أن يصطحب امرأته وأطفاله الخمسة وبعض المقربين من الهل في عطلة صيفية إلى هذه 10 البقعة ليام يتبادلون فيها ذكرى الماض ي ويغزلون أخرى للمستقبل هي حتمً ا صفقة رابحة ل رجل ٍ يأقدس معنى العائلة ومواثيق الدم.. أورث أبناءه تلك المواثيق والعادة السنوية جوارحِ صَّ ة ٌ من تَرِكة أغنتهم شر العوز وسهلت عليهم عيش حياة كريمة بعد أن فاضت روحه للسماء. الابن الوسط بين الذكور يقوم بتثبيت الشمسية الكبيرة محذرًا بهتاف ٍ عال ٍ الراكض نحو الم ياه دافعًا بجسده بين زبدها عنوةً : - ما تبعدش يا عزيز.. يقول هذا محركًا رأسه يمنة ً ويسرةً ، يعرف أن ولده صاحب الستة عشر ربيعًا لم يسمعه من الساس، يعود إلى مقعده محدثًا شقيقه الكبر وأنظاره تحط فوق الجريدة العالقة بين أصابعه منذ حين: 11 - الجرنال ده هيركبك المرض.. - ماتستعجلش، مبارك ناوي يقصف عمرنا قبل الوان.. يسخر"محمود" في صمت وينصاع "حامد" طاويًا الجريدة حتى تسمع خشخشة الورق قبل أن يلقي َ بها جانبًا مستاء ً من حال البلاد الذي لا يتغير، بل يزداد سوءً ا مع لعنة المحسوبية والواسطة التي تطفح في كل شبر م ن أرض الوطن، فمعدل البطالة يرتفع بشكل مفزع والقصور القائم في غالبية القطاعات ينبأ عن خراب آت ٍ لا محالة.. في عودته يصطدم بصره بجسد فتاته المنكمش حيث تقف عند حافة المياه، بالكاد تغمر أقدامها، تخش ى التقدم أكثر، صبية أتمت عمرها الرابع عشر قبل أيام، خصلاتها كثي فة حالكة السواد تعدت منطقة الخصر بإنشات قليلة، ابنة أبيها التي حازت بمفردها و نيابة ً عن أشقائها الثلاث على ملمح الوجه 12 وقمحية البشرة فكانت وحدها الشبيه وكان لها الحبيب الولي، يدفعها كعادته حتى تكسرحاجزالرهبة والخوف: - انزلي يا دهب ماتخافيش.. على مهل استد ارت نحوه بجسدها، كفاها يتعانقان أسفل ذقنها، أصابع أقدامها تقبض على حبات الرمل فترتعد فرائصها دون بلل حقيقي، تهتف بعلو حتى تصله كلماتها من بقعتها أمام الصفحة الزرقاء: - كبيرقوي يا بابا، هغرق!.. ما إن تممت جملتها حتى كان جسدها النحيف يطير في الهواء ويقذف به نحو العمق، غمرت المياه جسدها الملقى عرضيًا، رفست ولكمت، كل حركاتها الخرقاء تمت تحت قهقهة ضحكاته، أخذ يعينها حتى تعدل من وضعها، يثبتها فوق الرضية الهلامية، خصلاتها المبتلة تلتصق بوجهها، بالكاد لفظت أنفاسها حين اتزن عودها لتصيح فيه من خلف غشاوة 13 العبرات وا لخصلات وهي على يقين تام أن لا أحد غيره يأقدم على مثل هذه الفعال الخرقاء: - عزيزيا متخلف!.. لا تدري ارتطام كفها طال صفحة وجهه أم كتفه، أزاحت شعرها عن وجهها ومازالت رؤيتها مشوشة، لا تشعربغيرملوحة شديدة تملأ حلقها وتؤلم عينيها، تزلزلت ركبتيها خوفً ا، تشهق وتنتفخ أوداجها في بوادر بكاء بينما تدور برأسها حيث يجلس أبوها تسأله النجدة بنداء متهدج: - يا بابا!.. لا تصلها غير إشاراته وعمها التي تعني اهزمي خوفك واستمتعي، هدأت ضحكاته الشريرة ويداه تمسكان بساعديها، يعيدها إليه في سخرية تليق بسماجة قوله: - بطلي جبن بقى. 14 تصرخ فيه بقوة متأرجحة بين الثبات والانهيار فيعنفها بعبث مغيظ: - احترمي نفسك وإلا هسيبك تغرقي.. تبرق عيناها في هلع، تغرز أصابعها العشرة في لحم أكتافه المكشوفة محذرة: - لو سيبتني هقتلك!.. ترى زبد الموج يعلو ويقترب، تختصر كل الفراغ في قرب بالكاد أباح للهواء العبوربين جسديهما وقد غلب ذعرها وعيها، تطلق صرخاتها المتقطعة بقوة وازت ركل المياه في تخبط وصياح شفاها المرتعشة: - جاية، جاية!.. يطلق قهقهة مرتفعة مقررًا إنقاذها قبل أن تقتلها الموجة، يدور بها فيتلقى الضربة بظهره فلا تصيبها غير جرعة أخرى من الملوحة عبرت ف مها.. ينصحها ضجرًا: 15 - اقفلي بوقك يا غبية.. لا يترك المجال لوعيها بالعودة، يأخذها على حين غرة في حديث يهزم به خوفها ويسحبها دون أن تشعرللداخل أكثرفأكثر: - على فكرة شكلنا مش لطيف وأنت ِ مكلبشة في َّ كده.. نالت أنوثتها حديثة العهد انتفاضً ا دون ترك ٍ كاملٍ ، تمت مت تواري خجلاً طفح فوق وجنتيها و زارعينيها: - عادي على فكرة احنا أخوات.. - عارف، بس بابا و عمو دماغ قديمة وهايصدعونا بأسطوانة أنتوا كبرتوا والكلام الفاض ي ده.. - أمال لو شافتنا تيتة؟.. - فيها عقاب دي يا هانم.. - يا خبر!.. 16 شعرت بتلاش ي الرمال من تحتها، لحظتها وعت له بفزع، تلف رأسها دفعة واحدة، ترمق المسافة من خلفها فتجد أنها قطعت أشواطًا دون أن تشعر، وأن أبيها واليابسة ابتعدا بالقدر الذي يعجزها عن العودة بمفردها، عادت له دون أن تجد رغبة في حديث، فقط ترمقه بلوم وجزع استقبله ب جدية وهدوء هذه المرة، ذراعاه يقربانها منه في دواعي طمأنينة: - دهب اهدي، أنا مش هاسيبك تغرقي، بص ي عبلة مبسوطة ازاي؟ مش معقول يعني كل مرة هتقض ي الجازة على البلاچ.. دارت برأسها تفتش عن ابنة العم وشقيقة هذا الذي يحادثها _كمسئول قرراليوم أن يهزم أشد مخاوفها_ وجدتها تطفو فوق سطح المياه دون حراك كأنما تنال غفوة في ساعة عصاري، غفوة قطعها هذا الذي يقابلها بهتاف ٍ عالٍ : - تعالي شوفي الجبانة دي يا عبلة.. 17 والطافية فوق سطح الماء في لحظة استجمام خاصة تزمجر في اعتراض لقطع خلوتها أولاً ومحاولة إثارة غيظها بما هومنسوب إل يها ثانيًا: - بيللا يا حيوان.. أناملها تحكمت في ذقنه، تديروجهه ليعود إليها، تترك جسدها يطفو بمساعدة يديه المحيطة بخصرها مقررة عن الغائبة في الجوار: - بس بيللا بتحب البحر.. - وأنتِ ؟ مش بتحبيه.. - بحبه من بعيد، لما أنزله بخاف.. لم يعلق، كان يحملق فيها بترك يز كبير، سألته تقطع تركيزه وقد أثارريبتها: - في إيه؟.. 18 - دي أول مرة آخد بالي.. - من إيه؟.. - من عينيكِ ؛ أصلهم حلوين قوي وبيلمعوا في الشمس.. - بكر!.. همست اسمه بارتياع، اقتحام شقيقها الكبرلعزلتهما البحرية شتت فكرها، بعثرخجلها تحت سطوة هيبة حضوره وجعلها في وضع تلبس دون أن تدرك خطأها فعليًا، كانت نبرته الخشنة الجشة تناسب العشرين عامً ا لعمره، ونظرته الحادة تصيب الفتى الغربتحذيرمبطن: - إياك ترخم عليها تاني.. حملها "بكر" فوق ظهره و راح يشق العباب عائدً ا بها حيث اليابسة، غافلا ً عن أن فتاته الصغيرة تلقت للتو .. مغازلتها الولى. 19 ●●● انتهت من مضغ آخر قضمة من شطيرة السجق الملوثة بالرمال ثم قررت الانضمام لبناء عمها تشاركهما بناء القلعة الرملية، التوأم ذو العاشرة وهي "ندى" ابنة الثامنة عادة مايشكلون فريقً ا جيدً ا للعب، تنفض كفيها الصغيرين وتجاورهما، تجلس القرفصاء و تقرردون دعوة: - هلعب معاكم.. - روحي هاتي ماية.. تجعد جبينها، تحتج في وجه هذا الذي دومً ا ما يمنحها الدور الشاق: - يوه! هو كل مرة أنا؟.. سرعان ما تقترح بديلا ً ممكنًا بحركة كتفين امتزج فيهما الدلال بطبيعة: - خلي بودي.. 20 عندها يتدخل "عبدالرحمن" معترضً ا بفظاظة: - ماليش دعوة أنا بحفر.. تذهب على مضض، أثناء عودتها الراكضة بِسَ طْل ِ الماء يسقط نصف ما فيه فوق صدرها فيغرق ثوب السباحة خاصتها، يفتش بصرها عن أبيها فتجده مستمتعًا بالسباحة برفقة شقيقتها، لحظتها تقررإدارة الدفة ناحية عمها الكبير، تقدم له شكوا ها في ولديه، تقلب شفتها السفلى حتى تجيد افتعال الحزن ببحتها والقسمات: - كل مرة يعذبوني يا عمو.. - دول ولاد كلب هربيهم دلوقتِ .. يهتف "عبدالله" محتدً ا ومحتجً ا على ادعائها الزائف: - ماحدش قالها تلعب معانا.. يؤازره توأمه بقانون هو من أنشأه في هاته اللحظة: