هِ جْ رَ ة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ مِ ن ْ حَ يَاة ِ الرَّ سُ ول ِ )٣( تأليف كامل كيلاني هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ كامل كيلاني الناشر مؤسسة هنداوي المشهرة برقم ١٠٥٨٥٩٧٠ بتاريخ ٢٦ / ١ / ٢٠١٧ يورك هاوس، شييت ستريت، وندسور، SL4 1DD، المملكة المتحدة ٨٣٢٥٢٢ ١٧٥٣ )٠( ٤٤ + تليفون: hindawi@hindawi.org البريد الإلكتروني: https://www.hindawi.org الموقع الإلكتروني: الكتاب عن آراء مؤلفه. ِّ إن َّ مؤسسة هنداوي غير مسئولة عن آراء المؤلف وأفكاره، وإنما يعبر تصميم الغلاف: ليلى يسري الترقيم الدولي: ٠ ١٧٨٤ ٥٢٧٣ ١ ٩٧٨ صدر هذا الكتاب في تاريخ غير معروف. صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٩. جميع حقوق النشر الخاصة بتصميم هذا الكتاب وتصميم الغلاف مُرَخَّ صة بموجب رخصة المشاع الإبداعي: نَسْ ب ُ المُصنَّ ف، الإصدار ٤٫٠. جميع حقوق النشر الخاصة بنص العمل الأصلي خاضعة للملكية العامة. هِ جْ رَ ة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ ( هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة 1 ) ِ ( مِ ن َ الْخُ لُق ِ الْفَ اضِ لِ : الْوَفَاء ُ بِالْوَعْ د 1 - 1 ) – مَ رْحَ بًا بِكَ، يَا »رَشَ ادُ«. – مَ ا أَعْ جَ ب َ وَفَاءَك َ بِمَ وْعِدِكَ! – لَم ْ يَتَقَ دَّ م ْ عَ ن ْ مَ وْعِدِه ِ لَحْ ظَةً . – وَلا َ تَأَخَّ رَ! َ هَ ذَا، يَا صَ دِيقَ يَّ ؛ فَقَ د ْ أَجْ مَ عَ ت ْ أَدْيَان ُ الْعَ الَم ِ عَ امَّ ةً ، وَدِينُنَا خَ اصَّ ةً ، عَ لى ِ – لَسْ ت ُ بِبِدْع ٍ في الْفَ ضَ ائِل ِ صِ دْق َ الْوَعْ دِ، وَالْوَفَاء َ بِالْعَ هْ دِ. ِ الْفَ ضَ ائِلِ ، وَجَ عَ لَت ْ عَ لى َ رَأَس ِ الترَّ ْغِ يب ِ في – صَ دَقْت َ يَا »رَشَ ادُ«، فَإِن َّ مَ ن ْ لا َ وَفَاء َ لَه ُ لا َ دِ ين َ لَهُ. ٌ ( آيَة ُ الْمُنَافِ ق ِ ثَلاَ ث 2 - 1 ) – أَلَم ْ يَقُ ل ِ الرَّ سُ ول ُ ﷺ: »آيَة ُ الْمُنَافِ ق ِ ثَلاَ ثٌ : – إِذَا حَ دَّ ث َ كَذَبَ . – وَ إِذَا وَعَ د َ أَخْ لَفَ . – وَ إِذَا اؤْتُمِ ن َ خَ انَ .« ضَ بْط ِ مَ وْعِدِنَا، وَقَد ْ أَوْجَ بَه ُ دِ ينُنَا عَ لَيْنَا أَوَّ ل َ مَ ا أَوْجَ بَ ؟ ِ – فَكَيْف َ نَتَهَ اوَن ُ في هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ ( وَاشِ نْجِ طُن ُ وَالْوَفَاء ُ بِالْوَعْ د 3 - 1 ) – لَقَ د ْ ذَكَّ رَنِي حَ دِيثُك َ بِطُرْفَة ٍ سَ مِ عْ تُهَ ا عَ ن ْ »وَاشِ نْجِ طُنَ «: مُحَ رِّ ر ِ »أَمْ رِ يكَا«. – لَعَ لَّ ك َ تَعْ نِي قِ صَّ تَه ُ مَ ع َ كَاتِبِهِ. – لَسْ ت ُ أَعْ نِي غَيرْ َهَ ا. – قُصَّ هَ ا عَ لَيْنَا، يَا »صَ لاَ حُ «. دَقَائِق َ عَ ن ْ مَ وْعِدِهِ، فَلَمَّ ا َ – لَك َ مَ ا تُرِ يدُ، يَا »سَ عِ يدُ«: تَأَخَّ ر َ كَاتِب ُ »وَاشِ نْجِ طُنَ « خَ مْ س سَ أَلَه ُ عَ ن ْ سَ بَب ِ تَأَخُّ رِهِ، تَعَ لَّ ل َ بِاخْ تِلاَ ل ِ سَ اعَ تِهِ . أَتَعْ رِف ُ مَ اذَا صَ نَعَ، يَا »سَ عِ يدُ«؟ – نَهَ اه ُ عَ ن ِ الْعَ وْدَة ِ إِلى َ مِ ثْلِهَ ا. – وَلَكِن ْ بِأَي ِّ أُسْ لُوبٍ ؟ – مَ اذَا قَالَ؟ – الْتَفَ ت َ إِلى َ كَاتِبِه ِ عَ ابِسً ا، وَقَال َ لَه ُ مُنْذِرًا: »إِمَّ ا أَن ْ تُغَ ير ِّ َ سَ اعَ تَكَ، وَ إِمَّ ا أَن ْ نُغَ يرِّ َكَ.« الْبَلِيغَ! َ – لَيْت َ رِفَاقَنَا جَ مِ يعً ا يَحْ فَ ظُون َ هَ ذَا الدَّ رْس ِ الأْ ُسْ بُوع ِ الْمَ اضي ِ حَ دِيثَكَ، يَا »رَشَ ادُ«، في َ – لَم ْ نَنْس َ – وَقَد ْ خَ رَجْ نَا مِ نْه ُ بِفَ وَائِد َ لا َ تُحْ صى – إِن َّ تَبَادُل َ الرَّ أْي ِ خَ ير ْ ُ مِ عْ وَان ٍ عَ لى َ جَ لاَ ء ِ الْحَ قَ ائِق ِ التَّ ارِ يخِ يَّ ةِ. – وَغَير ْ ِ التَّ ارِ يخِ يَّ ةِ. – عَ لى َ جَ لاَ ء ِ الْحَ قَ ائِق ِ كُلِّ هَ ا، أَيٍّا كَان َ لَوْنُهَ ا. الْهِ جْ رَةِ. ِ في ُ – كُنَّ ا قَبْل َ حُ ضُ ورِك َ نَتَنَاقَش ِ ( عَ دَد ُ الْهِ جْ رَات 4 - 1 ) ِ تَعْ نِيَانِ ؟ ْ – أَي َّ الْهِ جْ رَتَين – أَهُ نَاك َ هِ جْ رَتَانِ ؟ – هِ جْ رَتَانِ ، إِن ْ شِ ئْتُمَ ا، أَو ْ ثَلاَ ثٌ . – أَي ُّ مَ شِ يئَة ٍ لَنَا فِ يمَ ا سَ لَف َ مِ ن ْ حَ وَادِ ث ِ التَّ ارِ يخِ ؟ – وَهَ ل ْ تَتَغَ ير َّ ُ وَقَائِع ُ التَّ ارِ يخ ِ وَفْق َ مَ شِ يئَاتِنَا وَأَهْ وَائِنَا؟ 6 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – كَلاَّ ، وَلَكِن ْ تَخْ تَلِف ُ وِ جْ هَ ات ُ النَّ ظَر ِ إِلَيْهَ ا. – أَتَعْ نِي أَن َّ هُ نَاك َ أَكْثَر َ مِ ن ْ هِ جْ رَتَينْ ِ ؟ – لا َ ضَ ير ْ َ إِذَا قُلْنَا: إِنَّ هَ ا ثَلاَ ث ُ هِ جْ رَاتٍ . – أَلْغَ از ٌ لا َ تُفْ هَ مُ! الْوُضُ وحِ ! ِ – بَل ْ حَ قَ ائِق ُ تَارِ يخِ يَّ ة ٌ غَايَة ٌ في – إِمَّ ا أَن َّ هُ نَاك َ هِ جْ رَتَينْ ِ ، وَ إِمَّ ا ثَلاَ ثًا! ِ الْقَ وْل ِ ْنَاهُ، أَو ْ ثَلاَ ث ٌ إِذَا تَوَخَّ يْنَا الدِّ قَّ ة َ في َ – هُ مَ ا هِ جْ رَتَان ِ إِذَا أَوْجَ زْنَا الْقَ وْل َ وَاخْ تَصر وَفَصَّ لْنَاهُ. – أَتَعْ نِي أَن َّ الرَّ سُ ول َ قَد ْ هَ اجَ ر َ ثَلاَ ث َ مَ رَّ اتٍ ؟ – لَم ْ يَخْ طُر ْ لي ِ ذَلِك َ عَ لى َ بَالٍ ! – إِنَّ هُ مَ ا هِ جْ رَتَان ِ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «، وَهِ جْ رَة ٌ إِلى َ »الْمَ دِينَةِ «. – أَتَعْ نِي أَن َّ الرَّ سُ ول َ قَد ْ هَ اجَ ر َ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ « مَ رَّ تَينْ ِ ، قَبْل َ أَن ْ يُهَ اجِ ر َ إِلى َ »الْمَ دِينَةِ «؟ – مَ ن ْ قَال َ إِنَّ نِي أَعْ نِي ذَلِكَ؟ – أَلَسْ ت َ تَقُ ولُ: إِنَّ هُ مَ ا هِ جْ رَتَان ِ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «، وَهِ جْ رَة ٌ إِلى َ »الْمَ دِينَةِ «! – بَلىَ ؛ فَقَ د ْ هَ اجَ ر َ الصَّ حَ ابَة ُ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ « مَ رَّ تَينْ ِ ، قَبْل َ أَن ْ يُهَ اجِ ر َ الرَّ سُ ول ُ إِلى َ »الْمَ دِينَةِ «. – وَلَم ْ يُهَ اجِ ر ِ الرَّ سُ ول ُ ﷺ مَ عَ هُ م ْ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «؟ ( لِمَ اذَا هَ اجَ ر َ الْمُسْ لِمُون َ إِلى َ الْحَ بَشَ ةِ ؟ 5 - 1 ) – بَل ْ نَصَ ح َ لَهُ م ْ بِالْهِ جْ رَة ِ إِلَيْهَ ا، حِ ين َ اشْ تَدَّ ت ْ عَ لَيْهِ م ْ أَذِ يَّ ة ُ »قُرَيْشٍ «. – نَصَ ح َ لِكُل ِّ مَ ن ْ مَ عَ ه ُ مِ ن َ الصَّ حَ ابَةِ؟ – نَصَ ح َ لأِ َكْثَرِهِ مْ، بَعْ د َ أَن ِ اشْ تَد َّ عَ لَيْهِ م ْ ظُلْم ُ »قُرَيْشٍ «؛ لِيَنْجُ وا مِ ن ْ إِيذَائِهِ م ْ وَاضْ طِ هَ ادِ هِ مْ. ( لِمَ اذَا اخْ تَارُوا الْحَ بَشَ ةَ ؟ 6 - 1 ) – وَلِمَ اذَا اخْ تَار َ لَهُ م ُ »الْحَ بَشَ ةَ «؟ – كَان َ مَ لِكُهَ ا مَ عْ رُوفًا بِالْعَ دْلِ . 7 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – أَتَعْ نِي »النَّ جَ اشيِ َّ «؟ الظَّ الِمِ ينَ. ِ عَ دْلِه ِ مَ أْمَ نًا لَهُ م ْ مِ ن ْ بَطْش ِ – صَ دَقْتَ ، وَكَان َ الْمُضْ طَهَ دُون َ يَجِ دُون َ في – الآْ ن َ ذَكَرْتُ ، يَا »رَشَ ادُ«، مَ ا قَالَه ُ أُسْ تَاذ ُ التَّ ارِ يخِ . – مَ اذَا قَالَ، يَا »سَ عِ يدُ«؟ ْ َ مُسْ لِمً ا وَأَرْبَع َ مُسْ لِمَ ات ٍ هَ اجَ رُوا مِ ن ْ »مَ كَّ ةَ « إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «، فِ رَارًا مِ ن َ – إِن َّ أَحَ د َ عَ شر عَ سْ ف ِ »قُرَيْشٍ « وَطُغْ يَانِهَ ا. – أَذَلِك َ مَ ا تَعْ نِيه ِ بِالْهِ جْ رَة ِ الأُْولىَ ؟ – لَسْ ت ُ أَعْ نِي سِ وَاهُ. – فَكَم ْ لَبِثُوا فِ يهَ ا؟ – ثَلاَ ثَة َ أَشْ هُ رٍ . – وَ إِلى َ أَيْن َ ذَهَ بُوا بَعْ د َ ذَلِكَ؟ – عَ ادُوا مِ ن ْ حَ يْث ُ جَ اءُوا. – عَ ادُوا إِلى َ »مَ كَّ ةَ «؟ .« َنَعَ مْ، إِلى َ »مَ كَّ ة – – فَكَيْف َ عَ ادُوا؟ – غَلَبَهُ م ُ الْحَ نِين ُ إِلى َ وَطَنِهِ مْ، وَشَ جَّ عَ هُ م ْ عَ لى َ ذَلِك َ مَ ا نَمَ ا إِلَيْهِ م ْ مِ ن ْ أَنْبَاء ٍ سَ ارَّ ةٍ. – أَي ُّ أَنْبَاءٍ؟ – سَ مِ عُ وا أَن َّ »قُرَيْشً ا« كَفَّ ت ْ أَذَاهَ ا عَ ن ِ الرَّ سُ ول ِ وَأَصْ حَ ابِهِ، بَعْ د َ أَن ْ أَسْ لَم َ »عُ مَ رُ«؛ فَعَ ادُوا إِلى َ وَطَنِهِ م ْ مُسْ تَبْشرِ ِ ينَ . – كَيْف َ جَ ازَت ْ عَ لَيْهِ م ْ هَ ذِه ِ الْحِ يلَةُ؟ – أَتَذْكُرَان ِ قَوْل َ الشَّ اعِ رِ : هُ! قَ دِي دُوٍّا صَ ب ْ عَ سَ حْ رِب ْ يَ تَ غْ َن ْ ي وَمَ وَطَنِهِ مْ؟ ِ – فَهَ ل ِ اسْ ترَ َاحُ وا في – بَل ْ زَاد َ شَ قَ اؤُهُ م ْ فِ يهِ. – فَعَ ادُوا إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ « مَ رَّ ة ً أُخْ رَى؟ 8 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ ( الْهِ جْ رَة ُ الثَّ انِيَة ُ إِلى َ الْحَ بَشَ ة 7 - 1 ) – وَصَ حِ بُوا مَ عَ هُ م ْ جَ مَ اعَ ة ً آخَ رِ ينَ . الْهِ جْ رَة ِ الثَّ انِيَةِ؟ ِ – زَاد َ عَ دَدُهُ م ْ في – كَانُوا زُهَ اء َ مِ ائَتَينْ ِ . – وَاتَّ خَ ذُوا »الْحَ بَشَ ةَ « دَارًا لَهُ مْ؟ – تَرَكُوهَ ا بَعْ د َ أَن ِ اسْ تَقَ رَّ ت ِ الأَْحْ وَالُ. – عَ ادُوا إِلى َ »مَ كَّ ةَ « مَ رَّ ة ً أُخْ رَى؟ – هَ اجَ رُوا إِلى َ »الْمَ دِينَةِ «. – بَعْ د َ أَن ْ هَ اجَ ر َ إِلَيْهَ ا الرَّ سُ ول ُ ﷺ. – لَسْ ت ُ أَدْرِي: كَيْف َ غَفَ لَت ْ »قُرَيْشٌ « عَ نْهُ مْ؟ كَيْف َ تَرَكَتْهُ م ْ يَفِرُّ ون َ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «؟ »قُرَيْشٌ « أَن ْ يَنْشرُ ُوا الإْ ِسْ لاَ م َ فِ يهَ ا، إِذَا أَمْ كَنَتْهُ م ْ مِ ن َ الْهِ جْ رَةِ؟ َ – أَلَم ْ تَخْ ش أَن ْ تَزْدَاد َ قُوَّ تُهُ مْ، وَيَسْ تَفْ حِ ل َ أَمْ رُهُ م ْ إِذَا خَ لا َ لَهُ م ُ الْجَ وُّ ؟ َ – أَلَم ْ تَخْ ش – لَم ْ تَغْ فُ ل ْ »قُرَيْشٌ « عَ ن ْ هَ ذَا. – فَمَ ا بَالُهَ ا يَسرَّ َت ْ لَهُ م ْ أَسْ بَاب َ الْهِ جْ رَةِ؟ الْعَ كْسِ ، تَبُث ُّ حَ وْلَهُ م ُ الْعُ يُون َ وَالأَْرْصَ ادَ. َ – بَل ْ كَانَتْ ، عَ لى – فَكَيْف َ هَ اجَ رُوا؟ – تَسَ لَّ لُوا خُ لْسَ ةً . – وَأَصْ بَحُ وا بَعِ يدًا عَ ن ْ مُتَنَاوَل ِ الأْ َذَى؟ – لَم ْ تَكُف َّ »قُرَيْشٌ « عَ ن ْ مُطَارَدَتِهِ مْ. – حَ تَّ ى بَعْ د َ هِ جْ رَتِهِ مْ؟ – نَعَ مْ. »الْحَ بَشَ ةِ «؟ ِ – في – كَيْف َ طَارَدَتْهُ م ْ فِ يهَ ا؟ َ لِلْمُهَ اجِ رِ ين ٍ ( مُلاَ حَ قَ ة ُ قُرَيْش 8 - 1 ) وَالْهَ دَايَا. ِ – أَرْسَ لَت ْ إِلى َ »النَّ جَ اشيِ ِّ « رَسُ ولَينْ ِ ، وَمَ عَ هُ مَ ا كَثِير ٌ مِ ن َ النَّ فَ ائِس – لِمَ اذَا أَرْسَ لَتْهُ مَ ا؟ 9 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – لِيُعِ يدَا إِلَيْهَ ا السُّ فَ هَ اء َ الْمَ ارِقِينَ! – تَعْ نِي الأَْبْرَار َ الْمُتَّ قِ ينَ؟ – نَعَ مْ! – فَكَيْف َ تَقُ ولُ: »السُّ فَ هَ اء َ الْمَ ارِقِينَ«؟ – أَسْ تَغْ فِ ر ُ ﷲَ! بَل ْ أَحْ كِي لَكُمَ ا تَعْ بِيرَهُ م ُ الآْ ثِمَ! – أَكَذَلِك َ كَان َ سُ فَ هَ اء ُ »قُرَيْشٍ « يُسَ مُّ ون َ أُولَئِك َ الأَْصْ فِ يَاء َ الْمُجَ اهِ دِينَ ؟! ٍ أَعْ دَاءَهُ م ْ مِ ن َ الأَْخْ يَارِ ، بِمَ ا ْ كُل ِّ عَ صر ِ خَ لْقِ هِ : أَن ْ يَرْمِي َ السُّ فَ هَ اء ُ في ِ ِ فيﷲ ُ تِلْك َ سُ نَّ ة – طِ بَاعِ هِ م ُ الْمُعْ وَجَّ ة ِ مِ ن ْ قَبِيح ِ النُّ عُ وت ِ وَمَ رْذُول ِ الصِّ فَ اتِ ! ِ رَكَّ بَه ُ ﷲ ُ في ٍ ( رَسُ ولا َ قُرَيْش 9 - 1 ) – أَتَذْكُر ُ اسْ مَ ي ْ هَ ذَيْن ِ الرَّ سُ ولَينْ ِ ؟ .« ِ – أَوَّ لُهُ مَ ا »عَ مْ رُو بْن ُ الْعَ اص – دَاهِ يَة ُ الْعَ رَبِ ؟! – وَسِ يَاسِ يُّ هُ م ُ الْبَارِ ع ُ الذَّ كِيُّ . – وَقَائِدُهُ م ُ الْعَ ظِ يمُ. الدِّ ينِ ؟ ِ َ ذَلِك َ الْمُسْ لِم ُ أَن ْ يُطَارِد َ إِخْ وَانَه ُ في ِ – وَكَيْف َ رَضي – لَم ْ يَكُنْ ، حِ ينَئِذٍ، مُسْ لِمً ا. – لَم ْ يَعْ مُر ِ الإِْيمَ ان ُ قَلْبَه ُ بَعْ دُ. – وَمَ ا اسْ م ُ الرَّ سُ ول ِ الثَّ انِي؟ – »عَ بْد ُ ﷲ ِ بْن ُ أَبِي رَبِيعَ ةَ .« ِ بَارِعَ ينْ ِ ؟! ْ – أَي ُّ رَسُ ولَين – فَهَ ل ِ اسْ تَجَ اب َ »النَّ جَ اشيِ ُّ « لِمَ ا سَ مِ عَ ه ُ مِ ن ْ وِ شَ ايَاتٍ ؟ ِ طَرْد ِ في ِ – إِن َّ مَ ا عُ رِف َ عَ ن ِ »النَّ جَ اشيِ ِّ « مِ ن َ الذَّ كَاء ِ وَالْعَ دْل ِ قَد ْ عَ صَ مَ ه ُ مِ ن َ التَّ وَرُّ ط الأَْبْرِ يَاء ِ اللاَّ جِ ئِينَ. – فَمَ اذَا صَ نَع َ »النَّ جَ اشيِ ُّ «؟ – دَعَ ا إِلَيْه ِ الْمُسْ لِمِ ينَ، وَاسْ تَمَ ع َ إِلى َ شَ كْوَاهُ مْ. 10 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – فَأَتَاح َ لَهُ م ْ بِذَلِك َ فُرْصَ ة ً نَادِ رَة ً لِتَفْ نِيد ِ مَ زَاعِ م ِ أَعْ دَائِهِ م ْ وَوِ شَ ايَاتِهِ مْ. – إِن َّ نُور َ الْحَ ق ِّ كَفِ يل ٌ بِتَبْدِيد ِ ظُلُمَ ات ِ الْبَاطِ لِ . – إِذَا وُجِ د َ الْكُفْ ء ُ الْقَ دِيرُ. – الْجَ دِير ُ بِحَ مْ ل ِ الْمِ صْ بَاحِ ! – أَتَذْكُر ُ شَ يْئًا مِ مَّ ا قَالَه ُ الْمُسْ لِمُون َ ل »النَّ جَ اشيِ ِّ «؟ ٍ ( دِ فَاع ُ جَ عْ فَ ر ِ بْن ِ أَبِي طَالِب 10 - 1 ) – حَ سْ بُكُمَ ا مَ ا أَبْدَعَ ه ُ »جَ عْ فَ ر ُ بْن ُ أَبِي طَالِبٍ «. – مَ الِك ُ نَاصِ يَة ِ الْبَلاَ غَةِ ! – وَالشَّ جَ اعَ ةِ . ِ – وَرَمْ ز ُ الْجِ هَ اد ِ وَالإِْخْ لاَ ص – أَتَذْكُر ُ مَ ا قَالَه ُ ل »النَّ جَ اشيِ ِّ «؟ – مَ ا كُنْت ُ أَنْسَ اه ُ لأِ َذْكُرَهُ! ِ ( صِ فَ ات ُ الْعَ رَب ِ قَبْل َ الإْ ِسْ لاَ م 11 - 1 ) – مَ اذَا قَالَ؟ – »أَيُّ هَ ا الْمَ لِكُ، كُنَّ ا قَوْمً ا أَهْ ل َ جَ اهِ لِيَّ ةٍ: نَعْ بُد ُ الأَْصْ نَامَ، وَنَأْكُل ُ الْمَ يْتَةَ ، وَنَقْ طَع ُ الأَْرْحَ امَ، وَنُسيِ ء ُ الْجِ وَارَ، ويَأْكُل ُ الْقَ وِ ي ُّ مِ نَّ ا الضَّ عِ يف َ ...« أَوْجَ ز ِ أُسْ لُوبٍ ! ِ جَ اهِ لِيَّ تِهَ ا، في ِ – لَقَ د ْ أَبْدَع َ إِجْ مَ ال َ مَ ا كَانَت ْ عَ لَيْه ِ الْعَ رَب ُ في مِ ثْل ِ بَلاَ غَتِهِ . ِ مَ ن ْ كَان َ في َ هَ ذَا بِمُسْ تَكْثَر ٍ عَ لى َ – لَيْس – وَلا َ بِمُسْ تَغْ رَب ٍ مِ نْهُ. – أَتْمِ م ْ حَ دِيثَكَ، يَا »رَشَ ادُ«. ِ ( صِ فَ ات ُ الْعَ رَب ِ بَعْ د َ الإْ ِسْ لاَ م 12 - 1 ) – مَ اذَا قَال َ »جَ عْ فَ رٌ« أَيْضً ا؟ 11 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ُ ذَلِكَ، حَ تَّ ى بَعَ ث َ ﷲ ُ إِلَيْنَا رَسُ ولا ً مِ نَّ ا، نَعْ رِف ُ نَسَ بَه ُ وَصِ دْقَهُ، وَأَمَ انَتَه َ – »... فَكُنَّ ا عَ لى َ وَعَ فَ افَهُ، فَدَعَ انَا إِلى َ ﷲ ِ لِنُوَحِّ دَه ُ وَنَعْ بُدَهُ، وَنَخْ لَع َ مَ ا كُنَّ ا نَعْ بُد ُ نَحْ ن ُ وَآبَاؤُنَا مِ ن ْ دُونِهِ ، مِ ن الْحِ جَ ارَة ِ وَالأَْوْثَان ِ ...« – أَي ُّ إِيجَ ازٍ ؟! – رَائِع ٍ أَخَّ اذٍ ! – ثُم َّ مَ اذَا؟ – أَتْمِ م ْ حَ دِيثَكَ، »يَا رَشَ ادُ«. ْ – »... وَأَمَ رَنَا بِصِ دْق ِ الْحَ دِيثِ ، وَأَدَاء ِ الأَْمَ انَةِ ، وَصِ لَة ِ الرَّ حِ مِ، وَحُ سْ ن ِ الْجِ وَارِ ، وَنَهَ انَا عَ ن سَ فْ ك ِ الدِّ مَ اءِ، وَقَوْل ِ الزُّ ورِ ، وَأَكْل ِ مَ ال ِ الْيَتِيمِ، فَصَ دَّ قْنَاهُ، وَآمَ نَّ ا بِه ِ وَاتَّ بَعْ نَاه ُ ...« َ ( أَسْ بَاب ُ هِ جْ رَة ِ الْمُسْ لِمِ ين 13 - 1 ) الْبَلاَ غَة ِ حَ تَّ ى بَلَغ َ الذِّ رْوَةَ! ِ – مَ ا زَال َ يَرْقَى في – انْظُرَا: كَيْف َ أَجْ مَ ل َ شَ كْوَاه ُ مِ ن ْ قَوْمِهِ . – مَ اذَا قَالَ؟ – »... فَعَ دَا عَ لَيْنَا قَوْمُنَا فَعَ ذَّ بُونَا، لِيرَ ُدُّ ونَا إِلى َ عِ بَادَة ِ الأَْوْثَانِ ، فَلَمَّ ا قَهَ رُونَا وَظَلَمُونَا َ جِ وَارِكَ، وَرَجَ وْنَا أَلا َّ نُظْلَم ِ وَضَ يَّ قُ وا عَ لَيْنَا، خَ رَجْ نَا إِلى َ بِلاَ دِ كَ، وَاخْ ترَ ْنَاك َ عَ لى َ غَيرْ ِكَ، وَرَغِبْنَا في عِ نْدَكَ.« – أَي ُّ كَرِ يم ٍ لا َ يَسْ حَ رُه ُ ذَلِك َ الْبَيَان ُ الْعَ اليِ ؟! – أَي ُّ إِنْسَ ان ٍ لا َ يَهْ تَز ُّ لِهَ ذِه ِ الْبَلاَ غَة ِ السَّ احِ رَةِ؟! – وَهَ كَذَا اسْ تَوْلى َ عَ لى َ »النَّ جَ اشيِ ِّ « الإِْعْ جَ اب ُ بِمَ ا سَ مِ ع َ مِ ن ْ صَ ادِ ق ِ حُ جَّ تِهِ مْ، وَرَائِع ِ بَيَانِهِ مْ. لَهُ م ْ وَبَشَّ ؟ َّ – فَهَ ش – وَأَصَ م َّ أُذُنَيْه ِ عَ مَّ ا سَ مِ عَ ه ُ مِ ن ْ وِ شَ ايَاتٍ ؟ – صَ دَقْتُمَ ا، وَلَم ْ تَعْ دُوَا الصَّ وَاب َ فِ يمَ ا قُلْتُمَ ا؛ فَقَ د ْ أُعْ جِ ب َ »النَّ جَ اشيِ ُّ « بِبَلاَ غَة ِ حِ وَارِهِ مْ، وَصِ دْق ِ إِيمَ انِهِ مْ، كَمَ ا نَفَ رَت ْ نَفْ سُ ه ُ مِ ن ْ بَغْ ي ِ خُ صُ ومِهِ مْ! َ الأَْوَّ لِينَ! َ – فَنَصر – وَصَ د َّ عَ ن ِ الآْ خَ رِ ينَ . 12 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – لَقَ د ْ تَخَ يرَّ َت ْ »قُرَيْشٌ « أَقْوَى سِ هَ امِ هَ ا لِتُحَ ارِب َ صَ فْ وَة َ الْمُهَ اجِ رِ ينَ . « وَ»ابْن َ أَبِي رَبِيعَ ةَ «. ِ – حِ ين َ اخْ تَارَت ِ »ابْن َ الْعَ اص – وَلَكِن َّ ﷲ َ رَد َّ سِ هَ ام َ الْبَاغِ ين َ إِلى َ صُ دُورِهِ مْ. – وَنَجَّ ى الْمُسْ لِمِ ين َ مِ ن ْ كَيْد ِ أَعْ دَائِهِ مْ. ْكُم ُ ﷲ ُ فَلا َ غَالِب َ لَكُم﴾ْ. ُ – ﴿إِن ْ يَنْصر – صَ دَق َ ﷲ ُ الْعَ ظِ يمُ. – هَ كَذَا كَان َ الْمُسْ لِمُون َ الأَْوَّ لُون َ يُحَ اوِ لُون َ النَّ جَ اة َ بِدِينِهِ م ْ مِ ن ْ أَعْ دَاء ِ الدِّ ينِ . َ ﷲ ُ لَهُ م ْ طَرِ يقَ هُ مْ، وَجَ عَ ل َ لَهُ م ْ مِ ن ْ أَمْ رِهِ م ْ مَ خْ رَجً ا. َّ – وَهَ كَذَا يَسر الصَّ حَ ابَة ِ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «. فَمَ اذَا ُ ِ قَام َ بِهَ مَ ا بَعْ ض ْ ِ اللَّ تَين ْ ِ الْهِ جْ رَتَين ْ – لَقَ د ْ عَ رَفْنَا هَ اتَين كَان َ مِ ن ْ بَعْ دُ؟ ( الْهِ جْ رَة ُ الْكُبرْ َى 14 - 1 ) – لَقَ د ْ سَ بَقَ ت ْ كِلْتَاهُ مَ ا الْهِ جْ رَة َ الْكُبرْ َى: هِ جْ رَة َ الرَّ سُ ول ِ ﷺ مِ ن ْ »مَ كَّ ةَ « إِلى َ »الْمَ دِينَةِ « ... ذَلِك َ الْحَ ادِ ث ُ الَّ ذِي وَجَّ ه َ الدَّ عْ وَة َ الإْ ِسْ لاَ مِ يَّ ة َ وِ جْ هَ ة َ الْبَقَ اء ِ وَالاِ سْ تِقْ رَارِ . ُ َ النَّ بِيُّ ، صَ لَوَات ُ ﷲ ِ عَ لَيْه ِ وَسَ لاَ مُه ُ — أَوَّ ل َ الأَْمْ ر ِ — عَ لى َ أَصْ حَ ابِهِ، فَزَيَّ ن َ لَهُ م ِ – لَقَ د ْ خَ شي ِ الرَّ حِ يل َ عَ ن ِ الْبَلَد ِ الَّ ذِي تَعَ رَّ ضُ وا فِ يه ِ لِلأْ َذَى، وَأَرَاد َ بِذَلِك َ أَن ْ تَتَحَ قَّ ق َ لَهُ م ُ النَّ جَ اة ُ مِ ن َ الْبَغْ ي وَالْعُ دْوَانِ . – وَرَأَيْنَا كَيْف َ كَانَت ِ الْخُ طَّ ة ُ مُوَفَّ قَ ةً ، وَكَيْف َ كَان َ التَّ دْبِير ُ نَاجِ حً ا. ِ – نَعَ مْ، لَقَ د ْ أُحْ سِ ن َ اخْ تِيَار ُ الْبَلَد ِ الَّ ذِي يُهَ اجِ ر ُ إِلَيْه ِ الصَّ حَ ابَة ُ الْمُضْ طَهَ دُونَ ، فَكَانَت »الْحَ بَشَ ةُ« لَهُ م ْ مَ أْمَ نًا، أَي َّ مَ أْمَ نٍ . وَجْ ه ِ التَّ ارِ يخِ ! َ – إِنَّ هَ ا لَمَ أْثُرَة ٌ »لِلْحَ بَشَ ةِ « يَبْقَ ى ذِ كْرُهَ ا عَ لى َّ – كَان َ مِ ن َ الطَّ بِيعِ يِّ ، أَيُّ هَ ا الصَّ دِيقَ انِ ، أَن ْ يُهَ اجِ ر َ الْقَ ائِد ُ إِلى َ مَ يْدَان ٍ أَمِ ينٍ ، بَعْ د َ أَن ِ اطْمَ أَن الأْ َقْوِ يَاء ِ الْبَاغِ ينَ. َ سَ لاَ مَ ة ِ أَصْ حَ ابِه ِ الْمُخْ لِصِ ينَ، وَأَمِ ن َ عَ لَيْهِ م ْ كَيْد َ الْكَائِدِينَ ، وَبَطْش َ عَ لى ِ ( سَ لاَ مَ ة ُ الْقَ ائِد ِ وَسَ لاَ مَ ة ُ الرَّ عِ يَّ ة 15 - 1 ) – أَلَم ْ تَكُن ْ سَ لاَ مَ ة ُ الْقَ ائِد ِ أَوْلى َ بِالرِّ عَ ايَة ِ مِ ن ْ سَ لاَ مَ ة ِ الأْ َتْبَاعِ ؟ 13 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ هَ ذِه ِ الْمَ رَّ ةِ، كَان َ لا َ يَعْ نِيه ِ مِ ن ْ أَمْ ر ِ نَفْ سِ ه ِ – كَان َ ذَلِك َ أَوْلى َ وَأَجْ دَرَ، وَلَكِن َّ الْقَ ائِدَ، في ْ ءٌ، إِنَّ مَ ا يَعْ نِيه ِ شَ أْن ُ الْمُسْ تَضْ عَ فِ ين َ مِ ن ْ أَتْبَاعِ هِ ، قَبْل َ أَن ْ يَعْ نِيَه ُ شَ أْن ُ الأْ َقْوِ يَاء ِ مِ نْهُ مْ. َ شي – كَيْف َ تَقُ ولُ؟ سَ لاَ مَ ة ِ نَبِيِّ هِ مْ؟ ِ – أَلا َ تَعْ لَم ُ أَن َّ سَ لاَ مَ ة َ الْمُسْ لِمِ ين َ في سَ لاَ مَ ة ِ قَائِدِهِ! ِ في ِ – كَمَ ا أَن َّ سَ لاَ مَ ة َ الْجَ يْش سَ لاَ مَ ة ِ رُبَّ انِهَ ا. ِ – وَسَ لاَ مَ ة َ السَّ فِ ينَة ِ في ! ْن ي فِ سَّ ت ِ ال جَ َا، ن هَ انُ رُبَّ ا جَ نَ ، إِذَا نَ ي فِ سَّ – إِن َّ ال كُل ِّ مَ ا تَقُ ولاَنِ . ِ – لَم ْ تَعْ دُوَا الصَّ وَابَ ، أَيُّ هَ ا الصَّ دِيقَ انِ ، في سَ بِيل ِ نَجَ اة ِ أَصْ حَ ابِهِ؟ ِ – فَكَيْف َ خَ اطَر َ الرَّ سُ ول ُ ﷺ بِنَفْ سِ هِ ، وَعَ رَّ ضَ هَ ا لِلتَّ لَف ِ في – هَ ذَا مِ ثَال ٌ مِ مَّ ا تَمَ يَّ ز َ بِه ِ الرَّ سُ ول ُ ﷺ مِ ن َ الإِْيثَار ِ وَنِسْ يَان ِ النَّ فْ سِ . نَجَ اة ِ أَنْصَ ارِهَ ا! َ – وَلَكِن َّ نَجَ اح َ الدَّ عْ وَة ِ مُقَ دَّ مٌ، يَا »رَشَ ادُ«، عَ لى هَ ذَا الدِّ ين ِ إِلى َ الأَْبَدِ! َ َ عَ لى ِ كَيْدِهِ مْ، لَقُ ضي ِ – وَلَو ْ نَجَ ح َ أَعْ دَاء ُ الرَّ سُ ول ِ في ِ ( لِلدِّ ين ِ رَب ٌّ يَحْ مِ يه 16 - 1 ) حَ ق ٍّ فِ يمَ ا تُقَ رِّ رَانِ . َ – إِنَّ كُمَ ا عَ لى وَلَكِن ْ لا َ تَنْسَ يَا أَن َّ لِلدِّ ين ِ رَبٍّا يَحْ مِ يهِ. َ َنَّ ه ُ مَ هْ مَ ا يَلْق َ مِ ن ْ عَ نَت ِ الْحَ اقِ دِينَ ، وَكَيْد ِ الْحَ اسِ دِينَ ؛ فَلا َ عَ جَ ب ُ وَقَد ْ وَعَ د َ رَسُ ولَه ُ لَيَنْصر َفَت ْ جُ هُ ود ُ الرَّ سُ ول ِ ﷺ إِلى َ حِ مَ ايَة ِ أَصْ حَ ابِهِ، وَ إِعْ دَادِ هِ م ْ لِيَكُونُوا نَوَاة ً صَ الِحَ ة ً لِمَ ا َ إِذَا انْصر يَسْ تَقْ بِلُه ُ مِ ن ْ جِ هَ ادٍ . إِنْكَار ِ النَّ فْ سِ . ِ – لَقَ د ْ كَان َ ﷺ أَعْ ظَم َ مَ ثَل ٍ في كُل ِّ الصِّ فَ اتِ ! ِ – كَان َ أَكْمَ ل َ إِنْسَ ان ٍ في – إِن َّ حَ يَاة َ الرَّ سُ ول ِ ﷺ سِ لْسِ لَة ٌ مُتَّ صِ لَة ُ الْحَ لَقَ ات ِ مِ ن َ الْجِ هَ اد ِ الَّ ذِي تَنُوء ُ بِه ِ الْجِ بَالُ. بَالٍ . َ – كَمَ ا أَنَّ هَ ا سِ لْسِ لَة ٌ مُتَّ صِ لَة ُ الْحَ لَقَ ات ِ مِ ن َ النَّ جَ اح ِ الَّ ذِي لا َ يَخْ طُر ُ لأِ َحَ د ٍ عَ لى – أَي ُّ إِعْ نَات ٍ لَقِ يَه ُ لِبَث ِّ عَ قِ يدَتِهِ ؟! سَ بِيل ِ دَعْ وَتِهِ ؟! ِ – وَأَي ُّ إِرْهَ اق ٍ احْ تَمَ لَه ُ في 14 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ قَلْب ِ أَشْ جَ ع ِ النَّ اس َ عَ لى ِ – إِن َّ مَ ا أَلْحَ قَ ه ُ بِه ِ »أَبُو جَ هْ لٍ « وَحْ دَه ُ لَيَكْفِ ي لإِ ِدْخَ ال ِ الْيَأَس جَ نَانًا، وَأَثْبَتِهِ م ْ إِيمَ انًا. – لَسْ ت ُ أَدْرِي، أَكَان َ هَ ذَا الرَّ جُ ل ُ إِنْسَ انًا، أَم ْ كَان َ شَ يْطَانًا؟! – كَان َ »أَبُو جَ هْ لٍ « مِ ثْل َ »أَبِي لَهَ بٍ «، مِ ن ْ أَلَد ِّ أَعْ دَاء ِ الرَّ سُ ولِ ! – كَان َ كِلاَ هُ مَ ا جَ بَّ ارًا عَ نِيدًا، وَشَ يْطَانًا مَ رِ يدًا. ُ ( »أَبُو جَ هْ لٍ «: الشَّ يْطَان 17 - 1 ) ِ يرَةِ. َّ َ قُبْح ِ السِّ يرَةِ، وَدَمَ امَ ة ِ الْخِ لْقَ ةِ ، وَلُؤْم ِ السر ْ – وَلَكِن َّ »أَبَا جَ هْ لٍ « كَان َ يَجْ مَ ع ُ بَين – وَسُ وء ِ الْقَ صْ د ِ وَعَ مَ ى الْبَصِ يرَةِ. – كَان َ الْعَ رَب ُ يُلَقِّ بُونَهُ: الشَّ يْطَانَ ؛ لِدَمَ امَ ة ِ صُ ورَتِهِ ، وَتَشْ وِ يه ِ خِ لْقَ تِهِ . – كَان َ أَحْ مَ ر َ الشَّ عْ رِ ، أَسْ مَ ر َ اللِّ حْ يَةِ. – لَكَأَنَّ مَ ا عَ نَاه ُ الشَّ اعِ ر ُ حِ ين َ قَالَ: هْ! تَ ت َ رَأَيْ نْ انَ ، إِن ْ كُ طَ ـ ـ يْ شَّ رْد َ أَو ِ ال قِ ه ُ الْ بِ شْ يُ ٌّ مِ ن َ الْقِ رْد ِ وَالشَّ يْطَان ِ جَ مِ يعً ا! َ – بَل ْ هُ و َ شر ِ ْ ( حِ قْ د ُ »أَبِي جَ هْ لٍ « يُعَ جِّ ل ُ بِالنَّ صر 18 - 1 ) كُل ِّ حَ الٍ . َ ِ ، عَ لى ْ أَن َّ أَحْ قَ ادَه ُ عَ جَّ لَت ْ بِالنَّ صر َ – عَ لى – وَكَانَت ْ كُل ُّ مَ كِيدَة ٍ يُدَبِّ رُهَ ا تَنْتَهِ ي بِفَ وْز ٍ يَتَكَافَأ ُ مَ ع َ خَ طَرِهَ ا. ٌ لَكُم﴾ْ. ْ أَن ْ تَكْرَهُ وا شَ يْئًا وَهُ و َ خَ ير َ – ﴿وَعَ سى َة ِ ابْن ِ أَخِ يهِ! ْ مُجَ اهَ رَة ِ »أَبِي طَالِبٍ « بِنُصر ِ – كَان َ إِنْذَارُه ُ ل »أَبِي طَالِبٍ « سَ بَبًا في هِ جْ رَتِهِ م ْ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «! ِ – وَكَان َ إِيذَاؤُه ُ لِلْمُسْ لِمِ ين َ سَ بَبًا في .ُكُلُّ ه ُ ْ – فَكَان َ فِ يهَ ا الْخَ ير – مَ ا أَكْثَر َ مَ ا تَفَ تَّ ق َ عَ نْه ُ ذِ هْ ن ُ هَ ذَا الْحَ اسِ د ِ الأْ َفَّ اكِ ! 15 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ غَضَ ب ِ »حَ مْ زَةَ« عَ لَيْهِ، وَشَ ج ِّ رَأْسِ ه ِ بِالْقَ وْسِ ، وَ إِعْ لاَ ن ِ – وَكَانَت ْ إِهَ انَتُه ُ لِلرَّ سُ ول ِ سَ بَبًا في إِسْ لاَ مِ هِ . – وَكَيْف َ كَان َ ذَلِكَ؟ ِ – لَمَّ ا ضَ اق َ صَ دْر ُ »أَبِي جَ هْ لٍ « بِنَجَ اح ِ الرَّ سُ ول ِ ﷺ وَبَلَغ َ بِه ِ الْغَ يْظُ، انْدَفَع َ إِلَيْه ِ سَ فَ اهَ تِهِ ، فَامْ تَدَّ ت ْ إِلَيْه ِ يَدُه ُ بِتَحْ قِ يرِه ِ — ذَات َ يَوْم ٍ — وَانْهَ ال َ عَ لَيْه ِ شَ تْمً ا وَسِ بَابًا، وَتَمَ ادَى في وَ إِهَ انَتِهِ . َ ( مَ وْقِ ف ُ حَ مْ زَة 19 - 1 ) ابْن ِ أَخِ يهِ. َ فَلَم ْ يَكَد ْ »حَ مْ زَةُ« عَ م ُّ الرَّ سُ ول ِ يَعُ ود ُ إِلى َ دَارِهِ، حَ تَّ ى عَ لِم َ بِاعْ تِدَائِه ِ وَبَغْ يه ِ عَ لى ْ رُفْقَ ة ٍ مِ ن ْ أَصْ حَ ابِهِ، وَهُ و َ يُحَ دِّ ثُهُ م ِ َ ع َ إِلى َ »الْكَعْ بَةِ« فَوَجَ دَه ُ جَ الِسً ا في ْ فَتَمَ لَّ كَه ُ الْغَ ضَ بُ ، وَأَسر بِمَ ا اقْترَ َفَه ُ مِ ن ْ إِسَ اءَةٍ، حَ دِيث َ الْمُفَ اخِ ر ِ الْمَ زْهُ وِّ . – أَتَدْرِ يَان ِ مَ ا صَ نَعَ؟ َ بَه ُ بِقَ وْسِ هِ ، فَشَ جَّ هُ، وَأَسَ ال َ دَمَ هُ. َ – ضر – ثُم َّ أَعْ لَن َ إِسْ لاَ مَ ه ُ أَمَ ام َ أُولَئِك َ الْحَ اقِ دِينَ . – كَان َ سَ يِّ دُنَا »حَ مْ زَةُ« مِ ثَال َ الشَّ جَ اعَ ة ِ وَالْقُ وَّ ةِ. – كَان َ مُحَ ارِبًا لا َ يُغْ لَبُ . كَسْ ب ِ هَ ذَا الرُّ كْن ِ الْعَ ظِ يمِ! ِ – كَانَت ْ جَ هَ الَة ُ هَ ذَا الْحَ اقِ د ِ سَ بَبًا في الرَّ سُ ول ِ ﷺ بِأَجْ زَل ِ الْفَ وَائِدِ! َ – كَان َ كُل ُّ مَ ا يُدَبِّ رُه ُ مِ ن ْ كَيْد ٍ لا َ يَلْبَث ُ أَن ْ يَعُ ود َ عَ لى إِسَ اءَتِهِ ، قَرُب َ الرَّ سُ ول ُ مِ ن ْ غَايَتِهِ . ِ – وَكَان َ كُلَّ مَ ا غَلا َ في – أَلا َ تَرَيَان ِ كَيْف َ أَغْرَى ابْن َ أُخْ تِه ِ بِقَ تْل ِ النَّ بِي ِّ ﷺ لِيَسْ ترَ ِيح َ مِ نْه ُ إِلى َ الأَْبَدِ؟ َ ( إِسْ لاَ م ُ عُ مَ ر 2 ) – ابْن َ أُخْ تِهِ ؟ – »عُ مَ ر َ بْن َ الْخَ طَّ ابِ !« – أَلَم ْ يَكُن ْ قَد ْ أَسْ لَم َ بَعْ دُ؟ 16 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ ِ – تَعَ جَّ لَه ُ خَ الُه ُ لِهَ دْم ِ الإْ ِسْ لاَ مِ، فَكَأَنَّ مَ ا كَان َ يَتَعَ جَّ لُه ُ لِبُنْيَانِهِ ، وَ إِقَامَ ة ِ دَعَ ائِمِ ه ِ وَتَشْ يِيد أَرْكَانِهِ . – أَرَاد َ أَن ْ يُطْفِ ئ َ بِه ِ النُّ ور َ فَأَذْكَاهُ! الشَّ جَ اعَ ة ِ وَالْجُ رْأَةِ. ِ ِ ب َ الْمَ ثَل ِ في ْ – كَان َ مَ ضر – وَقَد ْ عَ رَف َ خَ الُه ُ كَيْف َ يُلْهِ ب ُ قَلْبَه ُ بِعَ دَاوَة ِ الْمُسْ لِمِ ين َ وَ إِيذَائِهِ مْ، وَالإْ ِسَ اءَة ِ إِلَيْهِ مْ. ْ – فَلَمَّ ا هَ اجَ ر َ الصَّ حَ ابَة ُ إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «، وَظَلَّ لَهُ م ُ »النَّ جَ اشيِ ُّ « بِحِ مَ ايَتِهِ ، ضَ اعَ ف َ ذَلِك َ مِ ن َ »عُ مَ رَ« لِلْفَ تْك ِ بِالْقَ ائِد ِ الأَْعْ ظَمِ، حَ تَّ ى يَهْ دَأ ِ تَحْ مِ يس ِ حِ قْ د ِ »أَبِي جَ هْ لٍ «، فَلَم ْ يَدَّ خِ ر ْ وُسْ عً ا في قَلْبُهُ، وَيَسْ ترَ ِيح َ بَالُه ُ مِ ن ْ لَهِ يب ِ الْغَ يْظِ . !ُﷲ ُ خَ يَّ بَه – – دَعْ وَة ٌ مُسْ تَجَ ابَةٌ. َ دَار ٍ قَرِ يبَة ٍ مِ ن ِ َ جَ مَ اعَ ة ٍ مِ مَّ ن ْ بَقِي َ مِ ن ْ صَ حَ ابَتِه ِ في ْ – كَان َ الرَّ سُ ول ُ حِ ينَئِذ ٍ جَ الِسً ا بَين »الصَّ فَ ا«. َ ع َ إِلَيْه ِ »عُ مَ رُ«، وَقَلْبُه ُ يَكَاد ُ يَتَمَ زَّ ق ُ مِ ن َ الْغَ يْظِ . ْ – فَأَسر َ صَ حَ ابَتِه ِ وَذَوِ ي قَرَابَتِهِ ؟ ْ – أَكَان َ يُرِ يد ُ أَن ْ يَفْ تِك َ بِهِ، وَهُ و َ بَين ْ – إِن َّ الأَْحْ قَ اد َ لَتُذْهِ ل ُ الإْ ِنْسَ ان َ عَ ن ِ الصَّ وَابِ ، وَتُنْسِ يه ِ عَ وَاقِ ب َ مَ ا هُ و َ قَادِ م ٌ عَ لَيْه ِ مِ ن أَهْ وَالٍ . – كَان َ كَمَ ا يَقُ ول ُ الْقَ ائِلُ: ا! بَ انِ ب ِ جَ وَاقِ عَ ر ِ الْ ْن ْ ذِ ك ب َ عَ كَّ وَنَ ُ ه زْمَ ه ِ عَ يْ نَ يْ ن َ عَ يْ ى بَ فَ ْم َّ أَل إِذَا هَ – قُلْت َ لَنَا: إِن َّ أَكْثَر َ الصَّ حَ ابَة ِ هَ اجَ رُوا إِلى َ »الْحَ بَشَ ةِ «. ذَلِك َ الْيَوْمِ؟ ِ الرَّ سُ ول ُ في ُ فَمَ ع َ مَ ن ْ كَان َ يَجْ لِس ِّ بْن ِ أَبِي طَالِبٍ «، وَصَ دِيقِه ِ »أَبِي بَكْرٍ «. ِ مَ ع َ عَ مِّ ه ِ »حَ مْ زَةَ« وَابْن ِ عَ مِّ ه ِ »عَ لي ُ – كَان َ يَجْ لِس – فَمَ اذَا عَ وَّ ق َ »عُ مَ رَ« عَ ن ْ عَ زِ يمَ تِه ِ الْخَ اطِ ئَةِ ؟ – إِرَادَة ُ ﷲ ِ وَمَ شِ يئَتُهُ، وَلُطْفُ ه ُ وَرَحْ مَ تُهُ. – ﴿وﷲَ ُ مُتِم ُّ نُورِه ِ وَلَو ْ كَرِه َ الْكَافِ رُونَ ﴾. الرَّ سُ ول ِ ذَلِك َ الرَّ جُ ل ُ الْعَ ظِ يمُ؟ َ – وَلَكِن ْ كَيْف َ حَ قَ د َ عَ لى 17 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ َ ( صِ فَ ات ُ عُ مَ ر 1 - 2 ) ِ هَ ذِه ِ الطَّ رِ يق ِ – لَقَ د ْ كَان َ »عُ مَ رُ«، مُنْذ ُ طُفُ ولَتِهِ ، مِ ثَالا ً عَ الِيًا لِلْعَ قْ ل ِ الرَّ اجِ حِ ؛ فَكَيْف َ انْدَفَع َ في ِّ الْمُسْ تَطِ يرِ؟! َّ ذَلِك َ الشر َ الْعَ وْجَ اءِ؟! وَكَيْف َ زَيَّ ن َ لَه ُ الشَّ يْطَان ُ أَن ْ يُقْ دِم َ عَ لى هَ ذِه ِ الْجَ رِ يمَ ة ِ الشَّ نْعَ اءِ، وَهُ و َ يَظُن ُّ أَنَّ ه ُ مُسيِ ءٌ؟! َ – أَتَحْ سَ بَان ِ أَنَّ ه ُ كَان َ يُقْ دِم ُ عَ لى – أَكَان َ يَظُن ُّ أَنَّ ه ُ مُحْ سِ نٌ؟! – الإِْحْ سَ ان َ كُلَّ هُ. – كَيْف َ تُعَ لِّ ل ُ ذَلِكَ؟ – كَان َ حُ سْ ن ُ الْقَ صْ د ِ حَ ادِ يَه ِ وَهَ ادِ يَهِ. اخْ ترِ َاع ِ الأَْحَ اجِ ي ِّ وَالأْ َلْغَ ازِ ! َ – مَ ا أَقْدَرَك َ عَ لى ِ ِّ بِأَهْ لِه ِ الْبر ِ الْوُضُ وحِ : كَان َ »عُ مَ رُ« مُخْ لِصً ا لِوَطَنِه ِ وَعَ قِ يدَتِهِ ، مُتَفَ انِيًا في ِ – الأَْمْ ر ُ غَايَة ٌ في َ وَاحِ دًا، يَجْ هَ ر ُ بِرَأْي ٍ جَ دِيدٍ، لا َ عَ هْ د َ لِقَ وْمِه ِ بِمِ ثْلِهِ ، فَلا ً وَعَ شِ يرَتِهِ . وَهَ ا هُ و َ ذَا يَرَى رَجُ لا ْ »مَ كَّ ةَ «، فَتَشْ غَ ل َ أَهْ لِيهَ ا عَ ن ْ تِجَ ارَتِهِ مْ، وَتُلْهِ يَهُ م ْ عَ ن ِ يَكَاد ُ يُعْ لِنُه ُ حَ تَّ ى تَشْ تَعِ ل َ نَار ُ الثَّ وْرَة ِ في ِ لِعَ قِ يدَتِه ُ أَصْ نَامِ هِ م ُ الَّ تِي كَان َ يَعْ بُدُهَ ا آبَاؤُهُ م ْ مِ ن ْ قَبْلِهِ مْ؛ فَكَيْف َ تَعْ جَ بَان ِ إِذَا رَأَيْتُمَ اه ُ يَتَحَ مَّ س تَنْفِ يذ ِ خُ طَّ تِهِ ، َ أَن ْ يُجْ مِ ع َ رَأْيَه ُ عَ لى ِ نَظَرِنَا، بَعْ د َ أَن ِ اقْتَنَع َ بِهَ ا؟ وَأَي ُّ غَرَابَة ٍ في ِ الْخَ اطِ ئَةِ ، في كَلَّ فَ ه ُ ذَلِك َ مَ ا كَلَّ فَ هُ؟ َ ( عَ دَاوَة ُ عُ مَ ر 2 - 2 ) ِ – يَا لَلْعَ جَ بِ ! أَكَان َ يَظُن ُّ الرَّ سُ ول َ مَ صْ دَر َ التَّ فَ رُّ ق ِ وَالاِ نْشِ قَ اقِ ، وَهُ و َ الَّ ذِي جَ مَ ع َ كَلِمَ ة َ الْعَ رَب وَوَحَّ دَهَ ا، وَسَ دَّ د َ خُ طَاهَ ا إِلى َ أَقْوَم ِ سَ بِيلٍ ؟! – أَكَذَلِك َ كَان َ يَظُن ُّ بِأَوَّ ل ِ مَ ن ْ وُفِّ ق َ إِلى َ تَوْحِ يد ِ الْعَ رَب ِ تَحْ ت َ رَايَة ِ الإْ ِسْ لاَ مِ، وَجَ عْ لِهَ ا حَ قِ يقَ ة ً رَاهِ نَةً ؟! ُ – كَانَت ِ الْبِيئَة ُ الْفَ اسِ دَة ُ الَّ تِي تُحِ يط ُ بِه ِ تُوهِ مُه ُ ذَلِكَ، وَكَانَت ْ أَهْ وَاء ُ الْحَ اقِ دِين َ تَحْ جُ ب رَائِعَ ة ِ النَّ هَ ارِ . ِ عَ ن ِ الأْ َنْظَارِ ، في َ الْحَ قِ يقَ ة ِ السَّ اطِ عَ ةَ ، كَمَ ا تَحْ جُ ب ُ السُّ حُ ب ُ الشَّ مْ س َ عَ نْه ُ شَ مْ س – كَانَت ْ ظُلُمَ ات ُ الْجَ هَ الَة ِ تَحْ جُ ب ُ عَ ن ِ الْقُ لُوب ِ نُور َ الرَّ سُ ول ِ ﷺ. ، لا َ تَرَى النُّ ورَ! ِ ِ الْمِ رَاض ُ – كَانَت ْ قُلُوبُهُ م ْ كَالأَْعْ ين – لَقَ د ْ أَرَاد َ »عُ مَ رُ« أَمْ رًا، وَأَرَاد َ ﷲ ُ أَمْ رًا! 18 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – وﷲَ ُ بَالِغ ُ أَمْ رِهِ. ْ ء ٍ حَ سَ ن ٌ إِذَا حَ سُ نَت ْ نِهَ ايَتُهُ! َ – كُل ُّ شي – صَ دَق َ الْقَ ائِلُ: ُ ل هْ ه ُ سَ تُ يْ ا لاَ قَ ل ُّ مَ كُ فَ ِ ه رَانِ فْ غُ ِه ُ ب ل م َ ال تَ إِن ْ خَ ( تَحَ وُّ ل ُ عُ مَ ر َ إِلى َ الْهُ دَى 3 - 2 ) – فَكَيْف َ تَحَ وَّ لَت ْ وِ جْ هَ ة ُ »عُ مَ رَ« مِ ن َ الضَّ لاَ ل ِ إِلى َ الْهُ دَى؟ َ أَصْ حَ ابِه ِ النَّ اصِ حِ ينَ، فَاسْ تَوْقَفَ ه ُ لِيَعْ رِف َ طَرِ يقِه ِ بَعْ ض ِ – أَرَاد َ ﷲ ُ بِه ِ خَ يرْ ًا، فَلَقِ ي َ في وَجْ هِ ه ِ مِ ن ْ أَمَ ارَات ِ الْغَ يْظِ ، وَلَم ْ يَلْبَث ْ أَن ْ أَدْرَك َ وِ جْ هَ تَهُ، َ أَيْن َ قَصْ دُه ُ وَغَايَتُهُ، بَعْ د َ مَ ا رَأَى عَ لى سرِ ِّ هِ، وَعَ رَف َ دِ خْ لَتَهُ. َ وَعَ رَف َ غَايَتَهُ، بَعْ د َ أَن ِ اطَّ لَع َ عَ لى ِ ( نُعَ يْم ُ بْن ُ عَ بْد ِ ﷲ 4 - 2 ) – مَ ا اسْ م ُ ذَلِك َ الرَّ جُ لِ ؟ – اسْ مُه ُ »نُعَ يْم ُ بْن ُ عَ بْد ِ ﷲِ«. – أَكَان َ مِ ن َ الْمُسْ لِمِ ينَ؟ – كَان َ يُخْ فِ ي إِسْ لاَ مَ ه ُ عَ ن ْ »عُ مَ رَ«! – فَمَ اذَا قَال َ »نُعَ يْمٌ«؟ تَحْ ذِيرِهِ، وَ إِظْهَ ار ِ مَ ا ِ ْ في ِّ َ صَ احِ بَه ُ بِمَ ا هُ و َ قَادِ م ٌ عَ لَيْه ِ مِ ن ْ هَ وْلٍ ، وَلَم ْ يُقَ صر َّ – بَصر يَسْ تَقْ بِلُه ُ مِ ن ْ وَخِ يم ِ الْعَ وَاقِ بِ . – مَ اذَا قَال َ لَهُ؟ – أَذْكُر ُ مِ ن ْ حَ دِيثِه ِ قَوْلَهُ: »وﷲَِ، لَقَ د ْ غَشَّ تْك َ نَفْ سُ كَ، يَا »عُ مَ رُ«! أَتُرَى بَنِي »عَ بْد ِ مَ نَافٍ « ، وَقَد ْ قَتَلْت َ »مُحَ مَّ دًا«؟!« ِ الأَْرْض َ عَ لى ِ تَارِكِيك َ تَمْ شي – فَهَ ل ْ خَ اف َ »عُ مَ رُ« هَ ذَا الْوَعِيدَ؟ َارًا. ْ – بَل ْ زَادَه ُ ذَلِك َ عِ نَادًا وَ إِصر مِ ثْل ِ جُ رْأَة ِ »عُ مَ رَ« وَصَ لاَ بَتِهِ ، لا َ يَتَفَ زَّ ع ُ لِمِ ثْل ِ هَ ذَا الْوَعِيدِ. ِ – إِن َّ مَ ن ْ كَان َ في َارًا. ْ – بَل ْ يَزْدَاد ُ لَه ُ تَحَ دِّ يًا وَ إِصر 19 هِ جْ رَة ُ الصَّ حَ ابَة ِ – إِسْ لاَ م ُ عُ مَ رَ – هَ كَذَا كَانَ ! ٍ ( حِ يلَة ُ نُعَ يْم 5 - 2 ) – فَمَ اذَا صَ نَع َ »نُعَ يْمٌ«؟ – لَجَ أ َ إِلى َ أُسْ لُوب ٍ آخَ رَ، لِيَصُ دَّ ه ُ عَ ن ْ غَايَتِهِ . – مَ اذَا قَالَ؟ ْ إِلَيْه ِ بِإِسْ لاَ م ِ أُخْ تِه ِ »فَاطِ مَ ةَ « وَزَوْجِ هَ ا »سَ عِ يد ِ بْن ِ زَيْدٍ« لِيَشْ غَ لَه ُ بِذَلِك َ عَ ن َ – أَفْضى غَايَتِهِ . – مَ ا أَبْرَع َ حِ يلَتَهُ! – لَقَ د ْ عَ رَف َ كَيْف َ يُنْسِ يه ِ جُ رْحَ ه ُ الْقَ دِيمَ، بِمَ ا أَدْمَ اه ُ مِ ن ْ جُ رْح ٍ جَ دِيدٍ. ! ٍبَارِ ع ٍّ ِ – يَا لَه ُ مِ ن ْ سِ يَاسي – فَمَ اذَا صَ نَع َ »عُ مَ رُ«؟ – رَأَى أَن َّ أُخْ تَه ُ وَزَوْجَ هَ ا أَوْلى َ بِالنُّ صْ ح ِ وَالتَّ حْ ذِيرِ ، وَأَحَ ق ُّ بِاللَّ وْم ِ وَالتَّ عْ زِ يرِ . بِأَحْ قَ ادِ هِ. ِ َ ع َ إِلى َ دَارِهَ ا فَاقْتَحَ مَ هَ ا وَقَلْبُه ُ يَغْ لي ْ – فَأَسر – فَمَ اذَا رَأَى؟ – سَ مِ ع َ أُخْ تَه ُ وَزَوْجَ هَ ا يُرَتِّ لاَ ن ِ آيَات ٍ مِ ن َ الْقُ رْآنِ . – لَقَ د ْ ثَبَت َ لَهُ، حِ ينَئِذٍ، صِ دْق ُ مَ ا نَمَ ى إِلَيْهِ. – وَأَحَ سَّ ت ْ أُخْ تُه ُ وَزَوْجُ هَ ا وَقْع َ أَقْدَامِ هِ ، فَأَخْ فَ يَا عَ نْه ُ الصَّ حِ يفَ ةَ . – فَمَ اذَا صَ نَعَ؟ َعَ هُ، وَكَاد َ يَفْ تِك ُ بِهِ. َ – بَدَأ َ ب »سَ عِ يدٍ« فَصر ِ ب ُ أُخْ تَه ُ وَيُسِ يل ُ دَمَ هَ ا ْ ( عُ مَ ر ُ يَضر 6 - 2 ) – فَأَسرْ َعَ ت ْ أُخْ تُه ُ إِلَيْه ِ لِتَحْ مِ ي َ زَوْجَ هَ ا مِ نْهُ. ْ بَة َ مَ غِ يظ ٍ حَ انِقٍ ، فَشَ جَّ هَ ا، وَأَسَ ال َ دَمَ هَ ا. َ َ بَهَ ا ضر َ – فَضر ِ مُبَالاَ ةٍ، ْ غَير ِ عَ لَيْه ِ يَتَحَ دَّ يَانِهِ ، وَيُعْ لِنَان ِ إِسْ لاَ مَ هُ مَ ا في َ فَثَارَت ْ ثَائِرَة ُ الزَّ وْجَ ينْ ِ ، وَأَقْبَلا وَيَقُ ولاَنِ : »لَقَ د ْ أَسْ لَمْ نَا، فَاصْ نَع ْ مَ ا بَدَا لَكَ.« 20