بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين مقدمة راعوث واستير وحنّة أم صموئيل اا في ث لًث نساء عظيمات من العهد القديم: راعوث، ا عميق لً يقدّم هذا الكتاب تأم واستير، وحنّة أم صموئيل، اللواتي تجلّت في حياتهن ّ محبة الله، وأمانته، وقوة الإيمان العامل ّ بالمحبة. فبرغم أنهن ّ عشن في أزمنة مختلفة وتحت ظروف متباينة، إلا أن كل واحدة منهن كيف يستخدم الله من يثق به ليغير ّ مجرى اا حيًّا على عمل الله في الضعف، و كانت شاهد التاريخ من خ لًل راعوث واستير وحنّة نرى ث لًثة أوجه من عمل الله: الفداء، والحماية، اا لعمل الله المستمر في والاستجابة. هؤلاء النساء لم يكن ّ مجرد شخصيات تاريخية، بل رموز حياة المؤمنين اليوم. فالإيمان الصادق، مهما بدا بسيطاا أو خفياا، هو القناة التي يسكب الله من خلًلها نعمته ومجده في العالم مجدى عيد 1 راعوث ا راعوث واحدة من أعظم الشخصيات النسائية في الكتاب المقدس، وقصتها تُعد مثالا خالدا للإيمان، والولاء، والطاعة، والإخلًص لله وللبشر، تظهر قصتها في سفر راع وث، أحد أسفار العهد القديم القصيرة، لكنها تحمل معاني لاهوتية وروحية عميقة تتعلق بالفداء الإلهي وعمل النعمة ا : الخلفية التاريخية والجغرافية أولا تدور أحداث قصة راعوث في زمن القضاة، وهي فترة من الفوضى الدينية والسياسية في تاريخ إسرائيل (حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلًد) يقول السفر وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، كل واحد عمل ما حسن في عينيه (قضاة 25:21 ) كانت أرض موآب تقع شرق نهر الأردن، وسكانها من نسل لوط (ابن أخي إبراهيم) كان هناك عداء قديم بين بني إسرائيل والموآبيين بسبب عبادة الأصنام ورفض موآب و مساعدة إسرائيل أثناء خروجهم من مصر (تثنية 3:23 - 6 ) في هذا السياق، هرب رجل يدعى أليمالك من بيت لحم إلى أرض موآب مع زوجته كليون بسبب المجاعة وهناك تزوج الابنان امرأتين موآبيتين نعمي وابنيه محلون و ( عُرفة وراعوث) ثانياا: الأحداث الرئيسية في القصة مأساة الفقدان كنّتاها أرم لًت قررت نعمي مات أليمالك وولداه في أرض موآب، فبقيت نعمي و العودة إلى بيت لحم بعدما سمعت أن الرب افتقد شعبه وأعطاهم خبزا كنتاها ورجعت من بلًد موآب (راعوث فقامت هي و 6:1 ) 2 قرار راعوث المصيري حاولت نعمي إقناع كنّتيها بالبقاء في موآب، لكن راعوث أعلنت إخ لًصا عجيبا إلى حيث تذهبين أذهب، وحيث تبيتين أبيت، شعبك شعبي وإلهك إلهي (راعوث 16:1 ) كت راعوث وطنها وآلهتها الوثنية لتتبع نعمي وإله إسرائيل الحقيقي ، بهذا القرار تر ا روحياا حقيقياا خطوة إيمان جريئة تعكس تحولا العمل في حقل بوعز عادت نعمي وراعوث إلى بيت لحم في وقت حصاد الشعير، بدأت راعوث تلتقط السنابل وراء الحصادين لإعالة نفسها ونعمي، وهناك التقت بـبوعز، رجل غني ذو صلًح وتقوى، وهو قريب لأليمالك فقال بوعز لراعوث: قد أُخبر إخ لًصك نحو حماتك... ليُكافئ الرب عملك (راعوث 11:2 – 12 ) فداء راعوث وزواجها ببوعز بحسب شريعة الفداء العبرية (الولي)، كان لأقرب الأقارب الحق في فداء الأرض والزواج بالأرملة لإقامة نسل للميت (تثنية 5:25 – 10 ) بوعز قبل أن يكون وليا لراعوث بعد أن رفض الولي الأقرب هذا الدور ا فولدت ابنا (راعوث لً فأخذ بوعز راعوث امرأة له، ودخل عليها، فأعطاها الرب حب 13:4 ) ثالثاا: المعاني ال لًهوتية والرمزية في قصة راعوث راعوث الموآبية تمثل الأمم التي قبلت الإيمان بالله الحقيقي بعد أن كانت بعيدة عنه نعمي ترمز إلى شعب الله الذي تألم ثم عاد إلى الرب بعد التجربة بوعز يرمز إلى المسيح كـالفادي الذي اشترى كنيسته بدمه 3 الفداء رمز واضح لفداء المسيح للبشرية من الخطية والموت اا: نسب المسيح ودور راعوث فيه رابع راعوث لم تكن فقط مؤمنة أممية دخلت شعب الله، بل صارت جزءاا من سلسلة نسب يسوع المسيح وسلمون ولد بوعز من رَاحَابَ ، وبوعز ولد عوبيد من راعوث، وعوبيد ولد يسى، ويسى ولد داود الملك (متى 5:1 ) وهكذا صارت امرأة أممية سابقة إحدى الجدات في نسب المسيح، مما يُظهر شمول نعمة الله لكل الأمم والشعوب اا: الدروس الروحية من حياة راعوث خامس الإيمان العملي: لم تكتف ِ راعوث بالك لًم بل عبرت عن إيمانها بأفعالها الوفاء والإخلًص: ظلت مخلصة لنعمي رغم الفقر والغربة كت آلهة موآب لتعبد الرب وحده الطاعة لله: تر كة ومجد النعمة الإلهية: الله قادر أن يحول الغربة والحرمان إلى بر رمزية الفداء: بوعز فادى راعوث كما فدى المسيح الكنيسة بدمه اا: تطبيقات عملية لحياتنا اليوم سادس الثقة بخطة الله: حتى عندما يبدو الطريق مظلما، الله يعمل في الخفاء ليحقق الخير الإيمان يغير الهوية: كما انتقلت راعوث من الوثنية إلى شعب الله، يمكن لأي إنسان أن يبدأ حياة جديدة بالإيمان بالمسيح الله لا يفرق بين الشعوب: النعمة متاحة للجميع دون استثناء الطاعة الصامتة أقوى من الأقوال: أعمال راعوث كانت شهادة لإيمانها أكثر من كلًمها راعوث الموآبية هي تجسيد للنعمة الإلهية العاملة في حياة الإنسان العادي، قصتها تبدأ 4 بالحزن وتنتهي بالمجد؛ تبدأ بالحرمان وتنتهي بالفداء؛ تبدأ بالغربة وتنتهي بالانتماء لشعب الله، من خ لًل إيمانها وطاعتها أصبحت جزءاا من خطة الله الخ لًصية التي بلغت كمالها في شخص يسوع المسيح الفادي الحقيقي لكل من يؤمن به راعوث بين التقليد، التاريخ، والآباء شخصية راعوث الموآبية تُعد من أبرز الشخصيات النسائية في العهد القديم، وهي تمثل مثالاا رائعاا للإيمان والأمانة والمحبة، قصة راعوث وردت في سفر راعوث، وهو من الأسفار التاريخية في العهد القديم، وتدور أحداثه في زمن القضاة، قبل قيام المملكة في إسرائيل أولاا: ما يقوله التقليد الكتابي واليهودي عن راعوث التقليد اليهودي والمسيحي معاا ينظر إلى راعوث باعتبارها رمزاا للتوبة والإيمان الذي يتجاوز الحدود القومية، كانت راعوث من موآب، وهي أمة كانت تُعتبر معادية لإسرائيل بحسب الشريعة (تثنية 3:23 ) ومع ذلك، فإن دخولها إلى شعب الله يُظهر رحمة الله التي تشمل الأمم ُ ُكَك ِ وَأَرْجع َ عَنْكِ ، لأَنَّه ُ حَيـْثُمَا ذَهَبْت ِ أَذْهَب فـَقَالَت ْ رَاعُوث ُ لا َ تُلِحِّ ي عَلَي َّ أَن ْ أَتـْر وَإِلهُك ِ إِلهِي (را ِ وَحَيـْثُمَا بِت ّ ِ أَبِيتُ ، شَعْبُك ِ شَعْبي 1 : 16 )،التقليد اليهودي يرى في راعوث مثالاا للغريبة التي قبلت إله إسرائيل بإيمان صادق، أما التقليد المسيحي فيرى فيها صورة رمزية للكنيسة الأممية التي قبلت الإيمان بالمسيح بعد أن كانت بعيدة عن العهد راعوث تمُثل الأمم التي دخلت إلى عائلة الله بوعز يرمز إلى المسيح الفادي الذي افتدى الكنيسة زواج بوعز من راعوث يُشير إلى اتحاد المسيح بالكنيسة ثانياا: ما يقوله المؤرخون عن راعوث من الناحية التاريخية، يرى الباحثون أن قصة راعوث تحمل قيمة اجتماعية وتاريخية مهمة، فهي تُظهر التفاعل بين إسرائيل وجيرانها، خصوصاا الموآبيين، كما تكشف القصة عن نظام الفداء والزواج القريب في المجتمع العبري القديم 5 أصل المؤابيين وموقعهم الجغرافي كان المؤابيون يسكنون في منطقة شرق نهر الأردن، جنوب نهر أرنون (اليوم في الأردن) كانوا جيران بني إسرائيل من الشرق، مما جعل العلًقة بينهم وبين الإسرائيليين علًقة و متوترة ومتقلبة عبر التاريخ منطقة موآب: أرض خصبة تقع بين نهري أرنون والزرقة، على حدود أدوم وعمون عبدوا الإله كموش، الذي ذُكر في الكتاب المقدس كإله باطل (عدد 29:21 ؛ ملوك الأول 7:11 ) ع لًقتهم بإسرائيل: كانت تتراوح بين العداء والتحالف المؤقت، لكنهم غالباا كانوا أعداءا لإسرائيل يُرجح المؤرخون أن سفر راعوث كُتب في فترة ما بعد السبي البابلي (حوالي القرن الخامس قبل الميلًد)، عن دما كان اليهود يعيدون التفكير في هويتهم الدينية والقومية ثالثاا: ما يقوله آباء الكنيسة عن راعوث الآباء القديسون رأوا في راعوث رمزاا روحياا عميقاا القديس أغسطينوس: رأى في راعوث صورة للكنيسة الأممية التي كت آلهتها القديمة لتتبع الإله الحقيقي تر القديس يوحنا الذهبي الفم: أكد أن إيمان راعوث ليس مجرد عاطفة بشرية نحو حماتها نعمي، بل هو قرار مبني على معرفة الله الحي القديس أمبروسيوس: شبه بوعز بالمسيح الذي فدى راعوث (الكنيسة) بدمه، كما فدى بوعز حق الميراث لأجلها أوريجانوس: اعتبر أن دخول راعوث إلى حقل بوعز يشير إلى دخول الأمم إلى حقل الرب أي كنيسته الآباء رأوا في سفر راعوث رسالة خ لًصية تُعلن محبة الله الجامعة التي لا تميز بين يهودي 6 وأممي ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر ولا أنثى، لأنكم جميعاا واحد في المسيح يسوع – غلًطية 28:3 راعوث هي شهادة حية على أن الإيمان الحقيقي لا يُقاس بالأصل أو النسب، بل كت وطنها وآلهتها لتتبع الإله الحي، فأكرمها الله بأن تكون جزءاا بطاعة القلب لله، لقد تر من خطة الخلًص الكبرى التي تحققت في المسيح من خلًل راعوث نتعلم أن الله يقبل كل من يأتي إليه بإيمان صادق مهما كان ماضيه أن الخلًص لا يقتصر على شعب معين بل هو متاح لكل الأمم كة تتجاوز الأجيال أن أمانة الإنسان لله تثمر بر 7 الملكة استير أستير هي واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في الكتاب المقدس، واسمها مرتبط بالشجاعة، والحكمة، والإيمان في مواجهة الخطر، قصتها تُروى في سفر أستير، وهو أحد أسفار العهد القديم التاريخية، وتكشف عن عناية الله الخفية بشعبه حتى عندما يبدو أنه غائب عن المشهد ا : الخلفية التاريخية والجغرافية أولا تدور أحداث سفر أستير في الإمبراطورية الفارسية خلًل حكم الملك أحشويروش (المعروف تاريخياا باسم خشايارشا الأول)، الذي حكم من سنة 486 إلى 465 ق.م. كز الأحداث، في ذلك الوقت كان اليهود قد عاد بعضهم من كانت العاصمة شوشن مر السبي البابلي إلى أورشليم، بينما بقي آخرون في ب لًد فارس، ومن بينهم أستير ومرُدخاي كان مربياا (لهَدَسَّة) التي هي كان في شوشن القصر رجل يهودي اسمه مردخاي بن يائير و و أستير بنت عمه، لأنه لم يكن لها أب ولا أم (أستير 5:2 - 7 ) اسمها العبري هو هدسة ، وهو اسم عبري مؤنث مشتق من الكلمة العبرية هدس ومعناها (الآس) أو شجرة المِرْسين وهي شجرة عطرية دائمة الخضرة ذات أوراق خضراء وزهور بيضاء ذات رائحة طيبة في الفكر العبري، كان لشجرة الآس (هدس) رمزية خاصة، إذ كانت تُستخدم في عيد المظال ضمن طقوس العبادة في العهد القديم أما اسمها الفارسي أستير فيعني نجمة، وهو مناسب لدورها المضيء في زمن مظلم ثانياا: ملخص أحداث القصة اختيار أستير ملكة بعد أن رفضت الملكة وشتي أوامر الملك، قرر أحشويروش اختيار ملكة جديدة من بين الفتيات الجميلًت في المملكة، اختيرت أستير لأنها نالت نعمة في عيني كل من رآها (أستير 15:2 )، وأصبحت ملكة فارس 8 فأحب الملك أستير أكثر من جميع النساء، ووجدت نعمة وإحساناا أمامه أكثر من جميع العذارى، فوضع تاج الملك على رأسها (أستير 17:2 ) مؤامرة هامان ضد اليهود هامان الوزير الأول للملك، امتلأ غضباا على مردخاي لأنه لم يسجد له فخطط لإبادة جميع اليهود في المملكة، وأصدر أمراا ملكياا يقضي بقتلهم في يوم واحد فقال هامان للملك أحشويروش إن شعباا ما متفرقاا ومشتتاا بين الشعوب لا تنفع الملك سكناهم (أستير 8:3 ) موقف أستير الحاسم عندما علم مردخاي بالمؤامرة، طلب من أستير أن تتدخل لدى الملك رغم الخطر الذي يهدد حياتها إن دخلت عليه دون دعوة اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من أجلي وأنا أيضاا وجواري نصوم كذلك (أستير 16:4 ) بهذا أظهرت أستير شجاعة نادرة وإيماناا عميقاا بعناية الله، قائلة وإذا هلكتُ ، هلكت ُ (أستير 16:4 ) تدخل إلهي وعكس الموازين دخلت أستير إلى الملك ونالت نعمة أمامه، دعت الملك وهامان إلى وليمتين كشفت فيهما مؤامرته، فغضب الملك وأمر بشنق هامان على الخشبة التي أعدها لمردخاي فقال الملك: اصْلِبُوه ُ عَلَيـْهَا، فصلبوا هامان على الخشبة التي أعدها لمردخاي (أستير 9:7 – 10 ) خلًص الشعب اليهودي اا سمح لليهود بالدفاع عن أنفسهم، فانتصروا على أعدائهم، أصدر الملك امرااجديد ومنذ ذلك الوقت، يحتفل اليهود بعيد الفُوريم تُذكراا لخ لًصهم 9 لذلك سموا تلك الأيام فوريم لأجل جميع كلمات هذه الرسالة وما رأوه من ذلك وما أصابهم (أستير 26:9 ) معنى الفوريم اى القرعه ،يُذكر أن هامان ألقى «فور» أي القرعة ليحدد اليوم الذي فيه يُباد اليهود ثالثاا: السمات الشخصية والروحية لأستير الإيمان بالله: اعتمدت على الصلًة والصوم قبل اتخاذ أي خطوة خطيرة الشجاع: واجهت الموت من أجل خلًص شعبها الحكمة والاتزان: تحلت بالحكمة في تعاملها مع الملك وهامان ولم تتصرف بعجلة: لم يكن جمالها الخارجي فقط بل روحها الهادئة التي جذبت القلب النعمة والجمال الداخلي: لم يكن جمالها الخارجي فقط بل روحها الهادئة التي جذبت القلب اا: المعاني ال لًهوتية والرمزية في سفر أستير رابع العناية الإلهية: رغم أن اسم الله لا يُذكر صراحة في السفر، إلا أن يده واضحة في كل الأحداث، ترتيب الأمور بدقة يدل على أن الله يعمل حتى عندما لا يُذكر بالاسم الاختيار الإلهي: الله اختار فتاة يتيمة لتكون وسيلة خلًص لأمة بأكملها رمز لاختيار الله للأدوات الضعيفة ليُظهر قوته الصوم والصلًة: يمثلًن السلًح الروحي في مواجهة الأزمات انعكاس صورة المسيح: كما وقفت أستير أمام الملك لتتشفع عن شعبها، هكذا يشفع المسيح أمام الآب عن المؤمنين (عبرانيين 25:7 ) اا: الدروس الروحية من حياة أستير خامس الله يضعنا في أماكن معينة لأغراض محددة الوقت مثل هذا وصلت إلى الملك (أستير 4 : 41 ) فكل مؤمن له دور إلهي في زمانه ومكانه 10 الشجاعة الإيمانية مطلوبة: الإيمان الحقيقي يخُ تبر عندما نواجه الخطر بإيمان وليس بالخوف قوة الصوم والص لًة: قبل أي عمل حاسم يجب اللجوء إلى الله أولاا التواضع: رغم مكانتها الملكية، لم تنس َ هويتها كابنة لشعب الله الله يعمل من خلًل الظروف العادية: كل التفاصيل تقود إلى خلًص عظيم اا: رمزية أستير في خطة الخ لًص سادس أستير كملكة متشفعة: ترمز إلى المسيح الذي يشفع عن شعبه أمام الله هامان الشرير: يرمز إلى الشيطان الذي يسعى لإهلًك شعب الله لكنه يُهزم بخطة الله الحكيمة مردخاي: يرمز إلى الإيمان الثابت الذي لا ينحني أمام الشر عيد الفوريم: رمز لفرح الخلًص بعد الضيق كما يفرح المؤمنون بخلًص المسيح الأبدي اا: تطبيقات عملية لحياتنا اليوم سابع كن أميناا حيث وضعك الله، قد تكون في مكان لا تفهم سبب وجودك فيه الآن، لكن الله قد يستخدمك لعمل عظيم كما استخدم أستير أستير بين التقليد، التاريخ، والآباء شخصية الملكة أستير تُعد من الشخصيات النسائية العظيمة في العهد القديم، وهي محور سفر أستير الذي يسجل كيف أن الله خلّص شعبه من الإبادة على يد هامان الوزير الفارسي، قصة أستير تمثل مثالاا للشجاعة والإيمان والعناية الإلهية غير المنظورة أولاا: ما يقوله التقليد الكتابي واليهودي عن أستير التقليد اليهودي يرى في أستير بطلة قومية خلصت شعب إسرائيل من مؤامرة الهلًك في زمن الإمبراطورية الفارسيه 11 في التقليد اليهودي، يحُ تفل بذكرى خ لًص الشعب في عيد البوريم (المساخر)، وهو عيد فرح وشكر لله على الخلًص الذي تم بواسطة أستير، وقد صار هذا العيد علًمة على حفظ الله لشعبه حتى في المنفى لأنه إن سكت ّ في هذا الوقت، يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر، وأما أنت وبيت أبيك فتبيدون، ومن يعلم إن كنت ِ لوقت مثل هذا وصلت إلى الملك – أستير 4:14 التقليد المسيحي يرى في أستير رمزاا للكنيسة التي تتشفع أمام الملك (الله) من أجل شعبها، وتضع حياتها في خطر لأجل خ لًص الآخرين كما يرى الآباء فيها مثالاا للطاعة الحكيمة والإيمان العملي أستير ترمز إلى الكنيسة التي تتشفع لأجل المؤمنين أحشويروش يرمز إلى الملك السماوي الذي يستجيب لتضرع شعبه هامان يمثل قوى الشر التي يحطمها الله في النهاية ثانياا: ما يقوله المؤرخون عن أستير من ناحية تاريخية، يرى بعض المؤرخين أن قصة أستير تحمل خلفية واقعية مرتبطة بالإمبراطورية الفارسية في القرن الخامس قبل المي لًد، يعتبر أن السفر كُتب بأسلوب أدبي رمزي لتعليم الشعب الثقة بعناية الله أثناء المنفى النقاد التاريخيون يشيرون إلى أن سفر أستير لا يذكر اسم الله صراحة، وهو أمر فريد في الكتاب المقدس، لكن هذا الغياب الظاهري يُعد مقصوداا ليُظهر أن الله يعمل خلف الأحداث دون أن يُذكر اسمه مباشرة فالعناية الإلهية واضحة رغم الصمت الظاهري من ناحية الأدلة الأثرية، لا توجد نصوص فارسية معروفة تذكر أستير أو مردخاي بالاسم، لكن السياق التاريخي والسياسي للسفر يتوافق مع معطيات زمن الإمبراطورية الفارسية الكبرى يرى بعض المؤرخين مثل يوسيفوس فلًفيوس (المؤرخ اليهودي من القرن الأول المي لًدي) أن أحداث أستير وقعت فع لًا وأنها كانت زوجة الملك أحشويروش ، وأن 12 مردخاي كان أحد المسؤولين في القصر الملكي ثالثاا: ما يقوله آباء الكنيسة عن أستير الآباء القديسون رأوا في أستير أكثر من مجرد بطلة تاريخية؛ بل اعتبروها رمزا روحياا عميقا القديس يوحنا الذهبي الفم: رأى في شجاعة أستير مثالاا للإيمان العامل بالمحبة؛ إذ وضعت نفسها في خطر الموت لتخلص شعبها القديس أمبروسيوس: شبه دخول أستير إلى حضرة الملك بدخول الكنيسة إلى حضرة الله بشفاعة المسيح، كما رأى في صوم أستير وشعبها استعداداا روحياا قبل العمل الإلهي القديس جيروم: اعتبر أن الله استخدم أستير كأداة لخ لًص شعبه، مشيراا إلى أن نعمة الله تعمل من خلًل أشخاص عاديين إذا أطاعوا دعوته القديس أغسطينوس: قال إن غياب اسم الله في السفر لا يعني غياب الله نفسه، بل يدل على أن عمل العناية الإلهية لا يحتاج إلى إع لًن مباشر بل يُفهم بالإيمان عَيـْنـَيْك َ أَيـُّهَا الْمَلِكُ ، وَإِذَا ِ فَأَجَابَت ْ أَسْتِير ُ الْمَلِكَة ُ وَقَالَتْ : إِنْ كُنْت ُ قَد ْ وَجَدْت ُ نِعْمَةا في بِطِلْبَتي ِ (أس ِ نـَفْسِ ي بِسُؤْليِ ، وَشَعْبي ِ حَسُن َ عِنْد َ الْمَلِكِ ، فـَلْتـُعْط َ لي 7 : 3 ) رأى الآباء في هذا الموقف صورة رمزية للمسيح الذي دخل أمام الآب ليطلب خلًص البشرية بدمه خلًصة لاهوتية وروحية أستير تجسد حقيقة أن الله يعمل حتى من خلًل الأحداث البشرية والسياسية لتحقيق مقاصده، رغم أن اسمه لم يُذكر في السفر، إلا أن وجوده واضح من خ لًل التوقيتات الدقيقة والنتائج الخلًصية من خلًل حياة أستير نتعلم أن الله يضع كل مؤمن في مكان معين لوقت مثل هذا ليكون أداة خلًص للآخرين 13 أن الشجاعة الحقيقية تنبع من الإيمان بالله والثقة بعنايته أن الصوم والصلًة هما مفتاحا القوة الروحية قبل مواجهة التحديات أن الله يعمل من وراء الكواليس حتى عندما يبدو صامتاا نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده – رومية 8 : 28 14 حنّة أم صموئيل حنّة أم صموئيل هي واحدة من أبرز النساء المؤمنات في العهد القديم، وتُعتبر مثالاا رائعاا للإيمان، والصلًة، والوفاء بالنذر، وردت قصتها في سفر صموئيل الأول الأصحاحين الأول والثاني، تمثل حنة المرأة التي حولت ألمها إلى ص لًة، وحزنها إلى تسبيح، فعاشت مثالاا للثقة الكاملة بالله رغم الصمت الطويل والاستجابة المتأخرة أولاا: الخلفية التاريخية والسياق العام عاشت حنّة في زمن القضاة، أي في مرحلة مظلمة من تاريخ إسرائيل حيث كان كل واحد يفعل ما يحسن في عينيه (قضاة 25:21 ) كانت متزوجة من ألقانة الذي كان له كانت فننة لها أولاد، أما حنة فكانت عاقراا امرأتان حنّة و فننة، و في المجتمع العبري القديم، كان العقم يُعتبر عاراا كبيراا، وغالباا ما يُفسر كع لًمة على غضب الله أو لعنة، لكن القصة تُظهر أن الله يستخدم حتى الألم ليصنع مقاصده العظيمة كانت نفسها مرة فصلت إلى الرب وبكت بكاءا و – صموئيل الأول 10:1 ثانياا: حنة في التقليد الكتابي واليهودي في التقليد اليهودي، تُعتبر حنة نموذجاا للمرأة المصلية التي غيرت التاريخ بالص لًة، إذ أن صلًتها الفردية الهادئة أمام الهيكل كانت فريدة في أسلوبها، حتى أن عالي الكاهن ظنها سكرى لأنها كانت تصلي من قلبها دون صوت مسموع فقال عالي إلى متى تسكرين انزعي خمرك عنك، فأجابت حنة وقالت لا يا سيدي، إني امرأة حزينة الروح ولم أشرب خمراا ولا مسكراا، بل أسكب نفسي أمام الرب – صموئيل الأول 14:1 - 15 التقليد اليهودي يرى فيها رمزاا للتوبة الصادقة والإيمان العميق، ص لًتها أصبحت نموذجاا للص لًة الشخصية الصامتة في العبادة اليهودية ما يُعرف لاحقاا بـ التفيلة 15 وعدت حنة الرب قائلة إنها إن أعطاها ابناا ستقدمه له كل أيام حياته فاستجاب الله وولدت صموئيل، الذي صار نبياا عظيماا وقاضياا لإسرائيل لأني من أجل هذا الصبي صليت، فأعطاني الرب سؤلي الذي سألته من لدنه، وأنا أيضاا قد أعرته للرب، جميع أيام حياته هو مُعَار ٌ للرب صموئيل الأول 27:1 - 28 ثالثاا: التحليل ال لًهوتي لقصة حنة 1 - الإيمان وسط الألم حنّة لم تترك الألم يقودها إلى التذمر أو الشك، بل إلى الص لًة، لقد حولت ضعفها إلى قوة بالاتكال على الرب، هذا الموقف يعكس عمق الإيمان الذي يرى الله حتى وسط العقم والخيبة 2 - الصلًة الصامتة والاتصال المباشر بالله صلًتها الهادئة تسبق بكثير المفهوم المسيحي للصلًة الشخصية التي لا تحتاج إلى كلمات كثيرة بل إلى صدق القلب (راجع متى 6:6 ). كانت حنة تصلي من القلب لا من الشفاه فقط 3 - النذر والوفاء به حنة نذرت أن تهب ابنها للرب إن استجاب لصلًتها، وعندما تحقق الوعد لم تتراجع بل أوفت بنذرها بالكامل، فسلمت ابنها الوحيد للخدمة في الهيكل وهو بعد طفل صغير 4 - التمجيد والتسبيح بعد الاستجابة بعد استجابة الله لصلًتها، أنشدت حنة واحدة من أعظم الترانيم في الكتاب المقدس ، نشيد حنة (صموئيل الأول 1:2 – 10 )، وهو يُعتبر نواة لنشيد مريم العذراء (لوقا 46:1 – 55 )، كلًهما يسبحان الله الذي يرفع المتضعين ويذل المتكبرين الرب يمُيت ويحُ يي، يُهبط إلى الهاوية ويُصعد، الرب يُفقر ويُغني، يُذل ويُعز – صموئيل الأول 6:2 - 7 16