38 منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري في دورته السادسة درا�سات ونقد ن�ســـــو�ص مواجهـــــات نوافـــذ المملكة: إنقاذ ما يمكن إنقاذه آثار 2- دعم البحوث والر�سائل العلمية يهتم بدعم م�ساريع البحوث والر�سائل العلمية والدرا�سات المتعلقة بمنطقة الجوف، ويهدف اإلى ت�سجيع الباحثين على طرق اأبواب علمية بحثية جديدة في معالجاتها واأفكارها. (اأ) ال�شروط العامة: ١- ي�سمل الدعم المالي البحوث الأكاديمية والر�سائل العلمية المقدمة اإلى الجامعات والمراكز البحثية والعلمية، كما ي�سمل البحوث الفردية، وتلك المرتبطة بموؤ�س�سات غير اأكاديمية. ٢- يجب اأن يكون مو�سوع البحث اأو الر�سالة متعلقا ً بمنطقة الجوف. ٣- يجب اأن يكون مو�سوع البحث اأو الر�سالة جديدا ً في فكرته ومعالجته. ٤- اأن ل يتقدم الباحث اأو الدار�س بم�سروع بحث قد فرغ منه. ٥- يقدم الباحث طلبا ً للدعم مرفقا ً به خطة البحث. ٦- تخ�سع مقترحات الم�ساريع اإلى تقويم علمي. ٧- للموؤ�س�سة حق تحديد ال�سقف الأدنى والأعلى للتمويل. ٨- ل يحق للباحث بعد الموافقة على التمويل اإج��راء تعديلات جذرية ت��وؤدي اإلى تغيير وجهة المو�سوع اإل بعد الرجوع للموؤ�س�سة. ٩- يقدم الباحث ن�سخة من ال�سيرة الذاتية. (ب) ال�شروط الخا�شة بالبحوث: - يلتزم �لباحث بكل ما جاء في �ل�شروط �لعامة(�لبند «�أ»). ١ ٢- ي�سمل المقترح ما يلي: - تو�سيف م�سروع البحث، وي�سمل مو�سوع البحث واأهدافه، خطة العمل ومراحله، والمدة المطلوبة لإنجاز العمل. - ميزانية تف�سيلية متوافقة مع متطلبات الم�سروع، ت�سمل الأجهزة والم�ستلزمات المطلوبة، م�ساريف ال�سفر والتنقل وال�سكن والإعا�سة، الم�ساركين في البحث من طلاب وم�ساعدين وفنيين، م�ساريف اإدخال البيانات ومعالجة المعلومات والطباعة. - تحديد ما اإذا كان البحث مدعوما ً كذلك من جهة اأخرى. (ج) ال�شروط الخا�شة بالر�شائل العلمية: �إ�شافة لكل ما ورد في �ل�شروط �لخا�شة بالبحوث(�لبند «بــ«) يلتزم �لباحث بما يلي: ١- اأن يكون مو�سوع الر�سالة وخطتها قد اأقرّا من الجهة الأكاديمية، ويرفق ما يثبت ذلك. ٢- اأن يُقدّم تو�سية من الم�سرف على الر�سالة عن مدى ملاءمة خطة العمل. الجوف: هاتف 3455 626 04 - فاك�ص� - 04 624 7780 ص. ب � 458سكاكا - الجوف الريا�ص: هاتف 5494 201 01 - فاك�ص� - 01 201 5498 ص. ب 10071 الريا�ص 11433 nashr@asfndn.com - ن�شر الدرا�شات والإبداعات الأدبية 1 يهتم بالدرا�سات، والإبداعات الأدبية، ويهدف اإلى اإخراج اأعمال متميزة، وت�سجيع حركة الإبداع الأدبي والإنتاج الفكري واإثرائها بكل ما هو اأ�سيل ومميز. وي�سمل الن�سر اأعمال التاأليف والترجمة والتحقيق والتحرير. مجالت الن�شر: ا أ - الدرا�سات التي تتناول منطقة الجوف في اأي مجال من المجالت. » من �شروط �لن�شر). ب- الإبداعات الأدبية باأجنا�سها المختلفة (وفقا ً لما هو مبيّن في البند «٨ » من �شروط �لن�شر). ج- الدرا�سات الأخرى غير المتعلقة بمنطقة الجوف (وفقا ً لما هو مبيّن في البند «٨ �سروطه: ١- اأن تت�سم الدرا�سات والبحوث بالمو�سوعية والأ�سالة والعمق، واأن تكون موثقة طبقا ً للمنهجية العلمية. ٢- اأن تُكتب المادة بلغة �سليمة. ٣- اأن يُرفق اأ�سل العمل اإذا كان مترجماً، واأن يتم الح�سول على موافقة �ساحب الحق. ) ويرفق بها قر�س ممغنط. A4 ٤- اأن تُقدّم المادة مطبوعة با�ستخدام الحا�سوب على ورق ( ٥- اأن تكون ال�سور الفوتوغرافية واللوحات والأ�سكال التو�سيحية المرفقة بالمادة جيدة ومنا�سبة للن�سر. ٦- اإذا كان العمل اإبداعا ً اأدبيا ً فيجب اأن يت�ّسم بالتميّز الفني واأن يكون مكتوبا ً بلغة عربية ف�سيحة. ٧- اأن يكون حجم المادة - وفقا ً لل�سكل الذي �ست�سدر فيه - على النحو الآتي: - الكتب: ل تقل عن مئة �سفحة بالمقا�س المذكور. - البحوث التي تن�سر �سمن مجلات محكمة ت�سدرها الموؤ�س�سة: تخ�سع لقواعد الن�سر في تلك المجلات. - الكتيبات: ل تزيد على مئة �سفحة. (تحتوي ال�سفحة على «٢٥0» كلمة تقريباً). ٨- فيما يتعلق بالبند (ب) من مجالت الن�سر، في�سمل الأعمال المقدمة من اأبناء وبنات منطقة �لجوف، �إ�شافة �إلى �لمقيمين فيها لمدة لا تقل عن عام، �أما ما يتعلق بالبند (ج) في�شترط �أن يكون الكاتب من اأبناء اأو بنات المنطقة فقط. ٩- تمنح الموؤ�س�سة �ساحب العمل الفكري ن�سخا ً مجانية من العمل بعد اإ�سداره، اإ�سافة اإلى مكافاأة مالية منا�سبة. ١0- تخ�سع المواد المقدمة للتحكيم. برنامـج نشر الدراسات والإبداعـات الأدبية ودعم البحوث والرسائل العلمية في مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية 2 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G 3 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري الخيرية النا�شـــــــــر: اأ�س�سها الأمير عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري (اأمير منطقة الجوف من ١٣٦٢/٩/٥ه� - ١٤١0/٧/١ه� الموافق ١٩٤٣/٩/٤م - ١٩٩0/١/٢٧م) بهدف اإدارة وتمويل المكتبة العامة التي اأن�ساأها عام ١٣٨٣ه� المعروفة با�سم دار الجوف للعلوم. وتت�سمن برامج الموؤ�س�سة ن�سر الدرا�سات والإبداعات الأدبية، ودعم البحوث والر�سائل العلمية، واإ�سدار مجلة دورية، وجائزة الأمير عبدالرحمن ال�سديري للتفوق العلمي، كما اأن�ساأت رو�سة ومدار�س الرحمانية الأهلية للبنين والبنات، وجامع الرحمانية. وفي عام ١٤٢٤ه� م) �أن�شاأت �لموؤ�ش�شة فرعا ً لها في محافظة �لغاط (مركز �لرحمانية �لثقافي) له �لبر�مج و�لفعاليات نف�شها �لتي تقوم بها (٢00٣ الموؤ�س�سة في مركزها الرئي�س في الجوف، بوقف م�ستقل، من اأ�سرة الموؤ�س�س، لل�سرف على هذا المركز - الفرع. العدد 38 �ستاء 1434هـ - 2013م الـمحتويــــات في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير للدراسات عبد الرحمن بن أحمد السديري السعودية الجوف تحت�شن منتدى الأمير عبدالرحمن ال�سديري في دورته ال�شاد�شة 6 ........................ حوار مع ال�شاعر والمفكر زياد ال�سالم 86 ...................... 106 ..................... ه�شام بن ال�شاوي الجوائز الأدبية: اأو�شمة اأم فخاخ..؟ د. بدر المقبل: ً ال�شعراء ال�شعوديون نقادا 53 ...................... ملف ثقافي ربع �سنوي ي�سدر عن الم�شرف العام اإبراهيم الحميد اأ�شرة التحرير محمود الرمحي، محمد �سوانة اأيمن ال�سطام، عماد المغربي الإخراج الفني خالد الدعا�ص قواعد الن�شر 1 - اأن تكون المادة اأ�سيلة. 2 - لم ي�سبق ن�سرها. 3 - تراعي الجدية والمو�سوعية. 4 - تخ�سع المواد للمراجعة والتحكيم قبل ن�سرها. 5 - ترتيب المواد في العدد يخ�سع لاعتبارات فنية. 6 - ترحب الجوبة باإ�سهامات المبدعين والباحثين والكتّاب، على اأن تكون المادة باللغة العربية. المرا�شلات توجّ ه با�سم الم�سرف العام )+966()4(6263455 :هاتف )+966()4(6247780 :ص�فاك �ص. ب � 458سكاكا الجـوف - المملكة العربية ال�سعودية www.aljoubah.org aljoubah@gmail.com ISSN 1319 - 2566 ردمد �سعر الن�سخة 8 ريالات تطلب من ال�سركة الوطنية للتوزيع ً «الجوبة» من الاأ�سماء التي كانت تُطلق على منطقة الجوف �سابقا .................................................................. الفتتاحية ٤ اآثار المملكة.. اإنقاذ ما يمكن اإنقاذه ........................... ملف العدد: ٦ ال�سِّ عري ال�سّ عودي في بناء المواطنة.. دي��وان: ّ اأث��ر الن�ّس درا�سات ونقد: (غواية بي�ساء) لملاك الخالدي اأنموذجا ً - د. اإبراهيم الدهون ٤٢ ال�سعراء ال�سعوديون ن��ق��اداً.. «ق���راءة في مفهوم ال�سعر ل��دى ال�سعراء ال�سعوديين» - د. بدر بن علي المقبل .................................... ٥٢ ملامح الخريطة الإبداعية فى المملكة العربية ال�سعودية - اأ.د. خالد .................................................................... فهمى ٦٢ الموت على قيد الحياة، اأو الحياة على ذمة الموت! ” تراب الغريب “ رواية .......................................................... حنان بيروتي - ٦٩ .............................. سفر�عبدالله ال - س�سو�ن ق�ش�ص ق�شيرة: ٧٤ .............................................. لحن الغربة - ليلى الحربي ٧٥ تحية كرباجية - �سمية البوغافرية....................................... ٧٦ ق�س�س ق�سيرة جدا ً - ح�سن علي البطران ............................. ٧٨ .................................... سن برطال�سيرة جدا ً - ح�ق س�س�ق ٧٩ ق�س�س ق�سيرة جدا ً - �سيمة ال�سمري................................... ٨0 متى اأراك؟! - ملاك الخالدي.................................... �سعر: ٨١ ............................................. سيد جودة� - سمين�بائع اليا ٨٢ ر�سالة ٌ اإلى ن�سر ٍ عجوز - اأبو الفرج عبدالرحيم ع�سيلان ................. ٨٣ كائنات تمار�س� سعيرة الفو�سى - اإبراهيم زولي......................... ٨٤ المهاجر - �سليمان عبدالعزيز العتيق...................................... ٨٥ حوار مع ال�ساعر والمفكر زياد ال�سالم - عمر بو قا�سم ....... مواجهات: ٨٦ حوار مع الروائي �سلاح القر�سي - عمر بو قا�سم........................ ٩٣ حوار مع الكاتب والروائي ال�سعودي فهد العتيق - اأحمد الدمناتي ....... ٩٩ قراءة اأخرى للم�سهد الأدبي في المغرب: الجوائز الأدبية... اأو�سمة نوافذ: اأم فخاخ اأم �سهادات وفاة؟ - ه�سام بن ال�ساوي ......................... ١0٦ القراءة الإلكترونية معركة القرن - مر�سي طاهر ....................... ١١٣ ق�سيدة النثر العربية بين اأزم���ة الم�سطلح وف��و���س��ى النقد العربي .....................................................سر هلال�عبدالنا .د ١١٧ الكتاب بين التجويد والت�سليع - ماجد �سليمان........................... ١٢0 د. فهاد بن معتاد الحمد............................. عين على الجوبة: ١٢٣ ................................................................. قراءات: ١٢٤ 4 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G 5 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G جاء اختيار (الآثار في المملكة العربية ال�سعودية - اإنقاذ ما يمكن اإنقاذه)، كعنوان لندوة منتدى الأمير عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري في دورته ال�ساد�سة.. وعلى اأر�س الجوف - المقر الرئي�س للموؤ�س�سة، عنوانا بالغ الأهمية، ومو�سوعا اقت�ساديا هاما، اإذا ما اأخذنا في العتبار ما لهذا المو�سوع من اأهمية ع�سرية، وما تمثله الآثار من اإرث ح�ساري وتاريخي، للمملكة ب�سكل عام.. ولمنطقة الجوف ب�سكل خا�س، والتي كانت ت�سمى ب «جوف الدنيا»، والذي ما اإن يتناهى اإلى �سمعنا حتى يتبادر اإلى الذهن عراقة التاريخ والجذور الممتدة اإلى اأعماق الأ�سالة، فالجوف هي جوف الدنيا التي يفاخر �سكانها بهذا الم�سمى كما يقول الرحالة «جورج اوج�ست» عام ١٨٤٥م. اإن موقع الجوف على طرف الوطن ال�سمالي، قد منحه ح�سا�سية الأطراف حيث اكت�سب على مدى الزمن، ثقافة متميزة ت�ساف اإلى ثقافة الوطن الأكبر المتنوعة.. منطقة الجوف الحائرة بين الجزيرة العربية وال�سمال، كانت على ال��دوام ملتقى ً للثقافات والح�سارات المتعاقبة، مما و�سم هذه المنطقة بطابع مختلف على كافة ال�سُّ عُد، حيث يذكرنا المنتج و�للغوية بثر�ء� لمنطقة وعظم تاريخها، كما يذكرنا الثقافي بثقافاته ال�سعبية والفلكلورية المنتج الزراعي المتميز، والذي يجمع بين زراعات البحر المتو�سط والجزيرة العربية بثراء المنطقة الزراعي، وثراء موقعها على م�ستوى الطق�س وم�ستوى وفرة المياه. يقول الرحالة الفنلندي «ج��ورج اأوج�ست وال��ن» الذي زار الجوف عام ١٨٤٥م اإن �سكان الجوف كانوا يفاخرون بت�سميتها «جوف الدنيا» لأنها تقع على بعد مت�ساو تقريبا ً من مختلف اأقطار الجزء ال�سمالي من الجزيرة العربية وجنوبها، وهي بغداد ودم�سق والقد�س وحائل. وتعتبر منطقة الجوف اأول موقع ا�ستوطنه الإن�سان في جزيرة العرب قبل اأكثر من (٣٫١) مليون �سنة، وذلك في موقع ال�سويحطية الأث��ري ح�سب اأراء الآثاريين الذين يوؤكدون عراقة تاريخ المنطقة، وفقا ً لما هو مدون في الن�سو�س الأثرية والتاريخية، ووفقا ً لل�سواهد والقلاع والح�سون والمكت�سفات الح�سارية الموجودة في مدن المنطقة، مما يوؤكد اأن بداية الح�سارة في الجزيرة العربية كانت هذه المنطقة، والتي انتقلت منها اإلى جنوب الجزيرة العربية، كما عرفت هذه المنطقة في تاريخها خم�س ملكات، كانت الملكة بلقي�س اإحداهن، والتي انتقلت بدورها اإلى جنوب الجزيرة العربية. ففي ه��ذه المنطقة ظهرت مملكة اأدوم��ات��و بدومة الجندل في القرن الثامن قبل الميلاد، و�سهدت باأهميتها الدولة الأ�سورية التي جي�ست الجيو�س لغزو بلاد العرب في دومة الجندل، وفقا ً للجداريات المر�سومة حتى اليوم، والمحفوظة في متحف اللوفر بباري�س، كما �سهدت باأهميتها مملكة تدمر في القرن الثالث الميلادي عندما غزتها الله عليه و�سلم، ملكتها زنوبيا، كما �تجهت �إليها �لاأنظار عندما غز�ها �لر�شول �شلى وكتب اإلى اأهلها كتابا، ثم غزوة خالد بن الوليد لها، وفي ح�سول حادثة التحكيم ال�سهيرة بين على ومعاوية بها، وكان للمنطقة ال�سبق في مفاخرة اأهل مكة بالزهو، عندما علمتهم القراءة والكتابة على يد اأحد اأبنائها، وهو «ب�سر بن عبدالملك» �سقيق «الأكيدر» ملك دومة الجندل اأثناء الفتح الإ�سلامي لها، والذي اأبقى لنا ذلك في ق�سيدة خالدة، وها هي �سواهد التاريخ واقفة حتى اليوم تدل على عمق الح�سارة الإن�سانية التي عا�ستها هذه المنطقة طوال تاريخها.. اإن اأهمية هذه المنطقة بين المناطق المحيطة بها ل تقف عند حد، كاأهم واأو�سع باب رئي�س في �سمال الجزيرة العربية ولجته موجات متلاحقة من الهجرات الب�سرية في �سمال الجزيرة العربية.. مما يوؤكد البعد الح�ساري لهذه البلاد . واأهمية مثل هذا المنتدى تاأتي في ت�سليط ال�سوء على اآثار المملكة، واأثار الجوف تحديدا، حيث تعاني هذه الآثار من مخاطر بات الوعي بها مطلبا وطنيا، وهذا ما خرجت به اأوراق العمل المقدمة في ندوة المنتدى (الآثار في المملكة العربية ال�سعودية - اإنقاذ منطقة الجوف بمقومات اآثاريه و�سياحية توؤهلها لتحقيق ما يمكن �إنقاذه)، حيث تحظى مركز متميز على خارطة الآثار وال�سياحة في المملكة، وتتطلع المنطقة اإلى ا�ستغلال هذه المقومات في اأن�سطة الجذب ال�سياحي، من خلال اهتمام وت�سجيع الدولة لإقامة الم�ساريع ال�سياحية، ودعم ال�ستثمار في هذا المجال من خلال الحفاظ على المواقع الأثرية، و�سيانتها، والهتمام بها، واإنقاذها من اأية مخاطر تتهددها. اإبراهيم الحميد ■ افتتاحية العدد افــــــــــــــــتــــــــــــــــتــــــــــــــــاحــــــــــــــــيــــــــــــــــة مــــــــــــــــــلــــــــــــــــــف الــــــــــــــــــعــــــــــــــــــدد 7 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G 6 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G الجوف تحت�شن منتدى الأمير عبدالرحمن بن اأحمد ال�شديري بعنوان: في دورته ال�شاد�شة م) 21- 22 نوفمبر 2012 هـ ( 1434 محرم 8 – 7 * اإعداد: محمود الرمحي - عماد المغربي ■ برنامج المنتدى اف����ت����ُت����ِح ال���م���ن���ت���دى ي�����وم الأرب�����ع�����اء ٢0١٢/١١/٢١م، وت�سمن كلمات، رئي�س م��ج��ل�����س اإدارة م��وؤ���س�����س��ة ع��ب��دال��رح��م��ن ال�سديري الخيرية، في�سل بن عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري، والدكتور عبدالرحمن ال�سبيلي، ع�سو هيئة المنتدى، وقد �سملت – فعاليات المنتدى -ول��ل��م��رة ال��راب��ع��ة تكريم �سخ�سية متميزة لها اإ�سهام وا�سح ف��ي مجال الآث���ار تناولت مو�سوعه ن��دوة المنتدى. وك��ان �سخ�سية المنتدى لهذا العام الأ���س��ت��اذ ال��دك��ت��ور ع��ب��دال��رح��م��ن الطيب الأن�����س��اري ع��ال��م الآث����ار ال��م��ع��روف على الم�ستويين الداخلي والخارجي. افتتح اأع��م��ال المنتدى رئي�س مجل�س اإدارة الموؤ�س�سة، في�سل بن عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري، بكلمة رحب فيها ب�سيوف الندوة وح�سورها ال��ك��رام، الذين ج��اءوا لي�سهدوا انطلاقة فعاليات المنتدى في دورته ال�ساد�سة الذي يعد اأحد المنا�سط المنبرية ال��دوري��ة التي تقيمها موؤ�س�سة �سمن الــبــرنــامــج الــ�ــســنــوي لمنتدى الاأمــيــر عــبــدالــرحــمــن بــن اأحــمــد ال�سديري للدرا�سات ال�سعودية، ا�ست�سافت موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري الخيرية بمقرها في مدينة �سكاكا بمنطقة الجوف دورة المنتدى ال�ساد�سة، والتي كانت بعنوان (اآثار المملكة العربية ال�سعودية اإنقاذ ما يمكن اإنقاذه)، ولمدة يومين خلال الفترة من 21-2012/11/22م، بم�ساركة عدد من ذوي الاخت�سا�ص في المملكة العربية ال�سعودية. المملكة: إنقاذ ما يمكن إنقاذه آثار في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية المملكة: إنقاذ ما يمكن إنقاذه آثار دد������������������ع������������������ال ف������������������ل������������������م في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية 9 8 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G ` g 1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G عبدالرحمن ال�سديري الخيرية، وتحر�س من خلالها على تناول بع�س المو�سوعات المعا�سرة، الجديرة بالهتمام على م�ستوى الوطن. واأ���س��ار اإل���ى اأن المنتدى ت��ن��اول ف��ي دورات���ه الخم�س ال�سابقة مو�سوعات �سملت: • الهيئات الخيرية ال�سعودية بعد اأح��داث الحادي ع�سر من �سبتمبر، الآث��ار و�سبل تجاوزها. • الأزم��ة المالية العالمية وتداعياتها على القت�ساد ال�سعودي. • �لنظام �لق�شائي فــي �لمملكة �لعربية ال�سعودية. • المملكة العربية �لــنــظــام �ل�شحي فــي ال�سعودية. • الإدارة المحلية والتنمية. وف��ي ه��ذا العام، اختارت هيئة المنتدى اأن ي��ك��ون مو�سوع المنتدى ل��ل��دورة ال�ساد�سة هو (الآث��ار في المملكة: اإنقاذ ما يمكن اإنقاذه)، ا�ست�سعارا منها لما لهذا المو�سوع من اأهمية ع�سرية، وم��ا تمثله الآث���ار م��ن اإرث ح�ساري وتاريخي. اإذ يجري تناول هذا المو�سوع بالبحث أ والطرح والنقا�س في ن��دوة المنتدى التي تبدا جل�ساتها في اليوم التالي بم�ساركة مجموعة من العلماء والمتخ�س�سين من الهيئة العامة لل�سياحة والآث��ار، ومن عدد من كليات ال�سياحة والآثار بالجامعات ال�سعودية، وبم�ساركة خبراء واأ�ساتذة متخ�س�سين في المجالت القت�سادية والعلمية والجتماعية والإعلام. وقال رئي�س مجل�س الإدارة، اإننا ونحن ن�سعد باأن يكون لهذه الموؤ�س�سة �سرف الإ�سهام بخدمة الثقافة في وطننا العزيز من خ��لال ما توفره مكتباتها العامة، وتقدمه برامجها لدعم البحث والن�سر، وتحييه من منا�سطها المنبرية، لجدير بنا اأن ننوّه باأن هذه الموؤ�س�سة، ومثلها موؤ�س�سات وجمعيات ومبادرات اأُخر كثيرة في اأرج��اء هذا الوطن، ما كان لها اأن تعمل وتعطي وتثمر لول الله جل وعلا، ثم هذه الدولة الر�سيدة التي و�سعت الأ�س�س، و�سرّعت الأبواب، وقدمت العون، لتمكن كل ذي همة من الإ�سهام بما يجود بخدمة وطنه والرقي به. وج��دي��ر ب��ي ك��ذل��ك اأن اأ���س��ي��ر اإل���ى اأن ه��ذه الموؤ�س�سة الثقافية غير الربحية ال��ت��ي تعود جذورها اإلى ن�سف قرن خلا، هي من بنات فكر يرحمه الله- الذي تحمل ا�سمه، رجل – موؤ�س�سها ل جدال في اأنه من �سميم ثقافة هذا المجتمع، ومن منبعه الأول الأ�سيل. نعم، هنا وجه م�سرق لدولتنا، ح��ري ٌّ بنا اأن ن�سيد ب��ه، ونحيط بما تمخ�س ع��ن��ه، ونحفظ مكا�سبه، ون�سيف اإليها. ونعم، هنا وج��ه اأ�سيل لثقافتنا، ي�سمو اإلى الريادة، وي�سع بالنور، ويبعث اإلى الأمل. واأ�سار في�سل ال�سديري اإلى اأن َّ هيئة المنتدى ل��ه��ذا ال��ع��ام اخ���ت���ارت ع��ال��م��ا��� س��ع��ودي��ا، ليكون �سخ�سية المنتدى المكرمة في هذا الحفل، وهو مثال للعالم الذي بذل الكثير من الجهد والوقت في �سبيل خدمة قطاع الآثار في المملكة.. اأ�ستاذا جامعيا وباحثا ميدانيا مُنَقِّبا ومُكت�سفا ومُوَثِّقاً.. وموؤلفا ً للعديد من الكتب والمطبوعات في مجال الآث��ار والح�سارة ال�سعودية. هو �سعادة الأ�ستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأن�ساريً ، �سخ�سية منتدى الأمير عبدالرحمن ال�سديري للدرا�سات ال�سعودية في دورته ال�سادة لهذا العام. وقدم رئي�س مجل�س الإدارة ال�سكر والتقدير اإلى جميع من �سارك الموؤ�س�سة برعاية المنتدى، واإل��ى اأع�ساء هيئته..كما اأ���س��اد ب��الأخ الكريم خليفة مف�سي الم�سعر، والأبناء اأنجال المغفور له اإن �ساء الله الدكتور عارف مف�سي الم�سعر، على اإهدائهم مكتبته الخا�سة.. وقوامها نحو األ��ف كتاب ٍ ومرجع ٍ علمي، وه��و اأم��ر ل ي�ستكثر من مثلهم، ودعم ٌ لمكتبة ِ اأقيمت من اأجل اأبناء الجوف. وفي الختام، دعا الله عز وجل اأن يحفظ لهذه البلاد خ��ادم الحرمين ال�سريفين وول��ي عهده الأمين، واأن يوفقهم الله لكل ما يحبه وير�ساه.. تلا ذلك عر�س ٌ لكلمة �ساحب ال�سمو الملكي الأمير �سلطان بن �سلمان بن عبدالعزيز رئي�س الهيئة العامة لل�سياحة والآثار، الذي عبر فيها عن �سعادته واعتزازه بموؤ�س�سة الوالد عبدالرحمن ابن اأحمد ال�سديري على هذه الأعمال الخيرة والطيبة والوطنية، وتمنى لو تمكن من الح�سور، لكن ارتباطه بمنا�سبة في جدة مع مقام �سمو ولي العهد حال دون ذل��ك، وقد حيَّا الموؤ�س�سة على اختيار ه��ذا المو�سوع، وه��ذا ال��ع��ن��وان.. وتمنى على المنتدى الذي يجمع نخبة من العلماء الأفا�سل اأن يخرج بمبادرات وتو�سيات ي�ستفيد الجميع منها.. وقال �سموه: اأحب اأن اأب�سركم اأن الدولة بقيادة �شيدي خــادم �لحرمين �ل�شريفين يحفظه �لله، تَوَجُّ هها دائما على اأن نحيي الهتمام بالآثار ب�سكل بالآثار الوطنية، – بحمد الله – كبير، وهذا ما تم وتراثنا الوطني. وقد �سدر ولله الحمد كثير من الأوام��ر ال�سامية الكريمة، وكثير من المبادرات التي موَّلت، وفي الطريق اإن �ساء الله، م�ساريع ، ومنها م�ساريع في منطقة الجوف. منظورة وتابع �سموه قائلا: الجوف منطقة عزيزة على قلوبنا جميعا، وهي منطقة ثرية وتاريخية، أ ولها اأهمية في بناء تاريخنا الوطني؛ اأول، بدا تاريخها واأعمال اأهلها الطيبة بتاريخ هذا البلد، والوحدة الوطنية، اإن �ساء الله؛ ثم بما تحويه من تراث واآثار لها عمق كبير جدا في تاريخ بلادنا، وت�شكل جــزء� ً لا يتجز� أ من منظومة ما ن�شميه: «البعد الح�ساري للمملكة». بعد ذلك األقى الدكتور عبدالرحمن ال�سبيلي كلمة هيئة المنتدى، قال فيها: من بين الندوات التي عقدها هذا المنتدى في �سنواته الما�سية، ج���اء ه���ذا ال��ل��ق��اء �سهلا م��ي�����س��ورا ف��ي اختيار مو�سوعه، وف��ي انتقاء ال�سخ�سية المكرمة، وزاد هذا الي�سر بهاء ً اأن ْ ياأتي اقتراح المو�سوع من اأحد اأبناء منطقة الجوف، فما كانت هيئة المنتدى لتتردد في اختيار المو�سوع، وهي تدرك رئي�س مجل�س الإدارة في�سل بن عبدالرحمن ال�سديري �ساحب ال�سمو الملكي الأمير �سلطان بن �سلمان بن عبدالعزيز دد������������������ع������������������ال ف������������������ل������������������م في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية 11 10 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G ` g 1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G اأن المنطقة وما حولها، توؤكد البعد الح�ساري لهذه البلاد، وهي تختزن على ظهرها وفي جوفها اأعرق م�ستودع اأثري في الجزيرة العربية، يقدّره الدكتور عبدالرحمن الأن�ساري باآلف ال�سنين؛ اإذ تدل الحفريات وال�سواهد على اأن دومة الجندل كانت اأحد مواطن ح�سارة الأ�سوريين منذ القرن العا�سر قبل الميلاد، وعهد البابليين منذ القرن ال�ساد�س قبل الميلاد، اأما ال�سويحطية فيعدها الباحثون اأق���دم الم�ستوطنات الب�سرية على الإط��لاق في غربي اآ�سيا منذ الع�سر الحجري القديم؛ اإذ يقدر تاريخها بمليون عام على عُ هدة الرواة. وم��ا ك��ان لهيئة المنتدى اأن ت��ت��ردد اأي�سا في اإق���رار العنوان الفرعي للندوة (اإن��ق��اذ ما يمكن اإنقاذه)، وهي تعلم اأننا تاأخرنا كثيرا في الكت�ساف والتنقيب والحفريات والدرا�سات، بل وفي حماية الآث��ار وا�سترداد ما نهب منها عبر القرون، واأننا �سائرون كذلك ببطء في عر�س �لمناطق، وفي تنظيم ما تم اكت�سافه في متاحف المحميات الأثرية و�سونها، وتوفير المرافق، وتي�سير و�سول المواطنين وال�سواح والدار�سين اإليها. وا�ستطرد د. ال�سبيلي قائلا: اإننا في هذا المنتدى، ومع مجموعة من اأميَز المتحاورين والعلماء والمو�سوعات، نتكا�سف ح��ول و�سع الآث������ار، وت��ب��ث ال�����س��وي��ح��ط��ي��ة ودوم����ة ال��ج��ن��دل ومدائن �سالح وجواثا والأخ��دود وال��ردة والفاو وغيرها �سكواها واآمالها وتطلعاتها، من خلال كلمات �سريحة واأفكار �سادقة، ينقلها المنتدى للم�سئولين، كعادته في كل دورة. وق��ال: اإن��ه في ه��ذه المنا�سبة يكون للجوف ولهذا المنتدى، �سبق تكريم عالم وطني كر�َّس حياته ل�ستكمال ما بداأه علماوؤنا الأوائل، واأ�س�س في الجامعة اأكاديمية حديثة لعلم الآث��ار، وقاد علمية وطنية منظمة للتنقيب؛ حتى اأول حملات اقترنت الفاو با�سمه، واأ�سهم اإ�سهاما مميزا ومقدرا في خدمة اآثار الجوف من خلال بحوثه، وعبر رعاية ن��دوات اأدوماتو ومجلتها الدورية، واأثرى المكتبة ال�سعودية والعربية بالع�سرات من الموؤلفات والأبحاث، لعل من اآخرها تلك ال�سل�سلة التي تَتَبَّع َ فيها ق��رى ً ظاهرة على طريق قوافل البخور المعروف بين جنوبي الجزيرة العربية و�سماليها، �سدر منها اأحد ع�سر كتابا بمختلف اللغات.. من بينها كتابه عن الجوف ال�سادر ع��ام ٢00٨م (وال��ذي تم توزيع اأع��داد منه في هذا المنتدى).. وقد تتوجت تلك ال�سل�سلة بالآية الكريمة }وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ً ظاهرة ً وقدرنا فيها ال�سير، �سيروا فيها ليالي َ واأياما ً اآمنين{ �سورة �سباأ، الآية ١٨. وق��ال: اإن للاأن�ساري تفنيد م�ستقل للعديد م��ن ال��رواي��ات المتوارثة المت�سلة ب��الآث��ار في �سمالي الجزيرة العربية وجنوبيها، حتى �سار اليوم مرجعا معتمدا ً في علم الآثار، يوؤخذ براأيه بكثير من الت�سليم والحترام، و�سندا علميا لهيئة ال�سياحة والآث��ار في عملها المعرفي والتوثيقي والثقافي. وتابع قائلا: واليوم.. اإذ يكرِّم ُ منتدانا هذا العلم العلمي البارز، فهو في الواقع اأهل ٌ للتكريم في اأكثر من �سعيد، ويكفي اأن اأق��ول اإن �سيخ المتقاعدين لم يُلق ِ ع�سا الترحال بتقاعده، بل ظل ي�سير في الأر�س بهمّة يحمل ع�ساه باأف�سل من ن�شاط ذهني وبحثي، ما يكون عليه التقاعد اإذ ي�سارك في العديد من المجال�س واللجان و�لن�شاط �لاجتماعي و�لا�شت�شاري و�لخيري، وبمجرد تفرغه م��ن ع�سوية مجل�س ال�سورى عام ١٩٩٩م، اأ�س�س دار القوافل للبحث والن�سر ف��ي م��ي��دان ال��درا���س��ات التاريخية والح�سارية والأثرية، التي اأ�سدرت حتى الآن ما يزيد على ع�سرين كتابا ً وع�سرات المطويات التعريفية في مجال تخ�س�سها. ثم قدم الدكتور �سعد بن عبدالعزيز الرا�سد �سخ�سية المنتدى فقال: اإن المطلع على ال�سيرة الذاتية للاأ�ستاذ الدكتور الأن�ساري يجد اأنه لم ينقطع عن العلم والمعرفة، منذ اأن بدا أ مراحل درا�سته المبكرة في المدينة المنورة، في وقت ك��ان العالم يعي�س الحرب العالمية وماآ�سيها، وكانت بلادنا قد �سهدت اكتمال اإعادة وحدتها على يد الموؤ�س�س الملك عبدالعزيز- يرحمه الله وبداية التخطيط لم�سيرة البناء والعطاء. وقد – ارتبط التعليم في المدينة المنورة في الدرجة الأول��ى بالم�سجد النبوي ال�سريف.. حيث تقام حلقات تعليم ال��ق��راآن الكريم وال�سنّة النبوية ال�سريفة. وقد نال الأن�ساري في بواكير تح�سيله العلمي الن�سيب الأوفر في تلك المرحلة، وبنى تراكما معرفيا من وال��ده ال�سيخ محمد الطيب اأحد الرواد الأوائل – الأن�ساري - يرحمه الله الذين در�َّسوا في الم�سجد النبوي، الفقه وعلومه على المذاهب الأربعة الم�سهورة، وقد اقتطف من والده القراآن وعلومه، وتفقه في علم الحديث واللغة العربية واآدابها، وانعك�س ذلك على حياة الدكتور الأن�ساري و�سيرته العلمية. اأكمل الأن�ساري تعليمه البتدائي والمتو�سط والثانوي في المدينة المنورة.. وقد تح�سّ ل على بعثة درا�سية اإلى م�سر، فنال �سهادة اللي�سان�س في اللغة العربية من ق�سم اللغة العربية بكلية جامعة القاهرة عام ١٣٨0ه�/١٩٦0م، – الآداب وبعد عودته اإل��ى المملكة ق��ُب��ِل َ معيدا في كلية الآداب بجامعة الملك �سعود، ليتم ابتعاثه بعد ذل��ك اإل��ى بريطانيا لإك��م��ال درا�سته العليا في مجال تخ�س�سه. وق��د ع��اد اإل��ى اأر����س الوطن عام ١٣٨٦ه�/١٩٦٦م حاملا معه وثيقة تخرجه لدرجة الدكتوراه من ق�سم الدرا�سات ال�سامية بجامعة ليدز؛ ليكت�سف اأن العلم الذي در�سه ل يتوافق مع مواد ق�سم اللغة العربية، فتم تعيينه في ق�سم التاريخ، وقد دل هذا الإجراء على مدى الجامعة، �لوعي وبعد �لنظر لدى �لم�شئولين في وعلى راأ�سها معالي الأ�ستاذ الدكتور عبدالعزيز الخويطر، للقبول بعلم جديد يتوقع له التطور والفائدة العلمية في م�ستقبل الأيام. ق��دم الأن�����س��اري حتى الآن نحو مئة موؤلف وبحث ومقالة علمية، تميزت بو�سوح ال��روؤي��ة د. �سعد الرا�سد د. عبدالرحمن ال�سبيلي دد������������������ع������������������ال ف������������������ل������������������م في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية 13 12 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G ` g 1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G ور�سانة الطرح. وفي كل بحث اأو موؤلف نجد فيه �لجديد من �لمعلومات و�لنظريات �لتي تحظى بالتقدير من العلماء والباحثين. واختتم د. الرا�سد تقديمه قائلا: اإننا نقف اأم����ام ع��ال��م جليل ل��ه ال�سبق ف��ي ال��ب��ح��ث عن الآثار والأثر تحت الأر�س وعلى واجهة الحجر، واإنجازاته العلمية وا�سحة وجلية، وعلى الرغم من همومه العلمية وعطائه المتوا�سل في مجال اخت�سا�سه العلمي، اإل اأن للاأن�ساري ب�سمات تذكر فت�سكر ف��ي جميع المنا�سب والمهمات التي ت��وله��ا داخ��ل الجامعة وخ��ارج��ه��ا؛ معيدا واأ�ستاذا م�ساعدا وم�ساركا واأ�ستاذا، ووكيلا لكلية الآداب وعميدا لها، وم�سرفا على مركز خدمة المجتمع والتعليم الم�ستمر، ورئي�سا لق�سم الآثار والمتاحف، وع�سوا في مجل�س ال�سورى، وغير ذلك من المهام التي تولها وما يزال. وتقديرا ووف��اء للاأ�ستاذ الدكتور الأن�ساري من تلامذته الأوفياء في ق�سم الآثار والمتاحف، واأ�سدقائه في التخ�س�س من عرب واأوربيين، فقد تم اإ�سدار كتاب علمي ي�سم بحوثا ودرا�سات علمية موثقة، اأ�سرفت عليها لجنة علمية برئا�سة الأ�ستاذ الدكتور اأحمد بن عمر الزيلعي وطبع ه��ذا الكتاب ع��ام ١٤٢٨ه������/٢00٧م على نفقة وزارة الثقافة والإعلام م�ساركة من الوزارة في تكريم هذا العالم الجليل. وه��ا نحن ال��ي��وم، نجتمع ف��ي ه��ذا ال�سرح الثقافي الكبير، وفي منتدى الأمير عبدالرحمن ال�����س��دي��ري ل��ل��درا���س��ات ال�����س��ع��ودي��ة ف��ي دور ته ال�ساد�سة.. تكريما وتقديرا للاأ�ستاذ الدكتور الأن�����س��اري، ومما ي�سفي على المكان مزيدا م��ن البهجة اأن��ن��ا ف��ي منطقة �سهدت مخزونا من التراكم الح�ساري عبر الع�سور، منطقة الجوف، بوابة ال�سمال، المنفتحة على ح�سارات ال�سرق القديم، والتي عبر منها القادة الأوائل الذين حملوا ر�سالة الإ�سلام الخالدة اإلى العالم. وف���ي ن��ه��اي��ة ح��ف��ل الف��ت��ت��اح ق���ام الح�سور ب��ج��ول��ة ع��ام��ة ف��ي ال��م��وؤ���س�����س��ة� سملت معر�س ال�سور والإ���س��دارات التي �ساركت فيه موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري الخيرية، والهيئة العامة لل�سياحة والآث��ار،ك��م��ا زاروا المتحف الخا�س بمقتنيات معالي الأمير عبدالرحمن بن اأحمد يرحمه الله. – ال�سديري فعاليات ندوة المنتدى م) 2012/11/22 (الخمي�ص وغني عن القول اإن الآث��ار بو�سعها الحالي م��ا ت��زال بحاجة لمزيد م��ن الهتمام ال�سعبي والر�سمي للعناية بها، وحمايتها م��ن مختلف اأ�سكال التعديات؛ �سواء بالإهمال اأو التخريب اأو النهب؛ ف�سلا ً عن الحاجة الما�سة لحفز مراكز البحث العلمي والجامعات الوطنية، لدفع م�سيرة البحث العلمي الميداني، للتنقيب والك�سف عن الآث��ار وترميمها وتطوير مواقعها، لتكون مواقع �سياحية جاذبة لل�سياحة، ومحفّزة للم�ستثمرين، لإقامة م�سروعات �سياحية و�سناعات مرافقة، توفر المزيد من فر�س العمل للعديد من اأبناء ال��وط��ن؛ ما ي�سهم في دع��م القت�ساد الوطني وبرامج الت�سغيل المحلية. كما اأن اله��ت��م��ام ب��رع��اي��ة الآث����ار الوطنية وال��ت��راث المحلي ي��ل��زم اأن ينطلق اب��ت��داء من �لــنــطــاق �لمحلي، تنظيما ورعــايــة، بم�شاركة مختلف ف��ئ��ات المجتمع ال��م��دن��ي، ف�سلا ً عن ً اإثارة الهتمام بحمايته و�سونه بحكم كونه ملكا للاأجيال الحالية والم�ستقبلية، لما يمثله من مخزون تاريخي وثقافي وح�ساري لفترات مهمة من تاريخ المنطقة. هدف الندوة ت�سليط ال�سوء على اآثار المملكة، وبيان و�سعها الحالي، واإب���راز اأهمية العناية بها وحمايتها م��ن مختلف اأن���واع التعديات ���س��واء بالتخريب اأو النهب اأو التجارة اأو الإهمال، واإب��راز الدور ال��ذي يمكن اأن ت�سهم فيه في تنمية ال�سياحة، واقتراح ت�سور عام لإثارة الهتمام العام بالآثار �لوطنية و�شرورة �لمحافظة عليها، كونها تمثل جزءا ً من التاريخ الإن�ساني والح�ساري، وتمثل اأبعادا ً اقت�سادية في الدولة، والتاأكيد على الدور الإعلامي في هذا المجال. محاور الندوة ١. الواقع الحالي للمناطق الأثرية في المملكة. ٢. اله��ت��م��ام ب���الآث���ار؛ الأب���ع���اد الج��ت��م��اع��ي��ة، جاء اختيار هيئة المنتدى لمو�سوع الاآثــار في المملكة لهذه الــدورة، نظرا ً لما تمثله الاآثــار في تاريخ الاأمــم؛ فهي اأحد مرتكزات التراث الاإن�ساني، وتمثل جزءا من ال�سجل الح�ساري، كما تحمل فكرا ً وروؤى لح�سارات وفترات تاريخية �سابقة لع�سرنا الحا�سر، وما تت�سمنه من دلالات تظهر م�ستوى التطور والتقدم الاجتماعي والاقت�سادي والثقافي الــذي عا�سه ال�سابقون، وما يعك�سه للاأجيال من دعوة لمزيد من التطلع نحو ا�ستمرار البناء والتطوير في مفردات الح�سارة الاإن�سانية. كما اأن الاآثــار باتت ت�سكل دافعا ً مهما في الاقت�ساد ال�سياحي في البلدان المعا�سرة، وما يرافقها من تطور في عدد من ال�سناعات المرتبطة بال�سياحة و�سناعتها، وتطوير المتاحف الوطنية التي تعد معلما ح�ساريا لاأي بلد. دد������������������ع������������������ال ف������������������ل������������������م في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية 15 14 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G ` g 1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G والثقافية، والح�سارية، والقت�سادية. ٣. جهود الهيئة العامة لل�سياحة والآثار. ٤. الروؤية الم�ستقبلية للعناية بالآثار. ٥. الخطوات الماأمولة من الدولة والمجتمع والمواطن. ٦. نتائج ا�سترداد الآثار. كلمة الفتتاح اف��ت��ت��ح ال��دك��ت��ور ���س��ل��م��ان ب��ن عبدالرحمن ال�سديري ال��ن��دوة بكلمة رح��ب فيها بالح�سور والم�ساركين، في انطلاقة جديدة لمنتدى الأمير عبدالرحمن ب��ن اأح��م��د ال�سديري للدرا�سات ال�سعودية، ال��ذي يُعد اأح��د المنا�سط المنبرية التي تقيمها الموؤ�س��سة دورياً، وت�سعى من خلاله اإل��ى ت��ن��اول مو�سوع ٍ ذي اأهمية على الم�ستوى ال��وط��ن��ي، وي��ُدع��ى ل��ه ال��م�����س��ئ��ول��ون وال�����س��رك��اء الآخرون ذوو العلاقة والهتمام، لتداول وجهات �لنظر لتحقيق �لاأهد�ف� لاآتية: ١- اإبراز اأهمية المو�سوع وت�سليط ال�سوء عليه. ٢- اإت��اح��ة الفر�سة ل��ط��رح الآراء ومناق�ستها باأ�سلوب علمي ومهني. ٣- ب��ل��ورة ال��خ��ي��ارات وم��ن��اق�����س��ة الإي��ج��اب��ي��ات وال�س�لبيات، وربما الو�سول اإل��ى� سيا�سات تراعي الم�ستجدات المعا�سرة، تكون قابلة لكي تنفذ لخدمة المجتمع، �سعيا نحو تحقيق الم�سلحة العامة. ٤- واأخ��ي��را ً ولي�س اآخ��راً، اإتاحة الفر�سة لأكبر ع�دد ممكن من ال�سيوف من خارج منطقة الج�وف ل��زي��ارة ه��ذه المنطقة م��ن وطننا الغالي والتعّرف عليها. وقد اأ�سار د. �سلمان ال�سديري اإلى اأن مو�سوع الندوة لي�س بجديد، فقد �سبق طرحه وتناوله م��رارا وت��ك��رارا.. ولكن.. ك��اأن ذلك لم يح�دث، وهذا في ح�د ذاته لي�س غريبا ً اأو م�ستغربا ً في المجتمعات ع��ام��ة. ولأهمية ال��م��و���س��وع.. ف��اإن الهيئة ال��ت��ي ت�سرف على اأع��م��ال المنتدى لم تتردد اأبدا ً في اعتماده، لي�س فقط لأهميته على الم�ستوى الوطني، ولكن كذلك لأهميته البالغة لهذه المنطقة ب�سكل خا�س، وه��ي التي - كما اأ�سار الدكتور عبدالرحمن ال�سبيلي- تُخزِّ ن ُ على ظهرها وف��ي جوفها اآث���ارا ً ثمينة ً تج�سّ د البعد الح�ساري لهذه البلاد، وتوفّر خيارات متاح�ة يُمكننا ا�ستثمارها ا�ستثمارا ً م�ستداما ً نافعاً، يتطور ويتفاعل مع اأولوياتنا كمجتمع، ومن �ساأن مثل ه��ذه ال�ستثمارات اأن تعود بالف�ائدة على المجتمع المحلي، وت�سهم في تنمية المناطق وال���م���دن وال���ق���رى، وت��وف��ر ك��ذل��ك م���زي���دا ً من فر�س العمل، كما تطور ال�سناعات التقليدية وال�سياحية ذات العلاقة. واختتم د. ال�سديري كلمته بقوله: لكاأن َّ ل�سان حالي يقول ويتاأمل اأن ر�سالة هذه الن�دوة، وهذا المنتدى هي اأن الآث�ار والموروث الوط�ني حالته م�ستع�س�ية، وتح�تاج اإلى لف�تة حانية وقوية، لي�س فقط من جانب الدولة، بل الأه��م من ذلك ما نتاأمله من الوطن ومن المواط�ن على ال�سواء. اإن هذا الواقع يحتاج منا جميعا ً اإلى تكاتف الجهود، وتطوير الو�سائل من اأجل اإ�ساعة اأهمية الهتمام باآثارنا، لما تحتله من اأبعاد تاريخية وثقافية وح�سارية. وما نطمح اأن تلعبه من اأدوار ثقافية واقت�سادية تعود بالخير على المجتمع. و ذك��ر د. الأن�����س��اري ف��ي حديثه ع��ن دوم��ة الجندل اأن الح�سارة النبطية بلا �سك و�سلت اإلى دومة الجندل وو�سلت اإلى ما بعد دومة الجندل، ووُجِ ��د كثير ٌ من النقو�س والكتابات النبطية في هذه المنطقة، ومعنى ذلك اأن الح�سارة النبطية و�سلت اإلى هذه المنطقة بكل قوة، وتمنى اأن تكون درا�سة النقو�س النبطية لي�ست مجرد درا�سة من حيث هي نقو�س وتف�سيرها، ولكن تحليل ومناق�سة ماذا تعني هذه النقو�س؟ وما هي الح�سارة التي و�سلت اإليها؟ وم��ا هي الأ�سياء التي يمكن اأن ن�ستفيد منها لغة وخطابا ً وغير ذلك؟! الجل�شة الأولى اأدارها الدكتور عبدالله الم�شري وا�شتملت على الأوراق التالية: الورقة الأولى للاأ�شتاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأن�شاري بعنوان: الواقع الحالي للاآثار في المملكة العربية ال�شعودية اأكد د. الاأن�ساري في ورقته اأن َّ المناطق الاأثرية في المملكة ما تزال بحاجة لمزيد من الجهود والاهتمام، على الرغم من الجهود التي تبذلها مختلف الجهات الر�سمية ذات العلاقة. وقال اإن الاآثار في المملكة على اأ�سناف، منها ما اأتيحت له خدمات ال�سيانة والتطوير والحماية، ومنها ما يتعر�ص للتخريب والتعديات من فئات لا تدرك اأهميته الح�سارية والتاريخية، وبع�سها ما يزال بانتظار الك�سف العلمي والتنقيب.. ليقدم لنا وللاأجيال المقبلة معلومات مهمة عن تاريخ هذه المنطقة المهمة من العالم؛ اإذ نكاد لا نجد مكانا ً اإلا ّ وقد نقب فيه، فهواة الاآثار الذين لا يح�سُّ ون بالم�سئولية ينب�سون ويعبثون بكل موقع اأثري ي�سلون اإليه، ولا اأدل على ذلك مما حدث في قرية الفاو؛ اإذ اأن ال�ساهد الاأثري الوحيد على اأهمية المعبد اقتلع من مكانه، ولا ندري اأين ذهب، ولا ندري من فعل ذلك. كما اأن طريق ال�سكك الحديدية المو�سلة اإلى المدينة المنورة لا تجـد محطة من محطاتها اإلا ّ وقد حفرت، ذلك لاأن وهْ م َ الذهب هو ما يحرك اأولئك الهواة المخربين للاآثار، ولعل المنقبين في تيماء لم يجدوا بغـيتهم، كما لو جاءوا للموقع قبل العبث فيه، وهكذا بالن�سبة لموقع «قـريّـة» والمواقع الاأخرى المماثلـة. د. �سلمان بن عبدالرحمن ال�سديري المتحدثون في الجل�سة الأولى دد������������������ع������������������ال ف������������������ل������������������م في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية 17 16 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G ` g 1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G البداية عام ٢00٨م عندما �سجلت «مدائن �سالح» في اجتماع لجنة التراث العالمي في كندا، وفي عام ٢0١0م �سُ جلت «الدرعية» التاريخية في اجتماع البرازيل، وكانت المحاولة الثالثة لت�سجيل جدة التاريخية عام ٢0١١م -اجتماع اللجنة في باري�س تحفظات العام الما�سي- ول�سوء الحظ كانت هناك على الملف باأنه غير جاهز، وبالتالي قمنا ب�سحبه اإلى حين اإعادة تجهيزه مرة اأخرى. ربما يت�ساءل بع�سنا: ول��م��اذا الغياب ثلاثين عاما؟ ولو كان خم�سة ع�سر عاما..لقلنا باأنها مرحلة تح�سيرية بين توقيع التفاقية ثم الدخول بمواقع، فما هي الأ�سباب؟ عندها �سنعود اإل���ى م��ا قلته ف��ي ال��ب��داي��ة ب��اأن التفاقية ت��ذك��ر الأ���س��ب��اب القت�سادية والعلمية والتقنية، لكنها لم تذكر اأ�سبابا �سيا�سية واقت�سادية، و�ساأغامر واأذكر اأ�سبابا �سيا�سية واأخرى دينية. �ساأعطي نموذجين لدولتين، تجلى الأول ب�سكل �ساخن في النزاع الذي حدث بين كمبوديا وتايلاند، اإذ ت��ن��ازع��ت ال��دول��ت��ان على م��وق��ع معبد تاريخي يقع على الحدود بين البلدين، وتقدمت كمبوديا لت�سجيل الموقع، فكان هناك رف�س من تايلاند باأن هذا المعبد يقع على حدودها، ويبدو اأن الموقع يقع ً في منطقة و�سطية بين الدولتين. كان النزاع اأول ثقافيا ثم تحول اإلى �سيا�سي، ثم اأ�سبح اأمنيا بح�سد القوات، وب��دا أ العراك على الحدود بين الدولتين، فاأحيل الملف من اليون�سكو اإلى مجل�س الأمن، وهذه اأي�سا ً تعطي قيمة كبيرة للاآثار، فلربما تقودنا اإلى �سلام اأو ح��روب ل ق��در الله، وكانت تايلاند على من لجنة �لتر�ث� لعالمي لظنها و�سك الن�سحاب اأن اليون�سكو متحيزة اإلى جانب كمبوديا في ت�سجيل الموقع. ً ال��ن��م��وذج الآخ����ر وه���و الأك��ث��ر دي��م��وم��ة وق��رب��ا لدينا، وهو النموذج الفل�سطيني الإ�سرائيلي، كانت اإ�سرائيل ت�سجل مواقع في الأرا���س��ي الفل�سطينية المحتلة من دون رقيب عليها، لعدم وج��ود دولة بم�سمى فل�سطين. طبعا ً هذا با�ستثناء ما هو في ال�سفة الغربية؛ لأن الأردن هو القائم على الأوقاف وال��م��واق��ع التراثية ف��ي القد�س، وم��ن ث��م ل��م تكن اإ�سرائيل قادرة على العبث بذلك، ف�سجلت القد�س في لئحة التراث العالمي ل��لاأردن، لكن اإ�سرائيل كانت ت�سجل مواقع اأخ���رى، والآن تغير الو�سع.. ففل�شطين �أ�شبحت دولة ع�شو� ً في منظمة �ليون�شكو عام ٢0١١م، وكانت النعكا�سات �سيا�سية، وعلى جانب الآثار بداأت تت�سكل �سخونة اأكبر في لقاءات لجنة التراث العالمي التي تنعقد ب�سكل �سنوي، ففي اللقاء الأخير.. كنا في مدينة �سان بطر�س بورج في رو�سيا، وتقدمت فل�سطين -لأنها منذ اأن اأ�سبحت ع�سوا في اليون�سكو، �سادقت بعد ثلاثة اأ�سهر على اتفاقية التراث العالمي- في يونيو ٢0١٢م بت�سجيل ملف كني�سة المهد في بيت لحم، وكان ال�سراع قويا جدا ً اأثناء انعقاد اللجنة، فهناك لوبي عربي واآخر اإ�سرائيلي، وحاولنا قدر ال�ستطاعة اإنجاح ت�سجيل الموقع ل�سالح فل�سطين، وذل��ك م��ا ح��دث، فقد نجحت فل�سطين في ت�سجيل كني�سة المهد في لئحة �لتر�ث� لعالمي، وبالطبع فاإن �إ�شر�ئيل تحفظت على هذا الت�سجيل، فطلب الكلمة الممثلان الإ�سرائيلي والأمريكي وقال باأنه ل يوجد �سيء ا�سمه فل�سطين، وبالتالي هذا الت�سجيل زائف. �ساأعطيكم معلومة.. ربما تكون طريفة ولكنها محزنة، �سجلت اإ�سرائيل في لئحة التراث اليهودي (اللائحة المحلية الوطنية) م�سجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمي، وق��د تقدمنا في المجموعة �لعربية بمنظمة �ليون�شكو بمذكرة �حتجاج على ذلك الت�سجيل، وتحدثت بو�سفي نائب رئي�س المجل�س المجموعة العربية، �لتنفيذي لمنظمة �ليون�شكو عن وت�سير التفاقية في م�سامينها اإلى اأن اأ�سباب م�سوغات هذه التفاقية، هو اأن ال��دول اأحيانا ً قد ل تكون ق��ادرة على حماية ال��ت��راث الموجود على اأرا�سيها لأ�سباب اقت�سادية اأو علمية اأو تقنية، لاحظت �أن �لاتفاقية لا تذكر �أ�شبابا دينية لكني و�سيا�سية، واأرى اأن ذلك لأحد �سببين.. اإما لتلافي الخو�س في هذين ال�سببين اأو العائقين الحرجين، اأو لأن الأ�سباب الدينية وال�سيا�سية اآن��ذاك -في ال�ستينيات- لم تكن �ساغطة وموؤثرة كما هي في الو�سع الراهن. واأ�سار د. الدري�س في ورقته اإلى اأنه في لئحة التراث العالمي حتى يومنا هذا (٩٣٦) موقعا في ) دولة، حظيت منها �لدول �لاأوروبية بن�شيب (١٥٣ الأ�سد.. ولي�س هذا غريباً، فالدول الغربية دائما في مقدمة الدول على اللائحة، وقد و�سعت اليون�سكو قائمة بالدول التي لديها ع�سرة مواقع فاأكثر، وهي (٢٣) دولة لي�س من بينها دولة عربية واحدة، مع اأن الواقع يقول اإن الدول العربية تقع في منطقة ربما تكون مليئة باآثار اأكثر مما هي في مناطق اأخرى، ولكن �لنظرة �لمتقدمة لاأهمية �لحفاظ على �لاآثار جعلت كفة الدول الغربية هي الراجحة، فاإيطاليا تت�سدر القائمة ب���(٤٤) موقعا م�سجلا في لئحة التراث العالمي. والمملكة العربية ال�سعودية التي ان�سمت لتفاقية التراث العالمي عام ١٩٧٨م لم تدخل لئحة التراث العالمي اإل عام ٢00٨م، اأي بعد (� )٣0سنة، وكانت الورقة الثانية للدكتور زياد بن عبدالله الدري�ص (المندوب الدائم للمملكة لدى اليون�شكو) بعنوان: «واقع الآثار في المملكة من منظور المنظمات الدولية» (يعك�ص وجهة نظر اليون�شكو على اآثار المملكة) لكي اأتحدث عن علاقة اآثــار المملكة العربية ال�سعودية مع اليون�سكو، لا بــد اأن اأ�ــســع مقدمة عــن اتفاقية حماية الــتــراث العالمي التي انطلقت في الاأ�سا�ص، كرد فعل لما حدث في موقف الحكومة الم�سرية عام 1954م، عندما قررت بناء ال�سد العالي، وكــان ذلــك الــقــرار تهديدا لــلاآثــار الواقعة في الـــوادي، واأبــرزهــا معبد اأبو �سنبل، فتنادت الهيئات والجامعات والجمعيات المهتمة اأيــ�ــســاً، وخــبــراء الاآثــــار مــن اأنــحــاء الــعــالــم لحماية ذلــك الــتــراث الموجود في الـــوادي، وبالفعل تعاونوا مع الحكومة الم�سرية واأر�سلوا الخبراء وحُ لت الم�سكلة؛ كذلك حماية بحيرة مدينة البندقية في اإيطاليا، وما حدث في الباك�ستان واأندون�سيا؛ كل تلك الاأحداث في ذلك الحين جعلت اليون�سكو تلتفت اإلــى اأهمية اإيجاد اتفاقية لحماية التراث العالمي. وبالفعل و�سعت المنظمة بالتن�سيق مع المجل�ص الدولي للمعالم والمواقع الاأثرية م�سودة هذه الاتفاقية للدرا�سة، ثم اأُقِرَّت واعتُمدت عام 1972م، وبلغ عدد الدول الموقعة عليها حتى يومنا هذا (190) دولة، ومنها المملكة العربية ال�سعودية التي اعتمدتها وان�سمت اإليها عام 1978م. د. زياد بن عبدالله الدري�س في دورته السادسة - الجوف 8 محرم1434هـ ( 21- 22 نوفمبر 2012م) – 7 منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية 18 `g1434 A É à ° T - á H ƒ ÷ G فعبرت عن موقفنا كدول عربية راف�سة لهذا، وكانت اإ�سرائيل قد تقدمت بهذين الموقعين للت�سجيل في لئحة التراث العالمي، وبالفعل كان للتحرك العربي دوره، وبالتالي تم رف�س طلب الجانب الإ�سرائيلي واأعيدت الملفات اإليهم. وعن العائق الديني �ساأتطرق لنموذجين اأي�سا: و�ساأبدا أ بالنموذج الثاني قبل الأول، وهو ما يحدث في مالي، ولْنقُل ما يحدث بعد ما ي�سمى «الربيع العربي»، فقد اأ�سبح هناك تحركات، واأبرزها ما كان في تون�س وليبيا لهدم بع�س المواقع الآثارية الم�سجلة في لئحة التراث العالمي، ويتم هدمها من منطلق �سرعي عند الذين قاموا بهذه الهجمات على تلك المواقع. «م��ال��ي» ت��اأث��رت بالربيع ال��ع��رب��ي اأو ه��و «ربيع ً اإ�سلامي» اأحياناً، وكانت هناك هجمة قوية جدا على كثير من الأ�سرحة والمواقع الآثارية الم�سجلة في اللائحة، وطبعا ً ح�سل تخريب لمواقع لي�ست م�سجلة باللائحة، وبالتالي قد ل يعلم العالم عنها، فمن اإيجابيات الت�سجيل في لئحة التراث العالمي اأن النا�س يعلمون عن ذلك، وبالتالي كانت هناك وقفة دولية قوية جداً. النموذج الآخر من العائق الديني، هو المملكة العربية ال�سعودية، وعندما اأقول نموذجا دينيا، فاأنا اأق�سد اأنه ل�سنوات طويلة، كان هناك ت�سور اأو فهم (طبعا ً لن اأقول باأنه ت�سور خاطئ) باأن الموؤ�س�سة الدينية ال�سعودية تتحفظ على فكرة حماية التراث والآث���ار، وبالتالي ف��اإن ال��دخ��ول في لئحة التراث العالمي يزيد هذا التحفظ ت�سلبا ً حين تحمل تلك الآثار طابعا دينيا �سواء اإ�سلاميا اأو ما قبل الإ�سلام، وي��ع��رف ال��دك��ت�